الشريط الاخباري

بقلم/ د. خالد معالي

نشر بتاريخ: 14-11-2021 | أفكار
News Main Image
 

خطط فلسطينية لعام 2022

قرابة ستة اسابيع،  تفصلنا عن العام 2022، وبات لزاما معرفة خطط وبرامج القوى الفلسطينية العاملة على الساحة للعام القادم، والتهرب من طرح الخطط امام الجمهور الفلسطيني، لا يصح في ظل اعقد واشرس معركة عرفها التاريخ، مع احتلال مدعوم من الغرب ويشكل قاعدة متقدمة له في قلب العالم العربي والاسلامي.

بالنسبة لغزة، فخططها وبرامجها واضحة للعيان وضوح الشمس، فبرغم حصارها المحكم، وتجويعها لتركيعها، فهي كل يوم تعد العدة للجولة القادمة المفروضة عليها ما دام الاحتلال موجودا، فتارة تطلق صواريخ تجريبية نحو البحر، وتارة اخرى تطلق طائرات مسيرة، وتارة اخرى تحفر انفاق، وتستورد عبر الانفاق السرية احدث الاسلحة لمواجهة قوى الشر المتمثلة بالاحتلال الغاشم ومن خلفه امريكا ودول الغرب المنافقة والظالمة.

لكن ماذا بالنسبة للضفة الغربية، هنا السؤال الصعب والمحير، فواقع الضفة مختلف كلية عن قطاع غزة، فلا يوجد حصار خانق، ولا يوجد بحر لتهريب السلاح ولا انفاق، ولا يوجد صواريخ تجريبية، بل يوجد اتفاق "اوسلو" منذ 26 عاما، والذي كان من المفترض اقامة دولة فلسطينية عبره، لكن الاحتلال تنكر ومكر وخدع، وتم اقامة دولة للمستوطنين مكان الدولة الفلسطينية، ولا عزاء للضعفاء حتى لو كانوا اصحاب حق في عالم وحوش اليوم.

حال الضفة سيكون مع الاستطيان عام 2022 غير شكل، فسيتم نهب ما تبقى من الاراضي، وتحويل الطاقة الزراعية الفلسطينية لايدي عاملة لدى الاحتلال بفعل سياسة ممنهجة، وسيتم تحويل اراضي الضفة خاصة اراضي "ج" الى اراضي يصادرها ويسرقها المستوطنون، فكل ما هنالك عربيا ومن المجتمع الدولي لا شيئ، سوى بيانات الشجب والاستنكار.

متوقع عام 2022 وقوع جولة ما بين غزة والاحتلال، وهذه المرة ستكون مختلفة، كون غزة لن تجد ما تخسره، وكل ما هنالك بجعبة المحتل هو قصف وقتل المدنيين والعمارات السكنية، للضغط على مقاومة غزة، وهو ما بات معروف مسبقا ولا شيئ جديد بالنسبة للجميع، لكن يبقى السؤال المهم ، ما هو الجديد لدى غزة لتفاجأ به الاحتلال؟! وهو هنا ما سيكون المفاجاة، لان خيارات المقاومة وامكانياتها تطورت وتتطور معها اهدافها، لتوجع المحتل الذي بات يتراجع على كافة المستويات.

بالمحصلة، لا بديل امام غزة والضفة سوى الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني، والعمل ضمن برنامج وطني مقاوم  متفق عليه ولو بالحد الادنى، فنحن نختلف عن أي بقعة اخرى بالعالم، او أي دولة، كوننا واقعون تحت احتلال شرس، والاولوية هي لكنسه وليس لخيارات اخرى، جربت وما عادت تجدي نفعا.

الزمن يجري سريعا ولا يلتفت لمن عقبوا بالخلف، او بقوا مترددين لا يجرؤون  على اتخاذ قرارات مصيرية تحول مسرى ومجرى التاريخ والقضية، وبات لزاما على الجميع وخاصة فتح وحماس الوحدة المصيرية وسرعة اعداد الخطط والبرامج مع بقية القوى، والا فان الزمن والتاريخ لن يرحم من عقبوا بالخلف، وبقوا اسرى خلافات وتناقضات فرعية وهامشية لا طعم ولا لون لها ولا رائحة، ويد الله مع الجماعة وليس مع المنقسمين، فهل اتعظنا ووعينا الدرس؟!

   

شارك هذا الخبر!