الشريط الاخباري

تقرير PNN: "موسم قطف الزيتون" جيد بعاداته الجميلة رغم شح الثمار واعتداءات الاحتلال العنصرية

نشر بتاريخ: 13-11-2021 | محليات , PNN مختارات
News Main Image

بيت لحم/PNN – نجيب فراج – اضطرت المواطنة سهى من بيت لحم أن تستقل مركبة زوجة إبنها ناجي محسن لتذهب اليه في مكان قيامه بقطف الزيتون في منطقة تبعد نحو ثمانية كيلو مترات على مقربة من مستوطنة افرات المقامة على أراضي المواطنين غرب وجنوب بيت لحم، حيث فضّل هذا الشاب أن يذهب الى هناك لوحده ليقطف ثمار 17 شجرة من الزيتون على مهله، وعندما انهمك في ذلك أهمل الرد على هاتف والدته كي تطمئن عليه وفشلت عدة مرات في المكالمة، فاشتعلت نيران القلق بصدرها وتحسبت ان يكون قد حصل له سوء جراء اعتداءات المستوطنين الذين لا يبعدون عن الارض اكثر من كيلو متر هوائي ولهم بالعادة ان يعترضوا المزارعين فاضطرت الى ركوب السيارة لمعرفة سبب عدم الرد وعندما وصلت اليه شاهدته وقد انتهى من مهمة القطاف ولم يحصل له اي سوء فلامته لوما شديدا على اهمال الهاتف.

وقال محسن ان الامر كله لا يستحق كل هذا القلق خاصة وان المنطقة كانت هادئة في يوم السبت وهي عطلة اليهود اضافة الى ان الموسم كان شحيحا وما نقطفه في اربعة ايام بالاعوام السابقة نقطفه باربع ساعات.

في معصرة عصر الزيتون بمدينة بيت جالا وهي جمعية تعاونية حيث لازالت تعمل على عصر الزيتون يقول غسان فرارجة محاسب الجمعية ان الانخفاض الواضح في الثمار هذا الموسم انعكس على اقبال الناس والمزارعين على عصر زيتونهم ففي الاعوام الماضية كانت المعصرة تعمل على مدار الاربع وعشرين ساعة ولكن هذا العام اضطررنا الى اغلاق ابواب المعصرة في حوالي الساعة الثانية وفي احسن الاحوال الثالثة فجراوذلك نظرا لانخفاض غلة الموسم بشكل واضح وذلك لاسباب كثيرة من بينها قلة الامطار التراكمي وكذلك وكما هو معروف فان الموسم الحالي كان متوقعا ان تكون الغلة اقل اذا ما قيس في الموسم السابق او كما يقول بالهجة الفلاحية موسم جيد واخر اقل فكان الموسم العام الماضي كثيفا.

في جنبات المعصرة يتكثف المجتمع الفلسطيني فيتواجد الرجل الى جانب المراة وكذلك الاطفال وكبار السن وهي فرصة مواتية لتبادل اطراف الحديث ومعظمه عن الموسم وما جناه كل مزارع ونسبة الزيت هذا العام عدا عن ما يمارسه المستوطنون والجنود على حد سواء ضد المزارعين واشجار زيتونهم ، اضافة الى التطرق الى هموم المواطنين في حياتهم اليومية ولكل مزارع قصة يتناولها في حديه ويقول الزارع جميل شوارية ان اجمل لحظات قطف الزيتون هو الوصول الى المعصرة وهي لحظة جني الثمار ويؤكد ان الموسم دائما جيد رغم شح الثمار فالعادات التي يمارسها المزارعون جميلة سواءا بالتعاضد بين بعضهم ولا لا يعتبر موسم قطاف الزيتون في فلسطين والذي اوشك على الانتهاء هذا العام موسما لجني ثمار هذا النوع الذي يشكل قيمة غذائية ومعنوية وبعدا وطنيا وحسب بل يعتبر ايضا فرصة للقاء العائلة الكبيرة اثناء قيامها بقطف الزيتون بل اكثر من ذلك فرصة لفتح المجال على ابوابه للتعاون حتى ما بين الجيران والاصدقاء ليتعاونوا في ذلك على ما يطلق عليه مصطلح “العونة” وان خفت هذه الظاهرة اذا ما قيست بالماضي ولكنها ظلت عادة يتوارثها الاجيال جيلا وراء وجيل.

