بيت لحم /PNN/ نجيب فراج – "كان اول يوم بعد اعتقال والدي من قبل قوات الاحتلال صعبا للغاية حينما تحلقنا على مائدة الافطار بدونه فافتقدناه"، هذا ما قالته الشاب كيان ثائر مزهربعد اعتقال والدها.
وكانت قوة عسكرية اسرائيلية قد اغارت على منزل ثائر مزهر فجرامس الاول في مخيم الدهيشة وفجرت مدخله الرئيس واطلقت قنابل الصوت لارهاب العائلة معظمهم من الاطفال ومن ثم جرى اعتقال الاب البالغ من العمر 48 عاما لتحوله الى سجن عوفر حيث اتصل بعائلته وابلغهم ان قوات الاحتلال سوف تعقد له محكمة للنظر في توقيفه يوم الاحد القادم رغم ان ضابط المخابرات ابلغه نيته بتحويله الى الاعتقال الاداري. حكاية معاناة لا تنتهي
ولثائر حكاية طويلة مع الاحتلال حيث اعتقل والده المناضل حلمي مزهر في بداية السبعينات من القرن الماضي حيث لم يكن قد جاء الى الحياة بعد ومن ثم جرى ابعاده الى المنفى ومكث في الاردن لاكثر من ثلاثة عقود الى ان عاد مع افواج العائدين مع بداية مجيء السلطة الفلسطينية في منتصف تسعينات القرن الماضي وقد حملت والدته به وبشقيقه الاصغر ياسر عندما كانت تزور والده في منفاه بالاردن، وترعرع ثائر بعيدا عن والده الى ان عاد الى ارض الوطن وكان حينها قد تجاوز الثلاثين عاما من عمره.
وتعرض ثائر وبقية اشقائه الاربعة الى اعتقالات متلاحقه من قبل قوات الاحتلال وكانت والدتهم تقسم وقتها ما بين زيارة المعتقلات والذهاب الى الاردن الى زوجها حلمي الذي توفي قبل نحو العامين في ارض الوطن. استشهاد النجل والحفيد
وشكلت حادثة استشهاد نجل ثائر الشهيد الطفل اركان البالغ من العمر "15 عاما" فجر الثالث والعشرين من تموز من عام 2018 مفصلا في حياته التي قلبتها راسا على عقب فقد تلفى ثائر نبا استهاد طفله وهو في مكان عمله بمدينة بئر السبع حيث كان يبيت هناك من اجل ان يوفر لقمة عيش كريمة لبناته الست ونجليه اركان وغسان الذي لم يكن ليتجاوز عمره العامين في تلك اللحظة فتلقى نبا ان يعود الى المنزل وقيل له عبر الهاتف ان اركان اصيب برصاصه ووضعه جيد ولا تخشى عليه ليصل الى البيت في ساعات الصباح الاولى ويجد حشودا من المواطنين قد تجمعوا حول منزله المتواضع ليدرك ان اركان قد ارتقى برصاص الاحتلال حيث اصيب برصاصة قاتلة في صدره وقد نقل الى المشتفى وهو فارق للحياة، ويقول ثائر ان استشهاد اركان قد قسم ظهره فهو صحيح طفل ولكنه بصفات رجولية كان لي السند في كل شيء ورغم انه في مرحلة الدراسة الاعدادية كان يعاونني في ما اطلبه، وكان يشعر بعبء المهمة في تربية اشقائه وشقيقاته فكان حريصا على كل شيء وعلى ان يكون معينا لي ولوالدته، وكان اركان بالمرصاد في معاونة الناس بالشارع فحينما يشاهد كهلا او امراة يسارع في مساعدتهما سواءا بقطعه للشارع او بحمل الاغراض ولهذا كان طفلا بعقلية رجل بكل ما تحمله الكلمة من معنى.
الاستشهاد ما قبله ليس كما بعده
و بعد استشهاد اركان ليس كما قبله كما يقول ثائر الذي لم يعد يذهب الى الورش الاسرائيلية للعمل فيها وفضل العمل محليا اولا لانه لن يحصل على تصريح كما كان مرفوضا امنيا وثانيا"لا اريد عملهم"فارتفع صوته اضعافا ضد الاحتلال سواءا من خلال مشاركته بكل المناسبات الوطنية وحرصه على المشاركة في جنازة الشهداء ويجلس في عزائهم طيلة الوقت ويقول هؤلاء ابنائي جميعهم، بل كان يتدخل حتى في ترتيب مسيرات الشهداء بمبادرته الشخصية ويتدخل في اي اشكالات ليصبح رجل اصلاح بامتياز كونه يتسم بصفات حارة وبحرص شديد على تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين لاصلاح ذات البين، كان ثائر يحمل مواقف واضح لمقاومة الاحتلال ورفض الاتفاقيات معه وظل يقول "هذا الاحتلال لا يريد السلام ولا ينفع معه المفاوضات وتجاربنا في ذلك واضحة واوضح من عين شمس اب".
استشهاد ابن شقيقه
وما زاد الطين بلة انه قد فقد ابن شقيقه الشهيد ساجد عبد الحكيم بعد استشهاد نجله بعدة اشهر برصاص الاحتلال الاسرائيلي وهو مسعف متطوع سقط.برصاص الاحتلال في المخيم اثناء تقديمه الاسعاف للجرحى.
بعد استشهاد نجله جائت قوة عسكرية الى البيت وعلى راسها احد ضباط المخابرات وتم اعتقاله ومكث قيد الاعتقال ثلاثة ايام هدده الضابط تهديدا مباشرا بضرورة "ان يخفض صوته" حسب تعبيره فرد ثائر عليكم ان تخفضوا صوت الحراب وازيز الرصاص ووقف قتل ابنائنا انكم تريدون قتلنا ومن ثم لا نسكت وحسب بل ننصاع لحرابكم القاتلة. ملاحقة اهالي الشهداء
وفجر امس الاول الاربعاء جائت قوات الاحتلال الى المنزل مرة اخرى واعتقلت ثائر بهذه الطريقة كونه والد شهيد يتألم على فراق ابنه حيث يذكر العديد من النشطاء عبر التواصل الاجتماعي بان قوات لاتكتفي بقتل الفتية والاطفال بل تستهدف ابائهم ايضا مستذكرين والد الشهيد رعد حازم من جنين الذين تلاحقه قوات الاحتلال لاعتقاله وما اعتقال ثائر والعديد من اباء الشهداء وفرض عقوبات عليهم كمنعهم من دخول مناطق الـ48 واحتجاز جثامين الشهداء الا دليل على ملاحقة اهالي الشهداء ايضا.
وتقول الشابة كيان الطالبة الجامعية ان جلوسنا على مائدة الافطار بدون والدنا امر مؤلم للغاية فالمائدة التي ينقصها اركان اصبحت اليوم ينقصها والدنا ايضا وان البيت اذا قلت انه يتالم فانني لا ابالغ ولكن كل املنا ان تكون فترة الغياب قصيرة وان ممارسات الاحتلال لن تخيفنا رغم انها تؤلمنا.