عمان /PNN/ نظّمت مؤسّسة إبداع ولجنة الدهيشة الشّتات ندوة لإشهار كتاب "الدهيشي" للكاتب عيسى قراقع، في مقرّ رابطة الكتّاب الأردنييّن في العاصمة الأردنية عمّان.
وقدّم النّدوة الكاتب والمهندس يوسف معدّي، وبحضور عدد من المثقّفين والكتّاب الأردنيين والفلسطينيّين، والنّازحين من أبناء الّلاجئين، وتخلّلها مداخلات ونقاشات حول مضمون الكتاب، وفقرة فنيّة، بالإضافة إلى عرض فيلم قصير من إنتاج مؤسّسة إبداع بمخيّم الدّهيشة في بيت لحم.
فيما قدّم الباحث عليان عليان قراءة في نصوص الكتاب الذي اعتبر أنّه تجاوز الخصوصية المكانية إلى الخصوصية النّضالية لمجموع اللاجئين الفلسطينيين ودورهم في انطلاقة الثورة الفلسطينية، وتثبيت الكينونة والهوية الفلسطينية، معبّراً عن معاناة اللاجئين وصمودهم وتصدّيهم لكل المشاريع والمؤامرات التي حيكت ضدّ حقوق الشّعب الفلسطيني.
واعتبر عليان أن الكتاب عبارة عن لوحات ميدانيّة واقعيّة جرت في ساحات المخيّمات مرسومة بلغة الدّم والتّضحيات ذات الدلالات الكثيرة والأبعاد الإبداعية، وأن تركيز الكتاب على المخيم يربط بين البعدين الوطني والطبقي اللذان يشكّلان مادة أساسية للثورة واستمراريتها، إضافة لما يشكله الكتاب من وثيقة تكشف بشكل ملموس جرائم الاحتلال وفاشيته وعنصريته، وشهادة عن صمود شعبنا ومقاومته في سبيل الحرية والاستقلال.
بدوره أشار الكاتب والأسير المحرّر صالح أبو لبن في مداخلته إلى أنّ الكتاب يركز على قوة الذاكرة والتاريخ الفلسطينيين، وفي نفس الوقت يبرز مستوى التحدّي والمقاومة لمجموع اللاجئين والنازحين في سبيل العودة وحقّ تقرير المصير.
وتحدّث أبو لبن عن شخوص الكتاب من الشهداء والأسرى والجرحى والمبعدين وما سطّره من حكايات واقعية تشكّل قمة الإبداع في المقاومة والصمود والتصدّي للمحتلين.
وقال أبو لبن: "في المخيم يبرز جمال الحياة رغم قسوتها والتمسك بالحياة الحرّة والطبيعية، وأن المخيم لم يتحوّل إلى مقبرة للاجئين؛ بل أصبح بؤرة متفجّرة وصوت تاريخي وإنساني، وأن نصوص كتاب الدهيشي جمعت بين الإنساني والنضالي وفضحت بشاعة الاحتلال وجرائمه المستمرة".
وأكّد الكاتب عيسى قراقع أنّ كتاب "الدهيشي" منطلق من منهجية الربط بين الأدب والاجتماع والسياسة، وأنها طبقات متداخلة ليكون النص ممثلاً للحياة على المستوى الفردي والجماعي باعتبار أن المجتمع هو المنتج الفعلي للأعمال الإبداعية.
وأضاف أن مخيم الدهيشة كرمز للجوء يوجد فيه عبقرية إنسانية، عبقرية اللاجئين المشردين والذين حافظوا على ذكرياتهم وذاكرتهم، وصار هذا المكان الاستثنائي هو قاعدة للوعي والصمود خارج حدود الجرافة الإسرائيلية وهندسة نظام الفصل العنصري الإسرائيلي.
وقدّم قراقع تقديره وشكره للقائمين على تنظيم هذه النّدوة.