الشريط الاخباري

ما اشبه اليوم بالبارحة" مشهد "اعتقال" الجريح الشريف في الاقصى تعيد للذاكرة حالة الشهيد شاكر حسونة في الخليل

نشر بتاريخ: 24-04-2022 | سياسة , PNN مختارات , PNN حصاد
News Main Image

بيت لحم /PNN/ نجيب فراج- كان حال المصور الصحفي ناصر الشيوخي الذي عمل مصورا لوكالة اسيوشيتد برس الامركية على مدار 27 عاما حينما شاهد صورة الشاب وليد الشريف بالامس بعد ان اصيب بجراح حرجة وجنود الاحتلال "يشتلونه" بصورة وحشية ان يقول ما اشبه اليوم بالبارحة في اشارة الى الشهيد شاكر حسونه الذي اصيب بجراح خطرة في رقبته قبل اكثر من عقدين فانتشله جنود اربعة هم الذين اطلقوا النار عليه وبدلا من ان يسعفوه سحوبه بذات الطريقة فتمكن ناصر من التقاط تلك الصورة لتصبح من الصور الشهيرة لممارسات الاحتلال الاسرائيلي ابان الانتفاضة الثانية.

المشهد يتكرر

وبالامس تكرر المشهد تقريبا ولربما تكرر كثيرا ولكن في اغلب الاحيان بعيدا عن عين الكاميرا، تكرر المشهد في ساحات الاقصى حينما اصيب الشاب الشريف قرب المسجد القبلي برصاصة معدنية مغلفة بالمطاط فاخترقت راسه وهجم عليه اربعة من الجنود وهو في غيبوبة فبدلا من تقديم العلاج له حملوه من يديه وقدميه بطريقة وحشية زادت من سوء وضعه الصحي وهو الان في قسم العناية المركزة وقد زاره الدكتور احمد الطيبي من القائمة المشتركة حيث قال ان وضعه الصحي حرج بعد ان اصيب بكسر في الجمجمة من الجهة اليسرى وضرر كبير ونزيف للدماغ. بلا شك ذكر المشهد الصحفي الشيوخي بتلك الحادثة التي حصلت للشهيد شاكر حسونه حيث قال "ان الشعور لا يمكن ان يوصف فالاحتلال لم يتغير ولم يتبدل واوضاعنا من سيء الى اسوأ ويدلل على مدى هذا التغول فينا من دون ان يسعفنا او ينقذنا احد حول العالم".

حادثة مخيفة في يوم انتفاضي

واستذكر الشيوخي خلال لقاء مع حادثة اصابة الشاب حسونة وقال كان الحدث في منطقة باب الزاوية في يوم انتفاضي في الثاني عشر من كانون ثاني عام 2001 وقد هدات قليلا المواجهات التي اندلعت منذ ساعات الصباح الباكر وانفض الصحافيون من المكان ليتوجهوا الى مكان اخر للاحداث وقد بقيت انا والشهيد مازن دعنا مصور وكالة رويترز الذي استشهد بنيران القوات الامريكية قرب سجن ابو غريب بعد احتلال بغداد بالصدفة بعد ان تأخرنا في تبادل الاحاديث مع المواطنين وقد شاهدنا جنود الاحتلال وهم يطلقون النار باتجاه هدف مخفي لنا وبعد ذلك ركضوا باتجاه الهدف ليتضح انه الشاب شاكر حسونه الذي كنت اعرفه جيدا وهو مواظب في الميدان وكان صديقي واذا هم يحملونه بشكل وحشي والدماء تسيل من عنقه مكان الاصابة وبدانا بالتقاط الضور وكانت مؤلمة للغاية ولكن لم يكن امامنا الا ان نلتقط ونوثق الانتهاك الخطير وهو بمثابة جريمة حرب فبدلا من ان يقومون باسعافه بعد حادثة الاغتيال المنظمة قاموا بسحله بطريقة مخيفة فيرتطم على الارض بقوة بعد ان يسقط من ايديهم ومن ثم يقومون بنشله مرة اخرى وتوالت المرات الى ان اعلن عن استشهاده، وقال اتمنى الشفاء للجريح الشريف ولكن حسب ما علمت فان وضعه الصحي خطير للغاية.

الماكنة الاسرائيلية ذاتها

وقال " ان الحادثة بالامس عدا عن كونها صورة اخرى عن حادثة الشهيد شاكر فهي تؤكد على ان الماكنة الاسرائيلية بكل براغيها تعمل بذات الطريقة وتؤكد على ان العقل الصيهوني لم يتغير باتجاهنا وارتكاب الجرائم بحق شعبنا.

الاحداث الاكثر ايلاما

وخلال المقابلة اجاب الشيوخي عن العديد من الاسئلة من بينها الاحداث الاكثر ايلاما بقوله ان مجزرة المصلين في الحرم الابراهيمي الشريف في العام 1994 التي ارتكبها المجرم غولدشتاين وادت الى استشهاد العشرات وجرح عشرات اخرين كانت حدثا لا يمكن نسيانه واختلطت مشاعرنا ما بين ان نصور او نبكي او نساعد الجرحى كان مشهدا مروعا وقد التقطنا انفاسنا بعد ان حثنا الشهيد مازن الذي قال لنحزن كما نريد ولكن يجب ان نترابط ونلتقط الصور لنقوم بواجبنا ونفضح هذا الاحتلال من خلال نشر الصور حيث كان الزمن في ذلك الوقت يعتمد على الصححافيين فقط فلا يوجد هواتف ذكية او ادوات الكترونية اخرى كما هو اليوم في متناول يد الجميع.

حادثة اخرى

وحادثة اخرى ذكرها الشيوخي وهي اصابة فتى عمره 12 عاما بجراح خطيرة بجانبه في الطريق الصاعد الى مستشفى عالية ولم يكن احد في المكان من المواطنين فرمى بكاميرته وبدا بمحاولة نقل الطفل الجريح وتحول من مصور الى حدث للصورة وبالفعل تمكن من نقله الى المستشفى ، وحينما رأى مديره الاجنبي صوره لامه كثيرا وقال له انت صحفي وليس مسعف افهم انك فلسطيني ولديك مشاعر بهذا الاتجاه ولكن عليك ان تقوم بواجبك وليس بمهمات الاخرين ويقصد المسعفين، ومع ذلك يقول ناصر لو تكرر الامر اليوم ساعود واقوم بمحاولة انقاذ الجريح فالحسابات تختلف ما بين ما هو على الورق وما بين الحقيقة.

ويختتم ناصر حديثه بالقول انه وبعد التقاط صورة الشهيد شاكر حسونه تحولت حياته على مدى ايام الى غير طبيعية متأثرا بما شاهده وقد كان لا يعرف طعم النوم على مدى اليومين الاولين، وبادر ناصر بطباعة الصورة بنحو خمسة الاف نسخة ووزعها على معارفه واصدقائه وعلى المؤسسات المختلفة ليرى العالم هذا الاجرام الذي لا يتوقف بحقنا وما حادثة الامس في الاقصى الا دليل على ذلك.

شارك هذا الخبر!