باريس/PNN- كشف تقرير نشرته صحيفة "جون أفريك" الفرنسية أن القمة العربية المزمع استضافتها من قبل الجزائر، في مارس المقبل، تواجه العديد من العقبات التي قد تحول دون انعقادها وقد تتسبب بتأجيلها من جديد.
وبحسب تقرير "جون أفريك"، فإن مؤتمر القمة العربية الحادي والثلاثين سيكون اختبارًا حقيقيًا صعبًا للقيادة الجزائرية بل إنه يمثل تحديًا خاصًا للرئيس عبد المجيد تبون على طريق السعي إلى إعادة الجزائر إلى الساحة الدولية، ولأجل ذلك فقد عهد الرئيس تبون إلى وزير الخارجية رمطان العمامرة مهمة إقناع رؤساء وقادة الدول العربية بالمشاركة في القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر العاصمة.
وترى الصحيفة أن ”الظروف الراهنة التي ستنعقد فيها القمة العربية المقبلة تبدو مختلفة تمامًا عن تلك التي شهدتها آخر مرة، في مارس 2005، و التي تفاخر خلالها الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة بين القادة العرب بالعودة إلى الساحة الدولية بعد العشرية السوداء، معبرًا بذلك عن طموح بلاده بلعب دور رئيس في العالم العربي وإفريقيا.
"في ذلك الوقت، كان الظرف مناسبًا للمصالحة مع المغرب، حتى أن بوتفليقة قد طرح على الملك محمد السادس إمكانية تسوية قضية الصحراء الغربية، وإعادة فتح الحدود المغلقة، منذ آب/ أغسطس 1994، لكن الوضع يبدو مختلفًا الآن بعد أن أصبح العالم العربي في قبضة الصراعات، والاضطرابات السياسية، والخلافات"، وفق التقرير.
وقال التقرير إنه "على النقيض تمامًا، تسير الأمور بشكل متعثر مما يهدد القمة العربية المقبلة ويؤشر إلى أن تُعقد في سياق سياسي متوتر للغاية، وهذا هو الهاجس الأكبر الذي يجب على السلطات الجزائرية مواجهته، خاصة أن القمة كانت تأجلت في مناسبتين في عامي 2020 و2021 وذلك بسبب الأزمة الصحية العالمية، وتفشي وباء كورونا".
وأضاف: "لكن حتى إذا تم الاتفاق على موعد محدد وانتهى هاجس التأجيل، فإن التحدي الآخر الذي يواجه الجزائر سيكون ذا وزن كبير ألا وهو إقناع القادة والشخصيات العربية بحضور القمة وهذه هي المهمة الصعبة، لكنها مهمة شاقة في الوقت الحالي، خاصة أن الكويت فقط أكدت حتى الآن، مشاركتها“ وذلك وفق ما صرح به أحمد ناصر المحمد الصباح بقوله إن بلاده ستكون ”أول دولة تشارك في القمة العربية في الجزائر وآخر من يغادر".
واعتبر التقرير أن "عدد الدول التي ستحضر القمة سيكون مؤشرًا مهمًا بالنسبة للرئيس تبون، وسيساعد عقد القمة المرتقبة في الجزائر بمنحه مكانة مرموقة دوليًا تمامًا كما كان الحال بالنسبة لسلفه عبد العزيز بوتفليقة الذي استفاد من القمة الخامسة والثلاثين لمنظمة الوحدة الأفريقية، في يوليو/ تموز 1999، لتحسين صورته في العالم".
و"إلى جانب هذه المخاوف، لا يمكن إهمال أهمية الرهانات السياسية للجزائر من خلال استضافة القمة، إذ تسعى البلاد إلى الاستفادة من هذه القمة لترسيخ عودتها على الساحة الأفريقية والعربية بعد غياب كان سيستمر 10 سنوات بسبب شلل أجهزتها الدبلوماسية، وبالتالي ستكون تسوية النزاعات في ليبيا والساحل، ومحاولة التأثير في الشرق الأوسط هي أولويات الدبلوماسية الجزائرية، كما أن قرار المغرب تطبيع علاقاته مع إسرائيل سيكون في صميم اهتمامات الجزائر خاصة أنها تظل أكثر من أي وقت مضى مساندة للقضية الفلسطينية، وتعتزم لعب دورها في هذا الملف بمناسبة القمة"، بحسب التقرير.
وتكشف "جون أفريك"، أن التطبيع ليس الأمر الوحيد، فقضية الصحراء الغربية هي أولوية أخرى للدبلوماسية الجزائرية، بل إنها مسألة أكثر حساسية ستكون أحد تحديات القيادة الجزائرية في استحقاق القمة العربية التي لا تزال محل شكوك حول نجاحها في حال تأكد موعد انعقادها.