القدس/PNN/يعاني آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال من ألوان العذاب والألم، بفعل قمع إدارة سجون الاحتلال للأسرى، ولكل أسير من هؤلاء قصته المختلفة التي يجب أن تُروى على مسامعنا باستمرار، لتذكرنا بالمغيَّبون وراء قضبان السجون وغرف وأقبية التحقيق.
فحكاية الأسير أحمد صلاح الدين الشويكي من القدس، واحدة من هذه القصص التي تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل المثيرة، فقد اعتقل رغم صغر سنه في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولقي صنوف العذاب والتحقيق داخل أقبية الاحتلال.
الأسير أحمد كان فتى صغيراً لحظة اعتقاله ولم يبلغ الـرابعة عشر من عمره، إلا أن ذلك لم يشفع له من سجاني الاحتلال الذين لاقى على أيديهم صنوف العذاب والتنكيل.
المختص في شؤون الأسرى والمحررين عبد الناصر فروانة أكد أن الأسير أحمد شويكي لحظة اعتقاله عام2002 كان يتواجد مع أصدقائه في أحراش جبل المكبر القريبة من حي الثوري بمدينة القدس المحتلة، ولم يكن يشكل أي خطر على جنود الاحتلال.
وقال فروانة :"إن جنود الاحتلال اقتربوا من الأسير أحمد وتكاثروا حوله وأحاطوا به، ليس لتقديم العلاج له بعد إصابته، وإنما قاموا بتقييد يديه بالسلاسل واعتقاله ونقله لأحد مراكز التحقيق".
وأضاف :"احتجزت قوات الاحتلال الأسير في ظروف قاسية، وتعرض لصنوف مختلفة من التعذيب، الجسدي والنفسي، في سجن "المسكوبية، موضحاً أن الاحتلال بطبعه لا يرحم الأطفال وبراءة طفولتهم، ولا يراعي صغر سنهم وضعف بنية أجسامهم".
وأشار فروانة إلى أن الاحتلال لم يستجب لنداءات منظمات حقوق الإنسان التي تُطالبه باحترام الاتفاقيات والمواثيق الدولية في التعامل مع الأطفال الفلسطينيين، ووقف الزج بهم في سجونه ومعتقلاته وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
ورأى أن القضاء "الإسرائيلي" الظالم، فاقم من معاناة الفتى الأسير أحمد، فأصدرت المحكمة "الاسرائيلية" بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة 20سنة.
ويعتقد فروانة أن الأسير احمد سيخرج من سجنه، اليوم الإثنين، قوياً ولم تُضعفه حياة الأسر، ليُعانق الحرية وهو يتمتع بمعنويات عالية وشخصية قوية صقلتها التجربة الطويلة والحياة اليومية بين إخوة ورفاق في إطار الحركة الأسيرة.
من جانبها تقول والدة الأسير أحمد :"لقد عانى "أحمد" وعانينا معه الكثير خلال العشرين سنة الماضية، جراء ممارسات الاحتلال وعدم انتظام الزيارات، لكن ما يُطمئننا أنه ما زال قوياً ويتمتع بمعنويات عالية".
وأضافت والدته قائلةً :"ننتظر الإفراج عنه وعودته إلى بيته واحتضانه على أحر من الجمر".
وخلال العام المنصرم سُجل اعتقال أكثر من 1300 طفل في كافة المناطق الفلسطينية، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة.
أما العام الذي سبقه 2020، فقد سُجّل فيه اعتقال 363 طفلاً من القدس، وحتى اليوم، ما يزال 160 طفلا فلسطينيا يقبعون في سجون الاحتلال بينهم نحو 48 طفلاً من القدس.