بيت لحم/ترجمة خاصة PNN/ قالت صحيفة يديعوت احرنوت مساء اليوم الاحد ان الحكومة الاسرائيلية قبلت برواية حماس وقررت توجيه ضربة محدودة للحركة في قطاع غزة الليلة الماضية وفجر اليوم وان ما جرى هو بمثابة تعزيز واقع الضفة الغربية الاقتصادي مقابل تسهيلات للسكان حيث يروي التقرير تفاصيل حول السياسة المتبعة من قبل الطرفين بوساطة مصرية وربما قطرية تقوم على اساس تعزيز اقتصاد غطاع غزة ايضا.
وقالت الصحيفة ان الحكومة الاسرائيلية ارادت احتواء الموقف وقامت بتوجيه ضربة محدودة للقطاع وهو الهجوم المحدود الذي يسعى لإبلاغ حماس ان إسرائيل تريد احتواء إطلاق النار في اتجاه تل أبيب.
واضافت الصحيفة ان إعلان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن الهجوم الليلي (بين السبت والأحد) على منشأت لإنتاج الصواريخ في خان يونس حاول المساواة بين عملية الرد العسكري و الخيار الذي اختاره المستوى السياسي واللذان لا يريدان التصعيد بكل الاحوال.
وبحسب الصحيفة الاسرائيلية جاء في بيان صدر في الساعة 1:20 بعد الظهر أن "مقاتلات وطائرات هليكوبتر هاجمت مؤخرا سلسلة من الأهداف في مجمع صواريخ تابع لحماس إضافة إلى ذلك ، هاجمت الدبابات مواقع عسكرية لحماس على حدود قطاع غزة".
بعد حوالي ساعتين ، تم أيضًا توزيع مقاطع فيديو للهجوم ، باللونين الأسود والأبيض ، من عدسة الطائرة بدون طيار وأجهزة المراقبة الأرضية وهي مقاطع فيديو تشبه هجمات مماثلة في الماضي للتاكيد ان الحكومة الاسرائيلية تواصل ضرب كل من يفكر بالاعتداء عليها.
واكدت الصحيفة ان اكثر ما يؤكد ان اسرائيل لا تريد التصعيد وتبنت رواية حماس بان اطلاق الصواريخ جاء بخطا تقني قيام القيادة العسكرية الاسرائيلية بتقديم مجموعة من الخيارات لمهاجمة غزة لوزير جيش الاحتلال ورئيس الوزراء لكن هذه القائمة لم تتضمن اغتيالات مستهدفة أو أعمال دراماتيكية ، لكن أضرارًا أكثر خطورة لحقت بالأصول العسكرية لحركة حماس ، ومخازن الأسلحة المضادة للدبابات والقوات البحرية.
و في النهاية اختار المستوى السياسي هدفاً واحداً في الواقع ، وُصِف بـ "سلسلة أهداف": مجمّع تُنتج حماس فيه الصواريخ ، وآخر تعرّض للهجوم في الماضي. في غضون ذلك حرصت اسرائيل على نشر العديد من التقارير بين الساعة 11:00 مساءً ومنتصف الليل بأن هجوم الجيش الإسرائيلي قد بدأ بالفعل ، وهو ما لم يحدث بالفعل حيث كان ذلك متعمدًا واظهار رفض المزاعم القادمة من حماس في غزة بأن الإطلاق كان بسبب البرق او الخطا التقني لكن الحقيقة على الارض اظخرت قبول اسرائيل بتبريرات حماس.
وقالت يديعوت أن الرسالة الإسرائيلية المسبقة حول الهجوم المرتقب أدت إلى تضخيم الحدث قبل وقوعه و إغضاب عدد غير قليل من الضباط في الجيش والنتيجة كانت هجوم من الجو على هدف وحيد والقيام بقصف عدد من مواقع حراسة حماس بقذائف الدبابات وكانه شيئ مرتب ومتفق عليه.
الصحيفة اشارت في تقريرها الى ان اسرائيل طورت في السنوات الأخيرة نهجا ناجحا لتدمير أجزاء مهمة من الذراع العسكرية لحماس والجهاد الإسلامي يقوم على اساس اغتنام الفرص واختيار أهداف نوعية استثمرت فيها المنظمات في غزة الكثير ، وقد سعى الجيش الإسرائيلي وحصل على ذريعة لتدميرها بشكل شبه مجاني ردًا على إطلاق صاروخ واحد على الغلاف أو مناطق أخرى في الجنوب.
وهكذا حتى قبل أيام من الأسبوع دمرت القوات على الحدود موقع لحركة حماس و وصفت ذلك بأنه "عقاب" لكتائب القسام بعد اعتراضها صاروخ محلي الصنع من قبل قبة الحديدية وردا على إطلاق قناص النار على عامل إسرائيلي على حدود غزة يوم الأربعاء الماضي حيث اكتفت إسرائيل بحركة بسيطة في شكل هجوم على نقطة حراسة خالية بالقرب من خط التماس.
الصحيفة اشارت الى انه و على طول 65 كيلومترا من حدود غزة توجد عشرات المواقع التابعة لحماس و في بعض الأحيان ، تكون المسافة من 200 إلى 300 متر منفصلة من موقع إلى آخر ، وعادة ما تكون مصنوعة من ألواح معدنية رفيعة أو على أبراج حراسة مؤقتة ، متصلة بأجهزة قوية مرتبطة مع وسائل للمراقبة والتصوير بشكل جزئي.
ويهدف المقاتلون الحمساويون في هذه المواقع بشكل أساسي إلى منع سكان غزة من الاقتراب من الجانب الإسرائيلي من السياج ،حيث تقصف اسرائيل هذه المواقع بقذائف المدرعات من مسافة عدة مئات من الأمتار وفقط بعد تسجيل فيديو لنشطاء حماس وهم يغادرونهم مما يشير لترتيبات بين الجانبان لعدم حدوث التصعيد.
تقرير يديعوت اشار الى ان هذه سياسة ضبط النفس الإسرائيلية اتت في الأسبوع الماضي على وجه التحديد في الأيام التي أنهى فيها الجيش الإسرائيلي أهدأ نصف عام شهده الجنوب بعد عملية عسكرية ، منذ الرصاص المصبوب في عام 2009 حيث تتوافق هذه السياسة مع التنازلات التي تمنحها إسرائيل لسكان غزة و هذا الصباح فقط ، غادر حوالي 10000 من سكان غزة بوابات معبر إيريز ، وهذه هي المرة الرابعة في الشهر الماضي ، لمدة خمسة أيام من العمل في إسرائيل ، معظمها في البناء والصناعة.
وتدفق المئات من العمال للعمل في مستوطنات الضفة الغربية كما أشار تقرير للصحيفة قبل حوالي أسبوع ، ولكن بشكل عام هذه هي أكبر جزرة تُمنح لحماس وسكان غزة في عملية التواصل الغير مباشر بين الجانبان ، وأيضًا أكبر صدع في الحصار الذي فرضته إسرائيل على غزة في عام 2007.
واشار التقرير الى ان العمال من غزة الذين سيعملون في اسرائيل يكسب كل واحد منهم من 9 إلى 8 أضعاف ما يكسبه العامل في قطاع غزة ، و يمكن تقدير أنه ليس من أجل لا شيء أن إسرائيل اختارت ردود فعل محدودة على الحادثين في الأيام الأخيرة ، ولكن الرسائل العدوانية التي ظهرت على السطح من كبار قادة حماس إلى جانب التهديدات الأكثر حدة للجهاد الإسلامي قد تاخذ الامور الى قتال آخر.