الداخل المحتل/PNN- التقى أعضاء كنيست من حزب "يمينا"، هم وزيرة الداخلية، أييليت شاكيد، ونائب الوزير أفير كارا، وعضو الكنيست نير أورباخ، خلال الليلة الماضية، للتباحث في خطوات قد ينفذونها لاحقا، على خلفية انشقاق زميلتهم في الحزب، عضو الكنيست عيديت سيلمان، عن الائتلاف الحكومي وانضمامها إلى صفوف المعارضة، أمس الأربعاء. واتفق الثلاثة على العمل من خلال التنسيق بينهم في الأيام القريبة المقبلة.
كذلك التقى كارا، أمس، مع سيلمان وعضو الكنيست عاميحاي شيكلي، الذي انشق عن الائتلاف في أعقاب تشكيل الحكومة الحالية، وبحث معهما إمكانية شق "يمينا" وتشكيل كتلة جديدة في الكنيست مؤلفة من ثلاثتهم، وذلك من أجل منع إمكانية أن يعلن "يمينا" عن سيلمان وشيكلي كمنشقين، الأمر الذي من شأنه فرض قيود عليهما تتعلق بترشحهما مستقبلا ومنع انضمامهما إلى حزب الليكود وترشيحهما في أماكن مضمونة في قائمة مرشحي الليكود لانتخابات الكنيست المقبلة، حسبما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية اليوم، الخميس.
وجاء لقاء شاكيد وكارا وأورباخ في أعقاب اللقاءات التي عقدها رئيس "يمينا" ورئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مع جميع أعضاء الكنيست الخمسة من حزبه الذين لم ينشقوا حتى الآن، في محاولة لمنع انشقاقهم.
ووجه أعضاء الكنيست انتقادات لبينيت خلال هذه اللقاءات. ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مصادر في "يمينا" قولهم إن "أعضاء الكنيست غاضبون لأنهم لم يكونوا ضالعين في عمل الحكومة، وعلموا بأحداث وخطوات من وسائل الإعلام، وبينيت لا يتشاور معهم ولا يلتقي معهم بشكل دائم، وفضّل أن يقرب منه مستشارون في مكتبه".
وانتقد أعضاء الكنيست خلال لقائهم مع بينيت، أمس، استخدامه مصطلح "الضفة الغربية" (بدلا من "يهودا والسامرة") خلال لقائه مع وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، واعتبروا ذلك دليلا على أن بينيت يتجه إلى الوسط السياسي. كذلك احتجوا على عدم دعم بينيت لهم مقابل وزير الجيش بيني غانتس، حول دفع مخططات بناء في المستوطنات. وطالبوا بينيت بدفع "تشريعات يمينية" بعد انتهاء عطلة الكنيست مباشرة.
وتسبب انشقاق سيلمان عن الائتلاف، أمس، بفقدان الحكومة الأغلبية في الكنيست، حيث بقيت مدعومة بستين عضو كنيست من أصل 120 عضو كنيست. ويعني ذلك أن الحكومة ستدخل إلى مرحلة يسودها جمود بسبب عدم قدرتها على دفع تشريعات، وخاصة إقرار ميزانية الدولة. وحمّل محللون في وسائل الإعلام الإسرائيلية، اليوم، بينيت المسؤولية عن الأزمة الحالية، لأنه كان يعلم بالضغوط التي يمارسها الليكود على سيلمان كي تنشق ولم يمنع ذلك.
وهناك ثلاثة سيناريوهات مطروحة حاليا في أعقاب الأزمة السياسية، وهي: استمرار ولاية حكومة عاجزة عن أداء مهامها؛ تشكيل حكومة بديلة برئاسة نتنياهو؛ أو الذهاب إلى انتخابات جديدة، تكون الخامسة خلال ثلاث سنوات، وليس مؤكدا أن تسفر عن فرز يسمح بتشكيل حكومة جديدة، لكنها لن تعيد "كتلة التغيير" المناوئة لنتنياهو إلى الحكم بكل تأكيد، خاصة وأنها لم تشكل بديلا سياسيا أو اقتصاديا لحكم نتنياهو خلال 12 سنة سابقة.