القدس المحتلة/PNN- أكد المحلل السياسي راسم عبيدات، أن تهديدات جماعات “الهيكل” المزعوم بإدخال قرابين “الفصح” العبري، سيشعل فتيل الموجهات مع الاحتلال في العاصمة المحتلة، ليحولها إلى هبة شعبية شاملة سرعان ما ستدخل على خطوطها قوى المقاومة من قطاع غزة وغيره.
وقال عبيدات “إنه بات واضحًا أن الجمعيات التلمودية تستعد للقيام بأوسع عمليات اقتحام للأقصى مساء الجمعة في الـ15 من شهر رمضان، وسيعملون من أجل إدخال قرابين فصحهم إلى الأقصى، إلى جانب الجوائز المالية لتي ستُمنح لمن يستطيع إدخالها”.
وأوضح أن عملية إدخال القرابين تأتي بضوء أخضر من المستوى السياسي “الإسرائيلي”، خاصة رئيس حكومة الاحتلال نفتالي بينت القادم من “الصهيونية” الدينية، وكذلك بموافقة قائد شرطة الاحتلال ووزير الأمن الداخلي.
وأشار إلى أن هذا يندرج في إطار سعيهم لتفجير الأوضاع من بوابة الأقصى، حيث سمعنا الكثير من التصريحات والمقابلات الإعلامية من قبل كل المستويات الأمنية والسياسية والعسكرية “الإسرائيلية” التي تحذر من مخاطر التصعيد في شهر رمضان المبارك قبل حلوله بأكثر من شهر.
وفي إطار التهويل والتضخيم للتصعيد المحتمل المبيت في هذا الشهر الفضيل، قال عبيدات إنه تم عقد لقاءات ما بين قادة الاحتلال والعديد من الأطراف العربية المنخرطة في حلف التطبيع العربي بقديمه وحديثه مع دولة الاحتلال، وكذلك تم تبادل الزيارات لهذا الغرض وكانت “الأم” لدولة الاحتلال والراعية لهذا الحلف والشريكة لدولة الاحتلال، أمريكا، طرفًا في تلك اللقاءات والمشاورات التنسيقية.
وأضاف: “ندرك عمق الأزمة التي تعيشها حكومة الاحتلال والتي ازدادت بعد استقالة رئيسة الائتلاف لحكومة “التغيير” عيديت سيلمان من منصبها، والتي عمّقت من جراح حكومة بينت وقربتها من السقوط، ولتأتي العمليات الفلسطينية الأربع في الداخل المحتل لتجعل مستقبل تلك الحكومة في مهب الرياح”.
لذلك، هذه الحكومة التي تعمل لمنع انهيارها وسقوطها، قد تجد من قضية التصعيد في القدس والأقصى واحدة من المداخل لتفجير الوضع وتصدير أزمتها الداخلية والهروب إلى الأمام، بحسب عبيدات، ولربما تعتقد بأن الانشغال العالمي في الأزمة الأوكرانية وسعي أمريكا للعودة إلى الاتفاق النووي مع طهران واعتراضها على ذلك سيوفر لها الفرصة لهذا التصعيد وتحميل المسؤولية للفلسطينيين بالتعاون والشراكة مع عربان حلف التطبيع العربي، في ظل ما يشاع عن اتفاق عربي رسمي عن إلغاء الاعتكاف في الأقصى.
ولفت إلى أن السعي لإدخال قرابين “الفصح” إلى الأقصى، والمؤشرات التي تقول إن شرطة الاحتلال قد تسمح بذبحها على بوابات الأقصى وليس إدخالها للباحات، قد يضعنا أمام توفير المحفز لتفجير الوضع على نحو شامل يمتد لهيبه من القدس إلى كل مساحة فلسطين التاريخية، وبما يعني دخول المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة على خط الدفاع عن القدس والأقصى لنكون أمام معركة “سيف القدس 2″ على نحو أشمل وأوسع من معركة “سيف القدس 1″، والتي قد تتدحرج إلى حرب إقليمية محدودة.
وأوضح أن عوامل التفجير قائمة وصواعقها كثيرة وفي مقدمتها الأقصى والقدس، وما يجري من شن حرب شاملة على شعبنا ومقاومتنا في الضفة الغربية باسم عملية “كاسر الأمواج” والمترافقة مع عمليات “جز العشب” من أجل القيام بتفكيك البنى التنظيمية للفصائل وتجريدها من السلاح واغتيال المقاومين، والاعتقالات الوقائية بحق الشبان الفلسطينيين والأسرى المحررين.
وتوقّع عبيدات بأن إدخال القرابين سيشعل فتيل الموجهات ليحولها إلى هبة شعبية شاملة سرعان ما ستدخل على خطوطها قوى المقاومة من القطاع وغيره، وسيفرض وقائع جديدة تقسم الأقصى مكانياً وتغير من واقعه الديني والتاريخي والقانوني، كما سيحول الصراع إلى ديني يستدعي تدخلًا دوليًا وإقليميًا وعربيًا رسميًا، يوفر للمحتل مكاناً في الأقصى، وبما يعني أن هذا المسجد والمكان الديني الخاص بالمسلمين دون غيرهم من اتباع الديانات الأخرى، قد فقد مكانته كمكان مقدس إسلامي، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي الشريف، ولذلك يجب الحذر من نقل الصراع من طابعه الوجودي الوطني إلى صراع ديني.