تل ابيب/PNN-قالت صحيفة هآرتس العبرية، اليوم الثلاثاء، إن زيادة “ضحايا/ شهداء” العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في الضفة الغربية وخاصة في جنين، قد يؤدي إلى رد فعل من قطاع غزة بإطلاق صواريخ خاصة من حركة الجهاد الإسلامي.
وبحسب الصحيفة، فإن المزيد من الاحتكاك مع الفلسطينيين في الضفة عبر العمليات المستمرة في جنين، قد يقرب إسرائيل من هذا السيناريو، خاصة مع تسارع وتيرة الأحداث وسقوط مزيد من الشهداء الذين بلغ عددهم 5 في أقل من 48 ساعة.
ويتوقع الجيش الإسرائيلي أن عملياته في جنين ستستمر لمنع محاولة تنفيذ هجمات جديدة على غرار الأخيرة التي نفذت من قبل سكانها، في حين تشير التقديرات لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية إلى أن النشاط في جنين يتطلب سلوكًا أقل عدوانية خاصة لما يمثله مخيمها كرمز للمقاومة الفلسطينية، وللمجموعات المسلحة خاصة التابعة للجهاد وكتائب الأقصى مصلحة في الاشتباك مع القوات العسكرية بطريقة تذكر بمعركة السور الواقي قبل 20 عامًا. كما ورد في الصحيفة.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن السلطة الفلسطينية تعاني من مشكلة بسط السيطرة على مناطق شمال الضفة وخاصة مخيمات اللاجئين في جنين ونابلس، وتواجه قواتها الأمنية صعوبات في العمل هناك خوفًا من مواجهة المجموعات المسلحة.
ولفتت إلى أن الجيش الإسرائيلي استأنف نشاطاته لأول مرة في جنين منذ 6 أشهر، وتوسعت العمليات منذ ذلك الجين، حتى ظهرت أسماء لأشخاص ضالعين في التخطيط لهجمات، بعد أن خلقت العمليات الأخيرة والتي نفذت بشكل فردي، حالة من الإحباط لدى الأمن الإسرائيلي من عدم وجود أهداف يمكن مهاجمتها، لكن اغتيال عناصر خلية من الجهاد (شهداء عرابة)، خلق “عنوان جديد للجيش والشاباك للرد على هذه العمليات”.
وتقول الصحيفة: “تتعلق المشكلة المحتملة بعواقب الخسائر في الأرواح لدى الجانب الفلسطيني، والتي يكاد الجمهور الإسرائيلي يجهلها .. مقتل مزيد من العناصر المسلحة في جنين يعزز روح المقاومة ويوسع دائرة الانتقام”، مشيرةً إلى هذا الأمر دفع بوزير الجيش بيني غانتس إلى الإيعاز بالتركيز على إحباط الهجمات وعدم الانجرار إلى عمليات استعراضية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد الأجواء دون داعٍ.
ورجحت الصحيفة أن استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في جنين قد يؤدي إلى عملية واسعة في المدينة وحولها، لكن المؤسسة العسكرية تفضل أن يكون ذلك بعد انتهاء شهر رمضان، لكن من المحتمل أن يؤدي استمرار الاشتباكات إلى تسريع تنفيذها.
ولفتت “هآرتس” إلى أن إسرائيل تراقب بقلق ساحة القدس في ظل الهدوء النسبي الحالي، وساحة قطاع غزة والتي كانت في الماضي ترد منها حركة الجهاد الإسلامي بإطلاق الصواريخ على اغتيال عناصرها في الضفة، لكن في الوقت الحالي يبدو أن حماس تمارس ضغوطًا شديدةً على الجهاد للامتناع عن الانضمام إلى التصعيد الحالي بالضفة، وكثيرًا ما يتحدث يحيى السنوار زعيم حماس بغزة، مع الأمين العام للجهاد زياد النخالة المتواجد في بيروت.
وتقول الصحيفة: “ومع ذلك، فإن زيادة عدد الضحايا في الضفة الغربية، فمن المحتمل أن تجد حماس صعوبة في اتباع سياسة احتواء الجهاد الإسلامي الذي قد يسمح لعناصره بإطلاق الصواريخ”.
وفي السياق، تبنى المستوى السياسي الإسرائيلي توصية من الجي والشاباك بعدم منع العمال الفلسطينيين من الضفة وغزة عدا جنين، من الدخول للعمل في إسرائيل، باعتبار أن منعهم سيؤدي إلى موجة أخرى من الهجمات.