الشريط الاخباري

استقلال الاردن وقضية القدس والخيار الاستراتيجي بقلم: سري القدوة

نشر بتاريخ: 29-05-2021 | أفكار
News Main Image

بقلم: سري القدوة

استمرت مسيرة النهضة والأعمار والتنمية في الاردن عبر رحلة طويلة امتدت منذ استقلالها في 25 أيار 1946 مما اسهم بإعلاء شأن الاردن وترسيخ رسالتها الخالدة على المستوي القومي والدولي فكانت الارادة الاردنية هي تعبير عن معاني الوفاء والانتماء لهذه الارض المباركة وانعكست مسيرة الاستقلال الاردني على دورها في حماية المقدسات الاسلامية والمسحية في القدس الشريف لتشكل محورا مهما على المستوي الوطني والبعد العربي والإسلامي والدولي لحماية المقدسات والحفاظ على الحقوق التاريخية وهذا الارث الديني والتاريخي وواجب الاستمرار في حمايته والحفاظ عليه ليكون منارة وإشعاع حضاري للأجيال القادمة.

الدولة الاردنية انطلقت بمسيرة الاستقلال الذي يتزامن مع مئوية تأسيس الدولة الأردنية وهو ما جسدته الارادة القوية الصلبة والمتماسكة من خلال العمل والجهد المستمر عبر مراحل تأسيس الدولة وقصة كفاح وعزيمة وإرادة الاردنيين لنيل الاستقلال وترسيخ دولة المؤسسات والقانون والتي ساهمت بالتقدم والنهضة في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والدينية والقضائية والأكاديمية والصحية والثقافية والفنية والإعلامية ولتستمر المسيرة الريادية الاردنية بقيادة الملك عبد الله الثاني حامي القدس ولتحقق الرخاء والازدهار لكل الاردنيين ولتحتل الاردن مكانة مرموقة علي المستوي العربي والدولي.

لا يسعنا الا وان نثمن عاليا دور الاردن في الحفاظ على الوصاية وحماية المقدسات ضمن الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها ومن اجل الحفاظ على الهوية العربية الإسلامية والمسيحية والمتابعة المستمرة لوضع القدس بشكل خاص والقضية الفلسطينية والتصدي لممارسات حكومة الاحتلال والجرائم التي ترتكبها تجاه سكان القدس ووضع حد لدور الاحتلال الذي يحاول فرض هيمنته عبر التدخل بشؤون المسجد الاقصى وإدارته ورفض اي تدخل كون أن إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى تابعة لوزارة الاوقاف الأردنية وهي الجهة الوحيدة المخولة لإدارة جميع شؤون المسجد الأقصى والحرم القدسي.

يتواصل العطاء الاردني في ذكري الاستقلال والدعم المعنوي للشعب الفلسطيني ضمن المبادئ الراسخة ووصايا الاجداد والدعم المادي والمعنوي الهاشمي والملكي للقدس والمسجد الأقصى ومديرية اوقاف القدس وموظفيها وأن هذا الدعم بمثابة تأكيد على حق الوصاية والاهتمام الاردني بأوضاع المسجد الاقصى واستمرار تقديم كل ما يلزم من اجل العمل على اصلاح وإعادة اعمار كافة الأضرار التي تعرض لها المسجد الأقصى المبارك خلال الاعتداءات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين ووضع حد لهذه الممارسات الاجرامية المنافية لكل الاعراف والقوانين الدولية.

لقد مرت القضية الفلسطينية وأفرزت الاوضاع الحالية ظروفا صعبة في ظل استمرار السياسات الممنهجة التي تتبعها حكومة الاحتلال من هدم البيوت والاستيلاء على أراضي المواطنين ضاربة بعرض الحائط كافة المواثيق والقرارات الدولية التي تعتبر مدينة القدس واقعة تحت الاحتلال وان مواصلة النضال من أجل إنهاء الاحتلال عن مدينة القدس تعد من اولويات القضايا المحورية للنضال الوطني والقومي للأردن فمدينة القدس هى العاصمة الأبدية لدولة فلسطين وهى محور النضال المركزي والحضاري ويجب الحفاظ على عروبتها وطابعها كمدينة مقدسة للأديان السماوية الثلاث وذلك بدعم صمود أبنائها والتمسك بحقوقهم فيها.

لقد عملت الاردن وضمن استراتيجيتها القومية على حماية القدس وحافظت على الخصوصية التاريخية للمدينة المقدسة وكانت جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني في ظل استمرار خوض المعارك جنبا الي جنب واعتبار قضية القدس هي قضية الاردن الاولي والعمل على توفير الدعم وأساسيات متطلبات البقاء والصمود والإصرار على اعادة الحقوق لأصحابها والسعي الى تحقيق الاستقلال الوطني للشعب الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية.

سفير الاعلام العربي في فلسطين

رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

شارك هذا الخبر!