لوس انجليس/PNN- بقيادة نجم شاب بشخص جناح بايرن ميونيخ الألماني ألفونسو ديفيس والمدرب الإنكليزي جون هيردمان، ستكون كندا الخميس على موعد مع التاريخ لأنها أمام فرصة تحقيق حلم المشاركة في كأس العالم للمرة الأولى منذ 36 عاماً، وتحديداً منذ مونديال المكسيك 1986. تحل كندا ضيفة على كوستاريكا الخميس في الجولة الثانية عشرة من تصفيات منطقة الكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي) وهي في الصدارة برصيد 25 نقطة، بفارق ثماني نقاط عن المركز الرابع الذي يخول صاحبه خوض ملحق دولي، وذلك مع بقاء ثلاث جولات على نهاية التصفيات.
وبسبعة انتصارات وأربعة تعادلات من دون أي هزيمة، يتقدم المنتخب الكندي بفارق أربع نقاط على عملاقي منطقته الولايات المتحدة والمكسيك، ضامناً أقله خوض الملحق القاري ضد متصدر تصفيات أوقيانوسيا. وتواجد المنتخب الكندي في هذا الوضع يشكل مفاجأة لفريق صاحب سجل متواضع لم يفز في تاريخه بأي شيء سوى الكأس الذهبية عامي 1985 و2000، لفريق لا يتذكر الكثير من الناس أنه لعب في مونديال 1986 باستثناء الفرنسيين ربما لأن هدف جان بيار بابان في الجولة الأولى مهد الطريق أمام “الديوك” من أجل الوصول الى ثمن النهائي في طريقهم الى دور الأربعة حيث انتهى المشوار أمام ألمانيا الغربية صفر-2.
وحده القائد ولاعب الوسط أتيبا هاتشينسون عاش في تلك هذه الحقبة، رغم أنه كان في الثالثة من عمره فقط ولا يتذكر بالتأكيد المشاركة الوحيدة لبلاده في النهائيات العالمية وخسارتها لمبارياتها الثلاث ضد فرنسا (صفر-1) ثم المجر (صفر-2) والاتحاد السوفياتي (صفر-2). والآن، تجد كندا نفسها بحاجة فقط الى نقطتين من مبارياتها الثلاث الأخيرة ضد كوستاريكا الخميس، جامايكا الأحد وبنما الأربعاء، لحجز بطاقتها الى النهائيات للمرة الثانية في تاريخها، ما يعني أن فوزها الخميس سيحسم الأمور قبل جولتين على نهاية التصفيات. وحتى التعادل قد يكون كافياً لرجال هيردمان إذا فشلت بنما الرابعة في الخروج منتصرة من مباراتها مع هندوراس. وقال هيردمان إنه أعد فريقه للأمتار الأخيرة من التصفيات من خلال تشجيع لاعبيه على “التواضع للبدء من جديد”، وذلك بعدما خرجوا منتصرين من المباريات الست الأخيرة، بينها على الجارة الولايات المتحدة 2-صفر.
وأضاف لموقع الاتحاد الكندي “هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا كسبها في هذه النافذة (من المباريات الدولية) والكثير من الأشياء التي يمكن أن نخسرها. والأهم على الإطلاق، هذه الفرصة المتاحة للذهاب الى (مونديال) قطر. بالتالي، هناك تركيز مكثف على تلك المباراة ضد كوستاريكا كنقطة انطلاق”. وشدد “هذه فرصتنا لننجح أخيراً في وضع هذا الفريق في كأس العالم، حيث ينتمي”. ولهيردمان ثقة تامة في قدرة فريقه على الارتقاء الى مستوى المسؤولية، لاسيما أن نتائج المنتخب خارج الديار شكلت حجر الزاوية في حملته المؤهلة الى المونديال القطري.
وقال “في كل مباراة، تكيفنا مع المناخ، الارتفاع (عن سطح البحر)، الجماهير، الظروف، الإيقافات واللاعبين الذين غابوا بسبب كوفيد. الذهنية هي أن نفوز بكل مباراة. أن ندفع هذا الفريق الى مستويات جديدة. لكن أن نفعل ذلك بطريقة تحترم الظروف”. وعن المباراة في كوستاريكا التي تتخلف في المركز الخامس بفارق 9 نقاط عن الكنديين، قال المدرب الإنكليزي “سنكون أمام أجواء صعبة وهذه المباراة ستكون أحد أصعب اختباراتنا”. وتابع “إنهم (كوستاريكا) في طريقنا. نريد الوصول الى قطر. هذا فريق من الفرق (المتبقية) التي تقف في طريقنا نحو تحقيق ذلك. سنجلب معنا لهذه المباراة شغفنا وقوتنا، مثل جميع مبارياتنا. علينا المجيء بهذه الروح القتالية وهذا الشغف وأن نكون قابلين للتكيف، كما كنا سابقاً، لكن مع التحلي بالهدوء”. ورأى “إنها لحظة كبيرة لكنها لحظة يمكننا التعامل معها إذا بقينا متعاضدين وهادئين”. حسم بطاقة التأهل الى المونديال القطري المقرر في تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر المقبلين، سيكمل التحول الكبير الذي شهده المنتخب الكندي منذ أن تولى هيردمان الاشراف عليه في 2018 بعد النجاح الذي حققه مع منتخب السيدات بين 2011 و2018. وفي بداية عهد الإنكليزي البالغ 46 عاماً، كانت كندا تقبع في المركز الرابع والتسعين في تصنيف “فيفا”، لكن بعد أربعة أعوام يجد نفسه الآن في المركز الثالث والثلاثين، في أعلى تصنيف في تاريخه.
بعد فوز رائع على أرضه ضد الولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير، قال هيردمان إنها “المرة الأولى التي شعرت فيها بأني أعيش في بلد كرة قدم”، موحداً البلاد خلف الفريق و”هذا ما حلمنا به، أن نجعل الناس متحمسين”. ورأى أن المنتخب الحالي جعل الناس يرتدون قميص كندا بـ”فخر” عوضاً عن ارتداء قمصان منتخبات مثل “إيطاليا أو صربيا أو اليونان”، نظراً الى جذورهم. وفي وقت تقترب كندا من تأهل تاريخي، فإن الوضع أقل يقيناً بالنسبة للمنتخبين الأميركي والمكسيكي اللذين يتواجهان الخميس على ملعب “أزتيكا” في مكسيكو ومصيريهما على المحك.
ومع 21 نقطة لكل منهما، فإن فوز أي منهما سيجعله قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات، فيما سيدخل الخاسر في معركة محتملة لتجنب خوض الملحق الدولي. وبعد موقعة الخميس في مكسيكو حيث لم يسبق للمنتخب الأميركي أن خرج منتصراً في التصفيات، سيتواجه الأميركيون على أرضهم مع بنما الأحد قبل رحلة صعبة خارج الديار الأربعاء ضد كوستاريكا. وسيكون فريق المدرب غريغ بيرهالتر من دون وستون ماكيني، برندن آرونسون، مات تورنر وسيرجينو ديست في الأمتار الأخيرة من هذه التصفيات.