غزة/PNN/ما إن تمر بسوق الزاوية الواقع بين شارعي عمر المختار والوحدة وسط مدينة غزة؛ حتى تجذبك رائحة القهوة الأصيلة، وما إن تخطو باتجاهها حتى تتكشف لك روعة المكان، هناك تجد جموع من أناس الزمن الجميل، يتجاذبون أطراف أحاديثٍ شيقة عن ذكريات العمر، في مكان يتجاوز عمره 88 عامًا يُطلق عليه اسم (حدوته)
تحدثنا إلى اسلام أيوب ذو الـ (45 عامًا) يؤكد أنه يستمتع بالوصول يوميًا إلى مقهى حدوته ففيه يجد تفاصيل تنبئ بتاريخ المدينة العريق وشعبها الأصيل وهو ما لا يجده في أماكن أخرى من المقاهي الحديثة.
يقول "أيوب"، أن ما يجعل مكان (حدوته) مختلفًا، أنه يجمع الأشخاص من كبار السن في كل الأوقات والفصول السنوية فلا يرهبهم برد الشتاء ولا يمنعهم عن ارتياد المكان حرارة الصيف.
ويُضيف بصوتٍ يملأه الحنين "حدوته يذكرني بالزمن الجميل الذي يتميز ببساطته، لذلك أقصده في كل مرة لتأمل ملامح الزائرين تارة، وأسترق السمع لأحاديثهم تارة أخرى".
ويرى الرجل أن ملامح الزائرين تُحاكي ملامح المكان التي تُخبر بما يعيشه قطاع غزة من أزمات متتالية، فتترجم المأساة والمعاناة التي يعيشها الشعب الغزي في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة.
ولعل ما يُشجع "أيوب" على الاستمرار بالوصول إلى حدوته هو أسعارها البسيطة التي تكون في متناول الجميع، فيكفيك شيكلًا واحدًا من أجل احتساء مشروبك المفضل من الشاي أو القهوة أو أي من المشروبات الساخنة الأخرى كالينسون
وعلى مقربة منه كان يجلس الحاج محمد أيمن (75 عامًا) وما هي إلا لحظات حتى تجاذب معنا أطراف الحديث يقول :" حدوته يُمثل رونق غزة القديم ويمنح الزائر له راحة كبيرة ويُشعره بأن أصالة الحياة ما زالت مستمرة رغم تقلبات السنين واختلاف الأجيال.
ويتمنى الزائرين لمقهى "حدوته" من الأشخاص المتقدمين بالعمر أن يبقى المكان عامرًا برونقه الأصيل وألا تُزيل تفاصيله الجميلة حداثة العصر.
يذكر أن كثير من المثقفين يترددون على مقهى "حدوته" يُناقشون خلال أحاديثهم أوضاع الحياة وما آلت إليه ظروفهم في ظل التقلبات السياسية والاجتماعية للقطاع.
[gallery size="full" columns="2" link="file" ids="629628,629625,629630,629629,629627,629626"]