رام الله/PNN- رغم الهدوء الأمني الذي ساد الأراضي الفلسطينية المحتلة في الأيام الأخيرة، عقب سلسلة العمليات الفدائية، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية تبدي قلقا حذرا من توجهات الأيام القادمة، مع العلم أن القناعة السائدة لديهم أن التفاهم ما زال قائما بأن أي هجوم أكثر فتكا قد يزيد مرة أخرى من عتبة التوتر والتهديدات.
ورغم بعض الاستقرار الأمني في الأيام الأخيرة، فإن حالة التأهب القصوى، التي شملت تعزيزات لقوات الاحتلال في الضفة الغربية وخط التماس والقطاعات الأخرى، سيتم الحفاظ عليها في المستقبل القريب، ويرجع ذلك إلى التهديدات الأمنية التي ما زالت قائمة، وعلى خلفية شهر رمضان للمسلمين، وعيد الفصح لدى اليهود الذي يقترب مع مرور الوقت.
وذكر تال ليف رام الضابط الإسرائيلي السابق ذكر في تقريره بصحيفة معاريف أن "المؤسسة العسكرية، ورغم أنها مرتاحة نسبيا لتوجهات الأيام الأخيرة، فإنه لا يزال من المفهوم أن أي هجوم فلسطيني آخر يمكن أن يزيد مرة أخرى من مستوى التوتر والتهديدات، لاسيما مع إمكانية تنفيذ المزيد من عمليات الطعن بالسكاكين والدعس بالسيارات وإطلاق النار، الأمر الذي سيزيد من عمليات البحث عن منفذين محتملين لعمليات فدائية قادمة".
وأضاف أن "جيش الاحتلال يركز جهوده في هذه المرحلة بشكل رئيسي على القنوات الاستخبارية، خشية وقوع المزيد من عمليات إطلاق النار الأخرى، سواء باتجاه المستوطنات أو مواقع الجيش الإسرائيلي، حيث تعتبر المناطق الواقعة بين طولكرم وجنين، الأكثر نشاطًا من حيث التهديدات الأمنية في الأيام الأخيرة، ويسعى النشاط العملياتي للجيش والمخابرات لمنع اندلاع المزيد من تنفيذ العمليات، وزيادة التواجد في الشرايين المرورية، وخط التماس في المؤسسة العسكرية".
ويزداد النشاط الاستخباري الإسرائيلي كلما انقضت المزيد من أيام شهر رمضان، وبالتزامن مع ذلك يزداد التركيز الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم الهدوء الذي ساده في الأشهر الأخيرة، فإن حالة التأهب القصوى تجاهه سوف تستمر، خاصة في جوانب الاستخبارات ونظام الدفاع الجوي.
في الوقت الحالي، تعتبر أجهزة أمن الاحتلال أن الاحتجاجات التي يقوم بها الفلسطينيون عند باب العامود في البلدة القديمة بالقدس، أكبر تهديد أمني يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني في المنطقة، لكنها قد تحتاج إلى فهم أن كل حادث يتكون من مكونات فرعية متفجرة، صحيح أن ما يسميها الجيش عملية "كاسر الأمواج" قد تجلب الهدوء لبضعة أيام، لكن السؤال هو عن ما يجب أن تفعله حكومة الاحتلال لصالح ترتيب أمني وسياسي يجلب هدوءًا أكثر قليلا.
مع العلم أن المطالب الإسرائيلية متزايدة إزاء ضرورة أن يعترف مسؤولو الأمن الإسرائيلي بأن الجولة الأخيرة من الهجمات الفردية كانت بمثابة فشل عملياتي، وذروة العاصفة التي فاحت منها رائحة الدم، في ضوء رغبة المقاومة الفلسطينية بالسعي جاهدة لتنفيذ المزيد من الهجمات المسلحة.
في المقابل، ورغم ما تبذله أجهزة أمن الاحتلال من أجل إحباط نوايا المقاومة وتهديداتها، فإنها تقوم بذلك دون جدوى، في ضوء تصاعد معدلات الغضب والتحريض السائدة في الشارع الفلسطيني بسبب تفاقم الاستفزازات الإسرائيلية، وهي كلها بمثابة عبوات ناسفة معقدة توشك أن تنفجر في أي لحظة.