رام الله/PNN/شارك رئيس سلطة المياه، الوزير مازن غنيم، اليوم السبت، في مؤتمر بغداد الدولي الثاني للمياه "المياه والتغير المناخي" الذي عقد برعاية رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، عبر تقنيات التواصل الافتراضي، بمشاركة عدد من وزراء المياه العرب وجامعة الدول العربية، وسفير دولة فلسطين في العراق أحمد عقل حضوريا.
وأوضح غنيم أنه ورغم التحديات المائية الاستثنائية التي تواجهها فلسطين جراء سياسات الاحتلال المائية، إلا أن فلسطين وضعت قضية التغير المناخي على سلم أولوياتها، وتم إعداد الخطة الوطنية للتكيف مع التغير المناخي، وانضمت دولة فلسطين لاتفاقية الأمم المتحدة، ووقعت على اتفاقية باريس بشأن المناخ في العام 2016.
وتابع: كما أولت سلطة المياه أهمية للحد من التغيرات المناخية وفترات الجفاف، من خلال تنفيذها للعديد من المشاريع الخاصة بتطوير مصادر بديلة للمياه والطاقة المتجددة أينما أمكن تنفيذها بالتعاون مع الشركاء.
وقال غنيم: إنه لا بد من التركيز على المسببات الرئيسية التي أدت الى هذا الوضع الخطير والتي من أهمها التغير المناخي، والاستخدام غير المنصف والمعقول للموارد المائية، وزيادة الطلب على المياه نتيجة النمو السكاني الكبير في الدول العربية ومتطلبات التنمية، إضافة إلى تفاقم قضايا المياه المشتركة والعابرة للحدود، وتزايد الاطماع الاسرائيلية في المياه العربية.
وأكد أنه وأمام هذه التحديات المائية، فإن حياة ومستقبل الأجيال القادمة مرهون بقدرتنا اليوم على مواجهتها، من خلال إيجاد حلول فاعلة تستند الى مبادئ الإدارة المتكاملة والتطوير المستدام للموارد المائية، مع ايلاء أهمية خاصة لمواجهة تهديدات التغير المناخي وآثارها السلبية على الموارد المائية والتنمية المستدامة.
واقترح غنيم عددا من الآليات التي من شأنها المساهمة عربيا في ذلك، ومنها إعداد سياسات وإستراتيجيات التكيف المناخي بشكل متكامل بين جميع القطاعات المؤثرة والمتأثرة وعلى رأسها المياه والبيئة والصحة والزراعة والطاقة، إضافة إلى تحسين وتعزيز آليات العمل العربي المشترك وتبادل الخبرات في هذه المجال.
ودعا إلى ضرورة تطوير أنظمة الرصد والمراقبة عن بُعد للموارد المائية للتكيف مع التغير المناخي، إلى جانب خلق بيئة ممكنة لجذب وتحفيز الاستثمارات على المستوى الإقليمي في مشاريع وبرامج التكيف المناخي مع التركيز على البرامج والمشاريع المتعلقة بالترابط بين المياه والطاقة، وضرورة رفع الوعي لأهمية الحفاظ على المياه وترشيد استهلاكها كأساس في مواجهة التغير المناخي وتأثيراته على الموارد المائية.
بدورهم، ألقى وزراء العراق ومصر وسوريا والجامعة العربية كلماتهم التي أجمعت، ضرورة التحضير العربي الجيد والمشترك لمواجهة ما هو قادم من تأثيرات خطيرة لشح المياه والتغير المناخي.
كما ألقى مبعوث الرئيس الأميركي الخاص لشؤون البيئة جون كيري، والأمير الحسن بن طلال، وممثلون عن الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المختصة كلمات بخصوص ما يعانيه وسيعانيه الشرق الأوسط من أزمات المياه والتغير المناخي، ومن ثم بدأت اللجان اجتماعاتها التخصصية التي ستستمر على مدى يومين كاملين وتصدر نتائج نقاشاتها وتوصياتها في اليوم الثالث.