بورتو/PNN- بكثير من التفاؤل المشوب بالحذر ، يتطلع المنتخب البرتغالي لكرة القدم إلى حجز مقعده في نهائيات كأس العالم 2022 عندما يلتقي منتخب مقدونيا الشمالية غدا الثلاثاء في نهائي المسار الثالث بالملحق الأوروبي للتصفيات. كما يلتقي غدا المنتخب البولندي نظيره السويدي في نهائي المسار الثاني بالملحق نفسه ليتأهل الفائز منهما إلى النهائيات التي تستضيفها قطر هذا العام فيما تأجل نهائي المسار الأول إلى حزيران/يونيو المقبل بسبب تأجيل مباراة أوكرانيا مع اسكتلندا في نصف النهائي نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة حاليا ، ويلتقي الفائز من هذه المباراة المؤجلة مع المنتخب الويلزي في نهائي المسار الأول. وكان المنتخب البرتغالي وصل عن جدارة إلى النهائي بالفوز على نظيره التركي 3 / 1 في نصف النهائي يوم الجمعة الماضي ، ولكن مهمة الفريق في النهائي لن تكون سهلة رغم الفارق الهائل بين تاريخ المنتخبين. وفجر منتخب مقدونيا الشمالية مفاجأة من العيار الثقيل بعدما تغلب على مضيفه الإيطالي بطل أوروبا 1 / صفر في المواجهة الأخرى بالدور نصف النهائي ليحرم المنتخب الإيطالي (الآزوري) الفائز بلقب كأس العالم أربع مرات سابقة من بلوغ النهائيات لتكون النسخة الثانية على التوالي من المونديال التي يغيب عنها الآزوري رغم الطفرة الهائلة في مستوى الفريق خلال السنوات القليلة الماضية. ولهذا ، يدرك المنتخب البرتغالي بقيادة مديره الفني فيرناندو سانتوس وقائد الهجوم المخضرم كريستيانو رونالدو أن مباراة الغد لن تكون نزهة على ملعب استاد “الدراجاو” في بورتو وإنما ستكون اختبارا خادعا في مواجهة فريق لديه الطموح والحماس من ناحية وازدادت ثقته بنفسه بعد الفوز على الآزوري. ولكن المنتخب البرتغالي يمتلك أيضا من الأسلحة ما يستطيع بها عبور مثل هذا الاختبار الصعب وإنهاء المغامرة المقدونية. ويأتي في مقدمة هذه الأسلحة حماس الفريق ورغبة لاعبيه في قيادة الفريق إلى النهائيات للنسخة السادسة على التوالي والثامنة في التاريخ. ويتمتع الفريق بوجود مجموعة من اللاعبين المتميزين الذين فرضوا نفسهم بقوة على قائمة أفضل اللاعبين في العالم خلال السنوات الأخيرة ؛ ويبرز من بينهم إلى جانب رونالدو (مانشستر يونايتد الإنجليزي) كل من ديوجو جوتا (ليفربول الإنجليزي) وجواو فيليكس (أتلتيكو مدريد الإسباني) وبرونو فيرنانديز (مانشستر يونايتد الإنجليزي) وجواو كانسيلو (مانشستر سيتي الإنجليزي) وغيرهم من النجوم في مختلف المراكز. ويحلم رونالدو 37/ عاما/ الهداف التاريخي للمنتخب البرتغالي ، وأبرز هداف على مستوى المنتخبات في كل أنحاء العالم برصيد 115 هدفا حتى الآن ، في قيادة الفريق للمونديال الذي يرجح أن يشهد مشاركته الأخيرة مع الفريق في البطولات الكبيرة. ويستعيد المنتخب البرتغالي جهود لاعبه جواو كانسيلو بعدما غاب عن مباراة الذهاب بسبب الإيقاف. وفي المقابل ، يسعى منتخب مقدونيا الشمالية إلى مواصلة المفاجآت والإطاحة بالمنتخب البرتغالي من التصفيات لبلوغ المونديال للمرة الأولى في تاريخه. ويعول الفريق كثيرا على مهاجمه الخطير ألكسندر تراجوفسكي نجم الفيحاء السعودي والذي سجل هدف الفوز على المنتخب الإيطالي. كما تضم صفوف الفريق عددا من اللاعبين الموهوبين مثل ستيفان ريستوفسكي مدافع دينامو زغرب الكرواتي وإليف إيلماس لاعب وسط نابولي الإيطالي. ولم يسبق للمنتخبين أن التقيا في مباراة رسمية فيما التقيا في مباراتين وديتين، فاز المنتخب البرتغالي 1 / صفر في عام 2003 وتعادلا سلبيا في 2012 . وفي نهائي المسار الثاني ، يلتقي المنتخب البولندي نظيره السويدي في مواجهة يصعب التكهن بنتيجتها في ظل التقارب بين مستوى الفريقين. وتأهل المنتخب السويدي إلى النهائي بفوز صعب ومتأخر للغاية 1 / صفر على نظيره التشيكي في الوقت الإضافي من مباراتهما بنصف نهائي هذا المسار ، فيما جنبت الظروف المنتخب البولندي اللعب في نصف النهائي حيث ألغيت مباراته أمام روسيا بعد استبعاد الدب الروسي من التصفيات بقرار من الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. ويمتلك كل من الفريقين أسلحة كافية وقادرة على اجتياز هذه العقبة إلى نهائيات كأس العالم في قطر حيث يعتمد المنتخب البولندي على مهاجمه الخطير روبرت ليفاندوفسكي أحد أبرز الهدافين على مدار التاريخ والفائز بلقب أفضل لاعب في العالم باستفتاء الفيفا في كل من عامي 2020 و2021 . ويأمل ليفاندوفسكي في التأهل مع الفريق إلى مونديال 2022 الذي قد يشهد مشاركته الأخيرة مع الفريق في بطولات كأس العالم لأنه سيحتفل بعيد ميلاده الرابع والثلاثين في آب/أغسطس المقبل. كما يعتمد المنتخب السويدي على هداف من طراز فريد هو النجم المخضرم زلاتان إبراهيموفيتش الذي عاد لصفوف الفريق بعد اعتزاله اللعب الدولي. ويطمح إبراهيموفيتش إلى المشاركة في المونديال الذي ينتظر أن يصبح أيضا المشاركة الأخيرة له في البطولات الكبيرة حيث يحتفل اللاعب بعيد ميلاده الحادي والأربعين في تشرين أول/أكتوبر المقبل قبل شهر ونصف الشهر على انطلاق فعاليات هذه النسخة من المونديال. ويفتقد المنتخب البولندي في هذه المباراة أكثر من لاعب في مقدمتهم أركاديوز ميليك للإصابة وماتيوس كليتش للإيقاف فيما يفتقد المنتخب السويدي جهود لاعبه مارتن أولسون للإصابة.