رام الله /PNN- أصدر الاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، بيانًا في الذكرى الـ45 لرحيل الشاعر الفلسطيني راشد حسين، جاء فيه:
"تعيش بعدك فلسطين زنبقة لا تهاب البرد، وأنت ترد عليها السلام من لهبٍ وغربة، تفتح من أجلها دفاتر الدمع، وتعود إلى زيتونها كبرق يدافع عن سر أسرار زيتها، ولا زلت هنا يا راشد، تشتري لها النعناع من طبريا، وتعلق أغانيها على أجراس الناصرة، تهب صبايا السهل غرزة الثوب المرقع بألوان الحجارة العشر، وتسمع مع الشباب ناي الرعاة عند هضبة الكرمل، لا زلت تغرد لعكا وهي تسمع نبض السحاب في قلبك وتضحك من أجل غدٍ يحمل إليها أقلامك وما انتصر على الحريق في نيويورك، لحظة انكسر الكوكب، وسمعت فلسطين ارتطام الزجاج على بلاط الفراق، فبكت ينابيع البلاد، وغمغم البحر على موجاته، ودخلت تجاعيد الجدات بحزن كظيم".
في ذكراك تبوح فلسطين من "مصمص" لبواكير الطير عنك، وتزرع ريحان قبرك في كل عامٍ، تمشي إليك الدمعات بخطى الواثقات من رجوع المشتاق لوعدك الخالد، وأنت هنا لا تبيع الوطن برغيف خبز، ولا تمنح العروس سوارها الذهب من فتنة العوز، بل تُخرج روحك من جيب الجسد، لعرس لا مساومة فيه، ولا راية تنزل وحل الزاحفين على بطونهم في غبش الممكن المذل.
باقون على عهدك، وهذا المسير مفتوح الضفاف لكل الأوفياء، والثابتين على وعدك الذي مشيته حتى فارقت روحك غطاء الدنيا، وصرت نجمًا لمن يريد الهداية على صراط فلسطين التامة.
في ذكراك راشد حسين لن نقهر من تطبيع خسيس، ولا من قلة حيلة الجمع الرملي، ولا من تضييق ثقب الإبرة بصخرة اللقمة، بل سنواصل دربك ونكمل الحكاية كما هي في أغنيتك الأخيرة: "جَرِّبوا أَن تقتلوني أبداً لن تجدوني بأغانيَّ، أنا أقتل عرشاً وعلى ذوقي أنا، تمشي الأغاني".