بقلم/م. هشام العمري
رئيس مجلس إدارة شركة كهرباء محافظة القدس ومديرها العام
في الـ7 من كانون الثاني لعام 1914، هذا ميلاد شركة كهرباء محافظة القدس، والتي دخلت عامها الـ108 وهي في القدس، تخدم مشتركيها عبر أكثر من قرن من الزمان، وشاهدة حقيقية على الوجود الفلسطيني في القدس منذ الدولة العثمانية، إلى الانتداب البريطاني، إلى الاحتلال الإسرائيلي، ثم العهد الأردني وأخيراً حكم السلطة الوطنية الفلسطينية، وهو ما كان من المهم توثيقه مؤخراً في افتتاح 'متحف الشركة' في شعفاط، والذي أدعوكم جميعاً لزيارته.
وعلى مدار اكثر من 100 عام ومنذ تشكيل نواة الشركة، نجحت 'كهرباء القدس' في تحقيق الأمن الكهربائي لمشتركيها، في ظل تحديات ومعيقات كثيرة وكبيرة، والتي بدأت منذ نشأتها في تثبيت وجودها في القدس رغم تبدُّل وتوالي الحقب الحاكمة، مروراً بإنتزاع الأمن وأستقرار النظام الكهربائي رغم الظروف المحلية والاقليمية، ووصولاً إلى ظاهرة السرقات والتعديات رغم الديون المتراكمة التي سببتها هذه الظاهرة لصالح (شركة كهرباء إسرائيل)
وفي الملف القديم الجديد 'السرقات والتعديات' أريد أن أقول أمراً مهما، إنه لو تهاونا لحظة واحدة عن محاربة هذه الظاهرة لفقدنا الكهرباء لأيام طويلة، بل لوصلنا إلى مرحلة القطع اليومي والمبرمج، ولأن واجبنا هو الحفاظ على استقرار التيار الكهربائي فإننا سنظل نحارب هذه الظاهرة الأنانية والغير أخلاقية، لضمان وجود الكهرباء في كل لحظة، وكل ظرف، وكل وقت أيضاً.
ولأننا أمام تحديات سياسة واقتصادية وإقليمية يواجهها الشعب الفلسطيني، وحتى لا تزيد الأعباء عبئاً جديداً، والتحديات تحدياً أخراً، فإننا في شركة كهرباء محافظة القدس نبذل المستحيل لا الممكن لضمان استقرار النظام الكهربائي، والذي هو جزء من الأمن القومي والمجتمعي.
ولهذه الأسباب وأكثر، فإن الشركة نجحت في تحقيق نظام كهربائي مستقر رغم التحديات الاقليمية والانقطاعات الكهربائية الطويلة التي تعاني منها دول الاقليم بل والجوار، فنحن، وحتى نحافظ على ذلك، فإننا لن نتهاون في الحفاظ على الشركة، مقوماتها، امكانيتها، وجودها الفلسطيني في القدس، والبناء على خبرتها التي تجاوزت اكثر من 100 عام.
ونحن الآن، إذ ندخل العام الجديد، وتدخل الشركة عامها الـ108، فإنني أتوجه بالتحية، بالتقدير والشكر لكل من ساهم في تعزيز الوجود الفلسطيني في القدس، ولكل من ساهم في الحفاظ على مقومات الشركة، من مجلس إدارة قديم وجديد، ومساهمين، ومدراء عامون، واسمحوا لي أن أخص بالذكر زملائي الموظفين في الشركة، ميدانيين وفنيين ومهندسين وإداريين، الذين واصلوا الليل بالنهار لضمان وجود الكهرباء الآن وغداً وفي كل مرة.
إنني، وأتحدث هنا بإسم كافة موظفي شركة كهرباء محافظة القدس التي نُحب وننتمي، أتمنى أن يبدل الله الحال إلى أفضل حال، وأن يكون عاماً مليئاً بالخير، والصحة والسعادة، وندعو الله أن لا ينتهي هذا العام إلا وقد استعادت الشركة استقرار نظامها الكهربائي من أيدي "سارقي التيار الكهربائي"، وأن نصل إلى مرحلة الاستقلال الذاتي وفي كل مناحي الحياة.