قالت اسرائيل/ أجرت قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي تعديلات على خططها العسكرية، بحيث تشمل التعامل مع توتر محتمل في المدن والبلدات العربية والمختلطة في شمالي البلاد، واعتبرت أن توترا بين العرب واليهود أنها "عامل استراتيجي" من شأنه "التأثير سلبا" أثناء حرب.
ويدعي الجيش الإسرائيلي أن الهبة الشعبية احتجاجا على تنكيل وقمع أجهزة الأمن الإسرائيلية الفلسطينيين في القدس، ثم العدوان على غزة، في أيار/مايو الماضي، والتي رافقتها استفزازات المستوطنين في القدس واعتداءاتهم على المواطنين العرب في المدن المختلطة خصوصا، دفعته إلى تغيير خططه العسكرية إثر "تقارب محتمل" بين المواطنين العرب وحركة حماس خلال عدوان على غزة في المستقبل.
ورغم أنه يفترض بالجيش الإسرائيلي التعامل مع تهديد خارجي أثناء حرب، إلا أنه يجري تعديلات على خططه العسكرية بحيث تأخذ تطورات داخلية بالحسبان، حسب الصحيفة، التي قارنت بين تعديل خطط عسكرية في أعقاب تفشي وباء كورونا وبين الاحتجاجات في المجتمع العربي في العام الماضي، بزعم أنها عوامل يمكن أن تؤثر على جهوزية الجيش للحرب وسير الحرب، وأن "على المستويين الأمني والسياسي أخذهما بالحسبان في قراراتهما".
وأضافت الصحيفة أنه شباط/فبراير العام الماضي، قرر الجيش الإسرائيلي إضافة وباء كورونا "كعامل إستراتيجي" ذي تأثير سلبي إلى خططه الحربية في منطقة الشمال. وقرر الجيش الإسرائيلي حينها أنه لن يكون بالإمكان التأكيد على أن انتشار الوباء قد انتهى، وأنه ينبغي الأخذ بالحسبان خوض حرب إلى جانب كورونا أو خلال انتشار جديد للوباء.
وفي نهاية العام 2019، صادق رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، على خطط حربية بديلة في قيادة المنطقتين الشمالية والجنوبية. وبحسب الصحيفة، فإن "هذه الخطط تستجيب لأوضاع عدة، بدءا من أحداث أمنية موضعية، ومرورا بأيام قتالية معدودة، وحتى حرب شاملة متعددة الجبهات".
وتابعت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يستعد لمواجهة سيناريو "تندلع فيه مواجهات في المدن المختلطة وتشكل خطرا على حياة السكان مع بداية الحرب، الأمر الذي يستدعي حضور قوات شرطة كبيرة". وقال ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي للصحيفة إنه "في وضع كهذا ستتعامل الشرطة مع أحداث داخل إسرائيل وأفرادها لن يتمكنوا من مساعدة الجيش".
وشملت سيناريوهات استعرضها الجيش الإسرائيلي أمام المستوى السياسي تقديرات بموجبها ستسقط في إسرائيل خلال حرب مقبلة في شمالي البلاد آلاف القذائف الصاروخية والصواريخ والصواريخ الموجهة عن بعد وطائرات مسيرة، يطلقها حزب الله من لبنان والفصائل الفلسطينية من غزة، وكذلك من هضبة الجولان غير المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد لاحتمال عرقلة سير المركبات العسكرية في أعقاب إغلاق طرق قريبة من مدن وبلدات عربية، وإثر ذلك ستواجه قوات الشرطة مصاعب بالوصول إلى مناطق سقطت فيها صواريخ أو إغلاق مناطق بهدف منع استهداف مواطنين.
وتقضي الخطط الإسرائيلية بإجلاء عشرات آلاف السكان من بيوتهم في شمالي البلاد خلال حرب مقبلة. والتقديرات في الجيش، وفقا للصحيفة، هي أن الشرطة لن تنجح بتأدية مهامها بالحجم الذي عملت فيه في أحداث أمنية سابقة. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه لهذا السبب يستعد لنقل صلاحية الشرطة إلى الشرطة العسكرية في حالات الطوارئ، ومنح أفراد الشرطة العسكرية صلاحيات إنفاذ تجاه السكان المدنيين. ووفق الخطط العسكرية، فإن قيادة الجبهة الداخلية وقوات هندسة عسكرية ستحل مكان الشرطة في حالات لا تتمكن الشرطة فيها من العمل بسرعة في مناطق تسقط فيها صواريخ.