القدس/PNN- احتفت مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية – بيت المقدس "ميثاق"، بيوم المخطوط العربي والذي يصادف الرابع من نيسان من كل عام تحت شعار "إرثنا المخطوط في زمن العولمة"، بالتعاون مع معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
وقال وزير الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ حاتم البكري، إن "لهذه الأمة تاريخ عظيم حافظ على الدين وعلى الأديان الأخرى، ونحن من أكثر الشعوب اهتماما بالكتابة بالقلم على الورق والتوثيق، وما ورثناه من مخطوطات يثبت ذلك".
وتابع: "إننا حضارة انطلقت من الكتاب والمخطوط، على عكس حضارات أخرى مثل المغول والتتار الذين أحرقوا المدن والكتب لتصبح النكبة نكبتين، ولم نكن يوما أمة متعطشة للدماء، وتاريخنا هو تاريخ العقل ووثائقنا مليئة بعلوم الطب والهندسة والفلك، وثبتنا وجودنا من خلال مخطوطاتنا".
وتم عرض فيلم وثائقي من إنتاج مؤسسة ميثاق عرف بالمخطوط وأهميته وأثره في صناعة الهوية للأمة، ما جعل المؤسسة، مركز المخطوطات العربي والفلسطيني لما تحويه من آلاف المخطوطات وملايين الوثائق والصحف والكتب النادرة.
وحذر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي، من أن إهمال المخطوط والتراث يعني الابتعاد عن الجذور وعن الماضي العريق الذي عاشته هذه الأمة، مثمنا دور "ميثاق" في التصدي لمحاولات الاحتلال طمس التراث العربي الفلسطيني.
من جهته، شدد رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية عيسى قراقع على أن القدس أم الحضارات والديانات، والاحتلال يهدف إلى طمس ما فيها من محفوظات ونقوشات وتبديل التاريخ، شاكرا مؤسسة ميثاق التي تحارب الجريمة الثقافية الإسرائيلية.
من ناحيته، قال رئيس مؤسسة منيب وأنجيلا المصري، منيب المصري، إن المؤسسة تعمل بالتعاون مع ميثاق لإثبات جرائم إسرائيل ونشر وتثبيت القصة السردية الفلسطينية.
بدوره، أكد مدير معهد المخطوطات في الجامعة العربية مراد الريفي في كلمة مسجلة، أن اختيار العنوان "ارثنا الحضاري في زمن العولمة" جاء من استشعار خطر مسألة العولمة والتقنيات التكنولوجية الحديثة تفرض علينا أن نعمل جاهدين على استغلال الوسائل الحديثة من أرشفة الكترونية ومسح ضوئي وغيرها في حفظ ونقل التراث".
وتابع: "علينا الانفتاح على أدوات العصر لاستثمارها لإتاحة التراث بما فيها المخطوطات لرحاب الكون الواسع وجعلها متاحة للجميع"، مؤكدا أن معهد المخطوطات العربي معني بالحفاظ على الرصيد الحضاري في فلسطين وهو ما تسعى إليه من خلال تنفيذ مشروع الأرشفة الإلكترونية للتراث المخطوط في فلسطين بتنسيق مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، بالتعاون مع مؤسسة ميثاق.
وعرض عميد مؤسسة ميثاق المستشار خليل قراجه الرفاعي، دور ميثاق في الحفاظ على التراث والمخطوط، محذرا من أن إهمال التراث يعني فصل الأمة عن تاريخها.
وقام البكري، وزكي والحضور بافتتاح معرض المخطوطات الذي تناول عرضاً شاملاً لآليات ترميم المخطوطات، كما تم عرض عدد من المخطوطات من كنوز ميثاق.
ودعا المشاركون في الندوة العلمية "أرثنا المخطوط في زمن العولمة" التي أدارها عزيز العصا وشارك فيها نخبة من المختصين منهم يوسف الأوزبكي، صلاح الهودليه، وعبد الرؤوف خريويش، ومهيب أبو لوحة، وإياد أبو سمرة، وبسام الأغبر، إلى إنشاء موسوعة المخطوط المقدسي بالتشارك مع كافة الجهات، وتشكيل لجنة متابعة للنهوض بالمخطوط الفلسطيني وحفظه بكافة أشكاله، والعمل على تأسيس غرفة في ميثاق لدراسة وجمع كل ما يتعلق بوعد بلفور، والتشبيك بين العلماء والباحثين ومؤسسة ميثاق، وتفعيل مركز الأبحاث في المؤسسة.