أديس أبابا /PNN- دعا رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد إشتية الاتحاد الأفريقي، إلى سحب وضع المراقب الذي منحه رئيس مفوضية المنظمة لإسرائيل، في تموز/يوليو الماضي، وذلك في خطاب ألقاه، اليوم السبت، خلال قمة الاتحاد الأفريقي.
وقال إشتية في كلمة له خلال أعمال القمة الأفريقية، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "ندعو إلى سحب وضع إسرائيل كمراقب لدى الاتحاد الأفريقي والاعتراض عليه"، واصفًا منحه لإسرائيل بأنه "مكافأة غير مستحقة"، نظير الانتهاكات التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية بحق الفلسطينيين، وفقًا لوكالة "فرانس برس".
ولفت إلى أنه:"يجب ألا تكافأ إسرائيل مقابل نهجها العنصري بمعاملة الفلسطينيين بمنحها صفة مراقب في الاتحاد الأفريقي".
وأكد إشتية أن "معاملة الاحتلال الإسرائيلي اللاإنسانية للفلسطينيين هي سياسة فصل عنصري".
وتابع قائلًا: "ندعو لسحب قرار منح إسرائيل وضع مراقب في الاتحاد الأفريقي".
وكان المسؤول الفلسطيني بحث مع نائب وزير الخارجية والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، ملفات عدة من بينها بذل مزيد من الجهود لتفعيل الرباعية الدولية.
وشدد إشتية خلال اللقاء المنعقد على هامش أعمال القمة الأفريقية، على ضرورة إحياء العملية السياسية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وحل القضية الفلسطينية حلًا شاملًا وعادلًا.
وأضاف إشتية أمام العشرات من رؤساء الدول والحكومات الأفارقة المجتمعين في مقر الاتحاد الأفريقي:“إن شعوب القارة الأفريقية تعرف جيدًا الدمار واللاإنسانية الناجمين عن الاستعمار، والأنظمة ذات الصلة بالتمييز العنصري المؤسسي“.
وزاد إشتية مستندًا إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية، نشر هذا الأسبوع، قائلًا: ”لا ينبغي إطلاقًا مكافأة إسرائيل على انتهاكاتها ونظام الفصل العنصري الذي تفرضه على الشعب الفلسطيني“.
يذكر أن قرار رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى محمد، في تموز/يوليو الماضي، بشأن إسرائيل، قد أثار احتجاجات شديدة من قبل الكثير من الدول الأعضاء الـ55، منها جنوب أفريقيا والجزائر، التي ذكرت بأنه يتعارض مع تصريحات المنظمة الداعمة للأراضي الفلسطينية.
ومن المقرر مناقشة الموضوع، غدًا الأحد، بحسب جدول أعمال القمة، في حين يرى محللون كُثر أن التصويت المحتمل على هذه القضية قد يحدث انقسامًا غير مسبوق في تاريخ الاتحاد الأفريقي الذي نشأ قبل 20 عامًا.
وفي كلمته الافتتاحية للقمة، دافع موسى فقي محمد، عن قراره ودعا إلى "نقاش هادئ".
وأكد فقي أن التزام الاتحاد الأفريقي بـ"نيل الفلسطينيين الاستقلال ثابت، وتوطيده سيستمر"، مبينًا أن قراره بمنح إسرائيل وضع مراقب قد يكون "أداة في خدمة السلام".
يذكر أنه في تموز/ يوليو الماضي، كان قد أعلن مسؤولون منح إسرائيل رسميًا صفة عضو مراقب في الاتحاد الأفريقي، وهو هدف عمل الدبلوماسيون الإسرائيليون منذ نحو عقدين على تحقيقه، على حد تعبيرهم.
وقدّم السفير الإسرائيلي لدى إثيوبيا أليلي أدماسو، في تموز/ يوليو الماضي، أوراق اعتماده بصفة مراقب في الاتحاد الأفريقي إلى رئيس مفوضية الاتحاد موسى فقي محمد، في مقر المنظمة في أديس أبابا، وفق تصريحات سابقة للطرفين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد، في بيان أصدره مكتبه حينها:"هذا يوم احتفال بالعلاقات الإسرائيلية الأفريقية"، مضيفًا أن وضع المراقب سيمكن إسرائيل من مساعدة الاتحاد الأفريقي بشكل أكبر في مجالي مكافحة جائحة كوفيد، والإرهاب.
وسبق لإسرائيل أن حصلت في السابق على صفة مراقب في منظمة الوحدة الأفريقية، لكن بعد حل منظمة الوحدة، العام 2002، واستبدالها بالاتحاد الأفريقي تم إحباط محاولاتها لاستعادة هذه الصفة.