ويقول المزارع حسن ابو الحطب من سكان بلدة الخضر الى الجنوب من بيت لحم والذي اعتاد على مدى السنوات الماضية هو وافراد عائلته “الزوجة والابناء” وكذلك يفعل شقيقه الاكبر بتضمين نحو خمسين دونما مزروعة باشجار الزيتون في مدينة بيت جالا ويقومون بالاعتناء بها وقطفها على مدار شهرين كاملين بالاتفاق مع اصحابها على ان يحصلوا في نهاية المطاف على نصف انتاج هذه الاراضي اذ يتمكن هو من الحصول على 15 تنكة من الزيت البجالي كذلك شقيقه، ويصف فترة القطاف كاعلان للطورايء في منزله ومنزل شقيقه حتى ينتهوا منه، واضاف “انه بلا شك فان موسم القطاف فرصة لتلاقي الاهالي بالارض حيث ياكلون ويشربون ويعملون فيها على مدار هذه الفترة، ويتعدى ذلك ايضا تعميق اواصر العائلة والتفاعل الاجتماعي ليتم تبادل الاحاديث العميقة في كل شيء بما في ذلك الاوضاع العامة وحالة البلد ولا شك فان قضية ما اشيع من ارتفاع لاسعار السلع كانت حاضرة بقوة خلال عملهم في قطف الزيتون وتبادل الاراء بشأنها اضافة الى الشؤون العائلية وحالة الزيتون في بلادنا"، واصفا الموسم هذا العام بانه اقل من الاعوام السابقة بل وفي اللهجة العامية بانه موسم مضروب وذلك يعود لعدة اسباب ومن بينها قلة الامطار التراكمية وكذلك وبالتحديد ما حصل في الموسم الماضي حينما هطلت الامطار في شهر ايار الاخير بشكل كثيف وفي غير موعدها ما ادى الى تضرر الثمر وسقوطه وكذلك الحاق الضرر بحبات الزيتون فادى الى ان يكون الموسم شحيحا ومضروبا".

اما نجله الشاب محمد والذي ابتكر طريقة بهدف تنقية اكوام الزيتون من الورق وهي مرحلة هامة ما قبل العصر في المعصرة وتأخذ وقتا طويلا ، وهذه الفكرة بلا شك وفرت الكثير من الوقت وتمثلت باستخدام مروحة كبيرة ويقوم اكوام الزيتون باتجاه المروحة التي تعمل على ابعاد الورق والشوائب الاخرى وتبقي على حب الزيتون، وقال ان الفكرة اخذها من خلال التجربة ومشاهدة تجارب الاخرين من المزارعين، واوضح ان موسم القطاف موسم صعب وشاق للغاية ومع ذلك يشكل استمتاعا لنا ونتفرغ لاشياء كثيرة تغيب في وسط زحمة المشاغل والهموم، موضحا "انه يستمتع تناول الطعام في الخلاء وغالبا ما يكون الطعام تراثيا فتعكف النساء طهي الطعام على النار وما شابه وهو بحد ذاته متعة كبيرة وهو ينطبق على غلي الشاي والقهوة"، مشددا على اهمية الاهتمام بالارض والاعتناء بها على مدار السنة فالبعض يعتقد ان شجرة الزيتون من الاشجار التي قد تنمو وتكبر من دون عناية او اهتمام وهذا خطأ شائع فهي بحاجة الى اهتمام والى تقليم والى ري وكل ذلك اذا ما اهمل فانه سوف يترك اثرا على عطائها.

ومن العادات التي تكثر في هذا الموسم هو العونة كما تقول هيام جابر من بيت لحم والتي تحرص هي وزوجها في كل عام ان يقوما بمساعدة اصدقاء لهما في قرية كفر نعمة قضاء رام الله فيذهبان هناك عدة ايام ليساعدونهم في قطف الزيتون من اراضيهم الواسعة وتقول “انها تسعد بمثل هذه المبادرات التي تدل على عمق العلاقات ما بين الفلسطينيين وتعميق روح التعاون ومدى تمسكهم بالارض والدفاع عنها وخاصة ان شجر الزيتون يشكل رمزا وطنيا هاما، وكذلك تعميق العلاقات الاجتماعية والاخوية، ولهذا فليس مستغربا ان يحارب الاحتلال ومستوطنيه شجر الزيتون ويشنون حربا شعواء على المزارعين واراضيهم تتصاعد هذه الاعتداءات في موسم الزيتون.

وعادة اخرى تنتشر بين المزارعين في هذا الموسم هو قيامهم بتقديم هدايا لمعارفهم وهي عبارة عن كميات من الزيت والزيتون في ان واحد، ويظهر ذلك بعد عصر الزيتون فيقوم اصحاب الارض بتقديم عينة من الزيت بعد تعبئتها في عبوات كانت تستخدم للمياه او للعصير ويقدمونها لمعارفهم واقاربهم وخاصة الذين لا يملكون ارضا مزروعة بشجر الزيتون بل يتعدى الامر اكثر من ذلك فبعض المزارعين يتبادلون هدايا الزيت كي يتعرف كلا منهم على نوعية الزيت الذي انتجتها ارضه، ولا شك فان الاهتمام بهذه الشجرة ايضا جاء لانها قد باركها الله سبحانه وتعالى بحسب ما قاله ابو الحطب.

ولا شك فان استهداف شجرة الزيتون من قبل المستوطنين وجنود الاحتلال على حد سواء وكذلك الاعتداء على المزارعين تشكل هما كبيرا لهم فهم يؤكدون ان شجرة الزيتون مستهدفه كونها من الاشجار التاريخية في فلسطين ولها رمزية وطنية كبيرة وتؤكد الاحصائيات ان قوات الاحتلال اقتلعت من احتلالها ما تبقى على ارض فلسطين عام 1967 نحو ثمانمائة شجرة زيتون من اجمال مليوني شجرة مثمرة جرى اعدامها منذ هذا الاحتلال.

[gallery size="full" link="file" ids="617441,617440,617436,617435,617434,617439,617438,617437"]

شارك هذا الخبر!