بيت لحم/PNN- تصدرت الدعوات هذا العام ولمناسبة يوم الصحة العالمي والذي حمل شعار "كوكبنا، صحتنا" للعمل على تحسين جودة البيئة وتكثيف الاهتمامَ العالمي على الإجراءات العاجلة اللازمة للحفاظ على صحة البشر والكوكب وتعزيز حركة لإنشاء مجتمعات تركز على الصحة. حيث تقدر منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 13 مليون حالة وفاة حول العالم كل عام ترجع إلى أسباب بيئية يمكن تجنبها.
وكانت المنظمة قال في توجيهاتها لهذا العام وبالمناسبة "بعد النجاة من الجائحة، من غير المقبول استمرار وجود 7 ملايين حالة وفاة يمكن الوقاية منها، وعدد لا يحصى من السنوات المفقودة من الصحة الجيدة بسبب تلوث الهواء. هذا ما نقوله عندما ننظر إلى كمية هائلة من البيانات والأدلة والحلول المتاحة بشأن تلوث الهواء.".
وفي الحالة الفلسطينية لا زال الاحتلال الإسرائيلي يشكل الخطر البيئي الأول والملوث الأكبر دون تحرك دولي لوقف الانتهاكات التي يسببها بحق البيئة والحياة الفلسطينية، فمطالبة المنظمة الدولية للحكومات باتخاذ الإجراءات التي تحد من التلوث لا تلقي لها حكومة الاحتلال بالاً ولا تقيم لها وزناً فجودة الهواء وتحديد مصادر تلوثه ولا سيما في المناطق الصناعية والمحاجر الإسرائيلية في المستوطنات القريبة من التجمعات السكنية الفلسطينية بلا رقابة.
كما أن إسرائيل تواصل دفن الكثير من المخلفات الصناعية والصحية في الأراضي الفلسطينية وتواصل هدم المنازل وتجريف الأراضي واقتلاع الأشجار وبناء الجدران التي عزلت الكثير من مقومات الجياة البرية الحيوانية والنباتية خلف الجدار العنصري بصورة ألحقت الضرر بتوازن البيئة الفلسطينية.
وجراء مواصلة الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة زادت نسب التلوث في المياه مع منع إدخال مواد المعالجة الصحية ونتيجة لتضرر البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي وتكدس أطنان الإسمنت وما نجم عنها من غبار وأتربة جراء الاعتداءات والعدوان والحروب التي تشنها دولة الاحتلال على سكان قطاع غزة. واستخدام الرش بالمبيدات من خلال الطائرات على حدود القطاع والذي تحمل رذاذه الرياح إلى منازل ومزارع الغزيين بحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان.
هذا ولا زال مفاعل ديمونة النووي الإسرائيلي أكبر المخاطر التي تهدد حياة السكان في المنطقة والبيئة الجغرافية على امتداد عدة دول. خاصةً وأنه لا يخضع لرقابة دولية وتنكر إسرائيل عملها في السلاح النووي، وكانت القناة العبرية العاشرة بثت مادة إعلامية في العام 2015 أكدت فيها أصابه المئات من عمال المفاعل ومحيطه بالسرطان. فوجود مفاعل نووي في مساحة جغرافية صغيرة كفلسطين بحد ذاته خطر مرعب على البيئة والحياة البشرية، عدا عن رصد مؤسسات تنموية وحقوقية وإعلامية لقيام سلطات الاحتلال بدفن مستوعبات غريبة وبحراسة مشددة في مناطق جنوب الخليل وجرى ربط الأمر بارتفاع مؤشرات الإصابة بالسرطان في تلك المناطق.
وهنا فإننا في مؤسسة لجان العمل الصحي كمؤسسة صحية تنموية حقوقية ننظر بعين الخطورة للواقع البيئي في فلسطين جراء سياسات الاحتلال بحق البيئة الفلسطينية ومكوناتها ونطالب بالتدخل السريع والعاجل لوقف هذه الانتهاكات التي تهدد حياة الفلسطينيين ومستقبلهم وكل مقومات حياتهم الطبيعية بالاستفادة من شعار منظمة الصحة العالمية لهذا العام "كوكبنا، صحتنا".