الشريط الاخباري

قراءة سياسية لما قبل صفقة التبادل بقلم/ د. خالد معالي

نشر بتاريخ: 16-10-2021 | أفكار
News Main Image

بقلم/ د. خالد معالي

من كان يظن ان حكومة "نفتالي بينت" لن ترضخ لشروط غزة في صفقة التبادل القادمة فهو واهم، فقياسا على صفقة "شاليط" وفاء الاحرار الاولى، فان الاحتلال استخدم نفس الطرق والاساليب الخادعه، وحاول التلاعب على نفسية المقاومة واهالي الاسرى، ولكن من يضحك في آخر الامر هو من يكسب الجولة، وهو ما كان من نصيب المقاومة باجراء صفقة "شاليط".

ما سبق ليس لرفع معنويات المقاومة او اهالي الاسرى، بل هو قراءة سياسية واقعية وعلمية بعيدا عن العواطف والاماني، والا كيف نفسر ان تنقل قناة عبرية خبر طلب شريط من المقاومة حول الاسرى من الجيش من غزة عن صحيفة فلسطينية وهي صحيفة الايام؟! منذ متى كان الاحتلال يستقي اخباره من اعلام فلسطيني؟!

ما صرح به زاهر جبارين المخول من قبل حركة حماس بمتابعة ملف الاسرى من ان الاحتلال لم يطلب شريط، هو صحيح، فلم تعودنا المقاومة ولا قادتها الا على الصدق فيما تقول، وحماس ارادت ان تضع شعبها امام حقيقة ما يجري، وهو ان الاحتلال يحاول ان يصطاد ويماطل ويدعي ويزعم من عنده ما يزعم، بهدف تخفيف الضغط على حكومة "نفتالي بينت" من قبل اهالي الاسرى الاربعة ومن معهم، لكن أنى له ذلك.

من يملك اوراق قوة هو من له الريادة، ومن لا يملك اوراق قوة او اضعف اوراقه فانه لن ينال سوى الخيبة والتراجع على مختلف المستويات، ولنا في التجربة الفلسطينية طوال 26 عاما من "اوسلو" درس بليغ، فالاحتلال لا يلتزم باتفاقيات ولا يعطي شيئأ بالمجان، الا في حالة وجود ضغوط عليه وصلت لحد لا يطاق، عندها يجبر على دفع الثمن.

قريبا جدا سنفرح ويفرح اهالي الاسرى وجموع الشعب الفلسطيني وكل احرار العالم، بخروج الاسرى الاحرار وانتزاع حريتهم نزعا من حلق حكومة "نفتالي بينت"، والفرحة ستعم العالم اجمع - الاحرار والشرفاء منهم - كون الصفقة القادمة محطة مفصلية في تاريخ الشعب الفلسطيني لحساسية المرحلة والتي تختلف عن سابقاتها في مختلف المجالات، كون ما يسمى بدولة الاحتلال"اسراىيل" تتراجع على مختلف الصعد، وهو ما يقر به مفكري وكتاب كيان الاحتلال.

صحيح ان حكومة "نفتالي بينت" هشة وضعيفة، وممكن انها لا تقدر على تخطو خطوة كبيرة حول صفقة الاسرى، لانعكاساتها على عرش حكومة "نفتالي بينت" ، لكن اين المفر، في النهاية هو مجبر فكل الخيارات امامه مغلقه، الا اجراء الضفقة، فالعدو مهما كان قويا لا بد له من نقاط ضعف، وهل هناك نقطة ضعف اكبر من وجود اسرى من جيش الاحتلال لدى المقاومة؟!

في جميع الاحوال، حان الوقت للتوحد فلسطينيا، فصفقة الاسرى القادمة وعلى رأسها الاسير البطل مراون البرغوثي، ترينا ان الدم واحد والهدف واحد، ولا يصح التفريق بين لون سياسي فلسطيني وآخر، ولا يصح لتناقضات هامشية داخلية فلسطينية ان تطفو وتصبح تناقض مركزي بدل التناقض المركزي والرئيسي مع الاحتلال، والاحتلال هو من يزيد الشرخ ويفرق، فلا يصح ان نجعله ينجح بمخطط التفرقة من باب" فرق تسد"، فهل وعينا الدرس؟!

شارك هذا الخبر!