بيت لحم/PNN/أصدر مركز التعليم البيئي / الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة ورقة حقائق لمناسبة يوم الشجرة، الذي يصادف منتصف كانون الثاني كل عام.
واستهل المركز الورقة بدعوة وزارة الزرعة وسلطة جودة البيئة لتبني خطة وطنية لحماية الأشجار الأصيلة ومضاعفة عددها، والحفاظ عليها، وتشبيبها، وتغير أسلوب الزراعة الموسمية، الذي يتمثل بغرسها دون متابعة، أو حماية، أو ري تكميلي خصوصًا في فترات الجفاف، ومنع استخدام مبيدات الأعشاب، والحماية من القطع والرعي الجائرين، واتخاذ تدابير مناسبة للحماية من الحرائق.
وحث على حماية الأشجار الأصيلة والزيتون، والعناية المضاعفة بهما، بخاصة أن إحصاءات منظمة الفاو 2020، استبعدت فلسطين من الدول الأعلى لإنتاج زيت الزيتون عالميًا.
مبادرتان
وجدّد المركز التذكير بمبادراتي: (شجرة للحياة) التي أطلقها رئيس الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة المطران سني إبراهيم عازر، والمكرسة لغرس شجرة باسم كل ضحية من جائحة كورونا، و(شجرة لكل طالب ومعلم) للمدير التنفيذي للمركز سيمون عوض، المخصصة لطلبة المدارس والجامعات؛ لمضاعفة عدد الأشجار، وزيادة رقعة فلسطين الخضراء، وتعويض ما يقطعه الاحتلال، وما تلتهمه ألسنة النيران بسبب الإهمال واعتداءات المستوطنين.
وقالت إن الأشجار مصدرً مهم للأكسجين والهواء الطبيعي، وأساس الغذاء للكائنات الحية، وموطن للطيور، ومهمة للتنمية البيئية والاقتصادية والاجتماعية. وأكدت أنه لا يمكننا العيش دون أكسجين 3 دقائق، لذلك نحتاج إلى غرس أشجار جديدة، التي تساهم في الحماية من التلوث، وتقلل مستويات ثاني أكسيد الكربون، ومركبات الكربون الكلورية فلورية، وغيرها من الملوثات، كما تساهم في الطب والأدوية، وتزيد من جودة الهواء وتمنع تآكل التربة، وهي الأهم في مواجهة التصحر.
وأضافت: كلما كانت الأشجار أقل، كان التلوث السكاني آخذ في النمو، حيث يرتفع تلوث الهواء بسبب التصنيع، وتآكل الأراضي على الطرق، وحرق النفايات، والتلوث المروري. وتعمل الحواجز المصنوعة من الأشجار كمرشح فيزيائي، وحاجز للغبار وتعمل على امتصاص الملوثات من الهواء.
ثروة حية
وبيّن الورقة أن كل شجرة تزيل ما يصل إلى 1,7 كيلوغرام من الملوثات كل عام، كما أنها توفر الظل من الإشعاع الشمسي وتقلل الضوضاء. وتظهر الأبحاث أنه في غضون دقائق من أن تكون محاطًا بالأشجار والمساحة الخضراء، ينخفض ضغط الدم لديك، ويتراجع معدل ضربات القلب ويقل مستويات الإجهاد.
وذكرت أن الأشجار تقلل سرعات الرياح وتبرد الهواء؛ لأنها تفقد الرطوبة وتعكس الحرارة لأعلى من أوراقها، ويمكنها تقليل درجة الحرارة في المدن بنسبة 7 درجات مئوية، وتساعد أيضًا على منع الفيضانات، وتستضيف عدد كبير من الكائنات، فإنها توفر السكن والطعام لمجتمعات مذهلة من الطيور والحشرات والفطريات، وتوفر أيضا جذوعها أغطية ضرورية لأنواع مثل الخفافيش، والخنافس والبوم، وناقر الخشب، ومثلًا يمكن أن يكون البلوط الناضج موطناً لنحو 500 نوع مختلف.
حياة خفية
وتضمنت الورقة معلومات من كتاب The Hidden Life of Trees، لـ "Peter Wohlleben " فإن هناك حياة خفية للأشجار، والغابة مسرح عظيم للكثير من الظواهر الاجتماعية الذكية، وما يحدث في باطن الغابات أعمق مما يرى على سطحها، وللأشجار الكثير مما تعلمه للبشر، كالتواصل، والتعايش، والشفاء، والتعلم، والحياة. والغابة نظام عالي الدقة وما تم اكتشافه أن الأشجار تتصل فيما بينها عن طريق الجذور وهي تفرق بين الأشجار من نفس نوعها والأشجار المختلفة عنها، وتعرف عائلاتها.
وتابعت: تتعاون الأشجار فيما بينها، فالشجرة المنعزلة ستجد صعوبة حيث لا يمكنها تعديل الجو وستكون وحدها أضعف في مواجهة الريح والحشرات والأخطار الممكنة. أما الأشجار معا فقادرة على تعديل حالات الجو القصوى الباردة أو الحارة قادرة أيضا على تخزين كمية أكبر من الماء وهي أقل عرضة للهجوم ولها مدة عيش أطول مقارنة بالوحيدة.
ووفق المعطيات، تحترم الأشجار حدود بعضها البعض، حين تطلق أغصانها فهي لا تتجاوز ولا تخترق مساحة الشجرة المجاورة لها. كما أن هذه الأشجار متصلة بقوة عبر جذورها ويحدث أن تموت في نفس الوقت. ولها طرق خاصة للتواصل عبر الطريق الهوائي، وهي تفرز من أوراقها موادها العطرية التي تنقل عبر الهواء إلى جاراتها لتحذرهم من خطر يحدق بهم كهجوم الحشرات أو حيوان أخر. وللأشجار قدرة هائلة للتعرف على لعاب الحشرات والتفريق بينهم. كما تستعمل الطريق الأرضي في التواصل عبر الجذور وشبكة من الفطريات موادها الكيميائية وتيارات كهربائية للأشجار المجاورة لها، وقد تمرض الأشجار حين تموت الأشجار المجاورة لها، وهي عرضة للجروح كما هي عرضة للأمراض وغالبا في حين سقوط شجرة ستصاب المجاورة لها. وصحة الشجرة مرتبطة بنظام الغابة كلها ومدى استقراره، عبر عدة عوامل منها الرطوبة والحرارة وشدة الضوء
وأضافت الورقة: توزع الأشجار غذائها بينها حسب الحاجة والشجرة الضعيفة أو المريضة تتلقى دعما من الأشجار المحيطة بها حتى الشجرة الضعيفة لها مكانها في هذا النظام وضعفها يسبب ضعف الجميع يقاس ضعف النظام عند بعض الأنواع بضعف الحلقة الأضعف.
وبحسب المؤلف، فالأشجار لها الفرصة أن تنمو بقرب عائلاتها من النوع نفسه، حتى أن الشجرة قد تنمو بجانب الشجرة الأم، وتتحكم في نمو طفلتها وتجعلها تنمو ببطء ليكون نموها سويا وسليما ولتعيش مدة أطول.