الخليل/PNN/نظمت سلطة المياه اليوم الثلاثاء، بالتعاون مع القنصلية الفرنسية العامة، فعالية للاحتفال بيوم المياه العالمي، في موقع المحطة الإقليمية لمعالجة مياه الصرف الصحي في الخليل، بحضور المحافظ جبرين البكري، والقنصل الفرنسي العام رينيه تروكاز، وعدد من ممثلي بعثات دول الاتحاد الأوروبي، ورؤساء بلديات في المحافظة.
وتأتي الفعالية، وفقا لبيان صادر عن سلطة المياه، لتكريس شعار يوم المياه العالمي هذا العام "المياه الجوفية لنجعل غير المرئي ظاهرا"، ولتسليط الضوء على سياسات الاحتلال في نهب المصادر المائية، وعرقلته المشاريع والبرامج، التي أدت إلى نقص الكميات المتاحة للمواطن الفلسطيني، لزيادة معاناته اليومية وكسر صموده على أرضه، وقد تم اختيار محافظة الخليل باعتبارها الأكثر معاناة من أزمة المياه نتيجة سياسات الاحتلال الإسرائيلي.
كما هدفت الفعالية، وفقا للبيان، "إلى الاطلاع على تسارع وتيرة العمل في مشروع محطة معالجة مياه الصرف الصحي بالخليل، لتسليط الضوء على أهمية الشراكة الفاعلة مع الشركاء والداعمين وخصوصا دول الاتحاد الأوروبي، في تنفيذ وتذليل العقبات أمام هذا المشروع وغيره من المشاريع الاستراتيجية، إضافة إلى إبراز أهمية مشروع إدارة المياه العادمة بالخليل بمكوناته المختلفة، والتي تشمل إنشاء محطة المعالجة التي ستحل المشاكل البيئية والاجتماعية والصحية الناتجة عن المياه العادمة المتدفقة خلال التجمعات السكانية.
وتابع البيان أن أهم انعكاسات المشروع تتمثل بحصول قُرابة 800 ألف مواطن في محافظتي الخليل وبيت لحم على إمدادات المياه من مستودع المياه الجوفي الشرقي، حيث سيستفيد المواطنون بشكل غير مباشر من هذا المشروع من خلال حماية طبقات المياه الجوفية من المزيد من التلوث وضمان تواجدها للاستخدام المستمر من قبل سكان المنطقة.
وبين أن قيمة المشروع الإجمالية بكل مكوناته بمرحلته الأولى تصل إلى 60 مليون دولار وبما يشمل بالإضافة إلى البنية التحتية والمحطة، المكونات الأخرى التي تتعلق بإدارة المشروع وبناء القدرات، وتشغيل وصيانة المحطة، إضافة إلى تمويل الحكومة لتنفيذ "وادي السمن" بقيمة 30 مليون شيقل.
وأعرب رئيس سلطة المياه مازن غنيم عن تقديره للدعم الذي تقدمه دول الاتحاد الأوروبي للشعب الفلسطيني، مثمنا الشراكة القائمة في دعم قطاع المياه، كما تقدم بالشكر للبنك الدولي والاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية لدعمهم هذا المشروع.
وأوضح غنيم أن سلطة المياه نفذت العديد من التدخلات في محافظة الخليل من خلال جملة من المشاريع والبرامج على الأرض، والتي أصبح المواطن يلمس آثارها من خلال تحسين خدمات التزود، حيث أشار إلى ارتفاع حصة الفرد من 43 لترا/ اليوم في 2016 إلى 60 لترا/اليوم، إضافة إلى تقليل الفاقد، موضحا أن محافظة الخليل على رأس أولويات خطة سلطة المياه لتدارك الوضع المائي.
وأضاف غنيم: "نحتفل من موقع هذا المشروع لنثبت للعالم أننا وإذا ما توفرت لنا المقومات المطلوبة، قادرون على تحقيق إنجازات ضخمة كهذا المشروع، تسهم في بناء دولتنا، شرط أن نضمن سيطرتنا وسيادتنا على أرضنا وعلى مواردنا وحقوقنا كاملة".
من جانبه، تحدث تروكاز عن أهمية التركيز على قضايا المياه والتطورات المحيطة بها، والتي تدفع العالم إلى تخصيص هذا اليوم لطرح القضايا الهامة، و"لعل العالم لا زال ينظر في التغيرات المناخية وانعكاساتها على البشرية والتي تتطلب تعاون الجميع وتحمل مسؤولياته في هذا المجال".
وفي نهاية الفعالية وضع غنيم حجر الأساس لمشروع شبكة مياه داخلية لتجمع مياه الحيلة، والذي سيخدم ما يقارب 3 آلاف نسمة، بتكلفة 2 مليون شيقل من الموازنة التطويرية لسلطة المياه.