الداخل المحتل/PNN- استخدم جهاز الموساد بشكل غير رسمي برنامج التجسس "بيغاسوس" الذي طورته شركة السايبر الهجومي الإسرائيلية NSO، وذلك من خلال اقتحام الهواتف الخليوية لبعض الشخصيات خلال ولاية يوسي كوهين في رئاسة الموساد، بحسب ما أفادت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد.
ونقلت الصحيفة عن العديد من موظفي NSO، قولهم إن "مسؤولين في الموساد طلبوا من الشركة في عدة مناسبات اختراق أرقام هواتف معينة باستخدام برنامج بيغاسوس، وذلك دون توضيح الأسباب لعمليات الاختراق والتجسس".
ووفقا لشهادات لموظفين في شركة السايبر الإسرائيلية، زار موظفو الموساد بشكل متكرر مقر الشركة في هرتسليا، أحيانا للتعرف على برنامج "بيغاسوس"، وأحيانا برفقة العديد من المسؤولين من دول أجنبية كجزء من محاولة بيع البرنامج لهم وإبرام صفقات مع الدول الأجنبية.
وقال العديد من موظفي NSO، الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم بسبب اتفاقيات السرية التي وقعوا عليه مع الشركة "لقد كانت هناك علاقة وثيقة بين شركة NSO والموساد خلال ولاية يوسي كوهين، خصوصا بفتح الباب وتسويق قدرات وبرامج الشركة في دول إفريقيا والشرق الأوسط".
وذكرت الصحيفة أنه "في إحدى المرات، نزل مسؤولو الموساد مع الضيوف إلى الطابق السفلي في محاولة لبيع برنامج بيغاسوس لجهاز استخبارات دولة عربية، لكن المحاولة باءت بالفشل".
وليس من الواضح سبب احتياج الموساد إلى خدمات شركة NSO، والاستعانة ببرنامج "بيغاسوس"، علما أن للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية يوجد لديها القدرة على اختراق الهواتف لأغراض استخبارية.
وأوضحت الشركة أن الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام والموساد طوروا مثل هذه القدرات والبرامج قبل إنشاء شركة السايبر الإسرائيلية، وموظفو NSO هم من قدامى الجنود والموظفين في المؤسسة الأمنية، حيث تعلموا أساليب جمع المعلومات الاستخبارية واستخدموها لتطوير برنامج "بيغاسوس".
كما أنه من غير الواضح ما إذا كان الموساد قد لجأ إلى NSO للحصول على المساعدة لأنه واجه صعوبة في اختراق هواتف معينة لسبب تقني، أو ما إذا كان عمل استخباراتي غير رسمي كجزء من الأنشطة غير الرسمية للموساد برئاسة كوهين.
وكجزء من العلاقة الوثيقة بين الموساد و شركة السايبر الإسرائيلية NSO، كان مسؤولو الموساد حاضرين في الاجتماعات الأولية التي عقدها NSO مع ممثلين من السعودية وأنغولا بشأن بيع برنامج التجسس "بيغاسوس".
وقالت الصحيفة إن "الموساد عرض برامج التجسس على أنها "حلوى" للدول التي أرادت إسرائيل توثيق العلاقات معها، مقابل بوادر حسن نوايا دبلوماسية".
وأضافت الصحيفة إن "حقيقة دفع إسرائيل لبيع البرنامج هي أحد أسباب الغضب الذي ساد في NSO بعد أن وضعت الولايات المتحدة الشركة على قائمة الكيانات السوداء التي تتصرف بما يتعارض مع مصلحتها الوطنية. وتتوقع NSO من الحكومة الإسرائيلية أن تساعدها للتخلص من هذه الدوامة وتتدخل لدى واشنطن لشطبها عن القائمة السوداء"
يأتي ذلك، فيما طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، في الأسبوع الماضي، إجراء فحص لأسماء 26 شخصا استخدمت ضدهم الشرطة برمجيات التجسس التي طورتها شركة NSO، وتقرر إشراك الشاباك والموساد في التحقيقات.
وعلى الرغم من ذلك، أرجأ بينيت اتخاذ قرار بشأن آلية التحقيق التي ستقرها الحكومة في هذه القضية، وسط تصاعد للأصوات المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية.