الجزائر/PNN- قال وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، الذي أعلنت بلاده الشهر الماضي، أنها ستستضيف محادثات فلسطينية، إن عملية المصالحة بين الفصائل الفلسطينية "انطلقت".
وأضاف في مؤتمر صحفي في الكويت، اليوم الإثنين: إن "مشوار المصالحة الفلسطينية انطلق، والجزائر لها خبرة طويلة في جمع الشمل الفلسطيني"، وفقا لما ذكرته وكالة رويترز.
وبين لعمامرة، أن الجامعة العربية ستقرر في مارس/ آذار المقبل، موعد انعقاد القمة العربية، مؤكدا أن "جهودنا تهدف لجعل الجانب الفلسطيني المشارك في القمة يتحدث بصوت يعبر عن جميع الفصائل".
وحاولت دول عربية من بينها مصر والسعودية وقطر دون جدوى تحقيق المصالحة بين حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) التي تعارض أي مفاوضات مع إسرائيل.
ولم تنظم أي انتخابات فلسطينية عامة منذ 16 عاما.
وكانت مبادرة جديدة قد دخلت على الخط من قبل الجزائر، بعد الدور المصري في ملف مصالحة الفصائل الفلسطينية، حيث يتم التنسيق لعقد اجتماع في الجزائر العاصمة، أطلقها الرئيس عبدالمجيد تبون على هامش لقائه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس، في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وقال الناطق باسم حركة فتح، حسين حمايل: إن "حركته ترحب بأي مبادرة لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة"، وأشار إلى أن مبادرة الرئيس الجزائري تأتي في ظروف حساسة وصعبة تمر بها القضية الفلسطينية.
وأوضح حمايل، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن "حركة فتح جاهزة لإنهاء الانقسام والخروج من هذا المأزق، إلا أن المطلوب هو الضغط على حركة حماس من أجل تحقيق ذلك.. بتقديرنا أن المشكلة الأساسية بملف المصالحة عند حماس".
وأضاف حمايل أن "حماس مرتاحة من الانقسام الفلسطيني، وتسعى لذر الرماد في العيون، وأفعالها على الأرض تخالف أقوال قياداتها السياسية"، وفق قوله.
وحول إمكانية أن تكون دعوة الجزائر بديلا عن الدور المصري بملف المصالحة، قال القيادي بفتح: "أي تحرك يخدم المصالحة سيكون مرحبا به من الإخوة المصريين؛ لكن دور القاهرة هو المحوري والأساس في الملف الفلسطيني".
من جانبها، أعلنت حركة حماس ترحيبها بدعوة تبون لعقد لقاء للفصائل الفلسطينية، مؤكدة "التزامها بموقفها وسياستها الثابتة بالترحيب بكل جهد عربي وإسلامي ووطني لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام".
وقالت الحركة، في بيان صحفي مقتضب: "نقدر عاليا الموقف التاريخي للجزائر حكومة وشعبا في دعم شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقه في المقاومة والتحرير".
من ناحيته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، داوود شهاب، "إن دعوة الرئيس تبون تدلل على عمق الاهتمام الجزائري والعربي بالشأن الفلسطيني".
وأضاف: "الدعوة تأتي في إطار استمرار الدور العربي بتحمل مسؤولياته تجاه الفلسطينيين“.
وتابع شهاب، في تصريح خاص لـ"إرم نيوز": "الجزائر دولة مهمة وذات ثقل إستراتيجي على المستوى العربي والأفريقي والدولي، وقد زاد تأثيرها في عهد الرئيس تبون، ونتطلع إلى دور جزائري متكامل مع الأدوار العربية الأخرى فيما يتعلق بالحوار الفلسطيني الداخلي".
بدوره، ثمن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي، أحمد مجدلاني، مبادرة الرئيس الجزائري، قائلا: "ليس غريبا على الجزائر هذه المبادرة فقد استضافت سابقا على أرضها واحتضنت الـ“15 من نوفمبر 1988"، في إشارة إلى إعلان استقلال دولة فلسطين.
وأكد مجدلاني، في تصريح صحفي، أن "قضية فلسطين كانت وما زالت تشكل جزءا رئيسا للجزائر التي دعمت النضال الفلسطيني".
يذكر أن الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، أعلن أن بلاده تعتزم تنظيم لقاء يجمع بين الفصائل الفلسطينية خلال الفترة القريبة المقبلة، وفق قناة ”الجزائر الدولية“ الحكومية.
وقال تبون، بعد مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني، محمود عباس:"قررنا استضافة ندوة جامعة للفصائل الفلسطينية قريبا، وهذه الخطوة جاءت بعد أخذ رأي الرئيس عباس".