رام الله/PNN/ وقعت وزارتا التربية والتعليم والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل) ومنظمة اليونيسف، اليوم الخميس، اتفاقية شراكة استراتيجية تهدف لربط 76 مدرسة في الضفة الغربية بالإنترنت؛ لتمكين ما يقرب من 10,000 طالب وطالبة و 1,000 معلم ومعلمة من الوصول إلى مصادر التعليم عبر الإنترنت.
ووقع اتفاقية الشراكة كل من؛ وزير التربية والتعليم أ.د مروان عورتاني، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د. م إسحاق سدر، والرئيس التنفيذي لشركة الاتصالات الفلسطينية معن ملحم، والممثلة الخاصة لمنظمة اليونيسف في دولة فلسطين لوتشيا إلمي.
وفي هذا السياق، أكد الوزير عورتاني أهمية هذا المشروع الذي ينسجم مع توجهات الوزارة وأولوياتها في المرحلة الراهنة، وتوظيفها وتلبيتها لمتطلبات التمكين التكنولوجي وأهميته في ظل التحديات الناتجة عن جائحة كوفيد -19، واستجابةً لهذه التحديات والمتغيرات التي أفرزتها الجائحة، وتأكيداً على الإيمان الراسخ بضرورة توفير التعليم المنصف والجيد والنوعي لأطفالنا وطلبتنا خاصة في المناطق المستهدفة وتلك المسماة "ج".
وشدد عورتاني على ضرورة تحقيق حالة من الانسجام والتكامل بين كافة الشركاء على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية والشريكة؛ من أجل دعم مرتكزات التعليم ومواجهة التحديات الراهنة، والمضي قدماً لربط وتزويد كافة مدارسنا بخدمة الإنترنت وغيرها من الخدمات الإلكترونية النوعية.
من جهته، أشاد الوزير سدر بالجهود المبذولة؛ لإنجاح هذا التعاون المشترك، والشراكة المهمة التي تجمع القطاعين العام والخاص، مؤكداً أن التعليم والتكنولوجيا مرتبطان ببعضهما، قائلاً: "نحن ملتزمون بأهداف التنمية المستدامة بحصول كافة أفراد المجتمع على تعليم جيد متساوٍ".
وأضاف "هدفنا في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وصول الخدمات لكافة المؤسسات والمناطق الفلسطينية، وبناء شبكة اتصالات آمنة تضمن لهم استمرارية العمل بنجاح وعلى أكمل وجه ودون تمييز".
وستتمكن 76 مدرسة في مواقع مستهدفة في الضفة الغربية من الوصول إلى الإنترنت. وفي نهاية المشروع، سيتمكن حوالي 10,000 طالب وطالبة و1,000 معلم ومعلمة من الوصول إلى الموارد والفرص التعليمية. يجدر بالذكر أن عدداً كبيراً من المدارس المستهدفة تقع في "المنطقة المصنفة ج" في الضفة الغربية، وهي واحدة من أكثر المناطق المحرومة من الخدمات. "نحن متشجعون لهذا المشروع، لأنه سيساعد آلاف الفتيات والفتيان ومعلميهم على الاتصال بالموارد التعليمية عبر الإنترنت".
و قالت إلمي: "نحن نعمل على إعادة تصور التعليم. بما في ذلك إعادة توجيه جهود القطاعين العام والخاص لتلبية احتياجات الأطفال الفلسطينيين، لتغيير التعليم، وعلى نطاق يصل إلى آلاف الأطفال، لا سيما في المناطق الأكثر تهميشاً في دولة فلسطين ".
بدوره أكد ملحم على أهمية هذا المشروع "جيجا" ودوره في إيصال خدمة الإنترنت عبر شبكة الألياف الضوئية لـ 76 مدرسة في الضفة الغربية؛ مما يعزز من استخدام الحلول التكنولوجية في المسيرة التعليمية؛ حيث حرصت "بالتل" على مدار الأعوام الماضية على إطلاق عدة مبادرات من شأنها توفير السرعات العالية للمدارس بالإضافة إلى تقديم مجموعة من الخدمات الرقمية التي تتيح للطالب إمكانية الإطلاع على المنهاج الدراسي عبر استخدام أحدث المنصات والتطبيقات الذكية في ظل انتشار جائحة كورونا واعتماد التعليم عن بُعد، وأكمل ملحم "نفخر بهذه الشراكة التي تجمعنا مع اليونيسف لإطلاق هذا المشروع التعليمي التنموي بالتعاون مع وزارتي التربية والاتصالات؛ لتبقى فلسطين سباقة في استحداث ومواكبة التطورات التقنية ودمجها في مختلف القطاعات بما فيها القطاع التعليمي التربوي".
يجدر بالذكر أن هذه الشراكة هي جزء من مبادرة اليونيسف العالمية "جيجا"، والتي تم إطلاقها في عام 2019 بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)؛ لربط كل مدرسة بالإنترنت بحلول عام 2030، وضمان حصول كل شاب وشابة على الموارد والفرص التعليمية. في عام 2021، قامت "جيجا" بإيصال أكثر من 3,200 مدرسة و700,000 طالب وطالبة بالإنترنت. شراكة "جيجا" العالمية هي جزء من مبادرة جيل طليق لإعداد الشباب؛ ليصبحوا مواطنين منتجين وفاعلين في مجتمعاتهم.