بيت لحم /PNN/ نجيب فراج -مر عقدين من الزمن على ابعاد 39 مناضلا فلسطينيا حوصروا على مدى اربعين يوما في ذاخل كنيسة المهد وكأنها ومضة عين بحسب عيسى قراقع الناشط ورئيس هيئة الاسرى المحررين السابق والذي تابع حدث حصار الكنيسة وما واكبه من احداث عنيفة ادت الى استشهاد تسعة شهداء من المحاصرين.
وقال قراقع"خرج المحاصرون جوعى ومنهكين ومتألمين على فراق احبتهم الشهداء والجرحى ولكنهم تحلوا بمعنويات عالية ورفعوا اشارة النصر ووزعوا الابتسامات الواثقة بان النصر سوف يكون حليف فلسطين هذه القضية العادلة بل اعدل قضية انسانية في العصر الحديث"
كان صبيحة العاشر من ايار عام 2002 يوما حزينا وقاسيا على بيت لحم وفلسطين عموما حينما جرى الاتفاق على انهاء حصار الكنيسة واخراج المئات من المحاصرين عبر بث حي ومباشر للمعمورة جمعاء وكيف ان نحو مائة منهم جرى تقييدهم ليتم بعدها اعلان الابعاد لنحو 26 ناشطا الى قطاع غزة و13 ناشطا الى اكثر من 12 دولة اوربية، وحينها كان الحديث يدور عن ابعاد مؤقت لثلاث سنوات بضمان من الاتحاد الاوروبي الا ان عشرين سنة مرت دون عودة المبعدين، باستثناء عبد الله داوود الذي عاد في كفن حيث استشهد في احد مشافي الجزائر العاصمة.
ويقول الناشط ابراهيم مسلم “حتى اللحظة لا امل في عودتهم، فمنهم من فقد اقارب له ومنهم من تزوج وانجب بعيدا عن احضان العائلة الكبيرة ومنهم من لم يشاهد افراد عائلته؛ ابنائه واخوته وهناك من كبر ابناؤه واعتقلوا لدى قوات الاحتلال كعائلة المبعد جمال ابو جلغيف الذي اعتقل ابنائه الثلاثة”.
المبعدون بالاسماء
والمبعدون الى قطاع غزة هم صامد مصطفى خليل، وياسين محمد الهريمي، وفهمي محمد كنعان وحاتم محمد حمود ومحمد نصري خليف وجواد احمد العبيات، ورائد جورج شطارة وجمال احمد ابو جلغيف، واياد عبد عدوي، وحسن عيسى علقم، وناجي محمد العبيات، ونادر محمد حميدة، وموسى احمد شعيبات، ومجدي عبد المعطي دعنا، وسامي عبد الفتاح سلهب، ورائد موسى العبيات، وسليمان محمد عبيد الله، وزيد محمود سالم، ورامي حسن شحادة، وعيسى عزات ابو عاهور، وسلطان محمود الهريمي وخالد سليمان صلاح، وفراس محمد عودة، ومؤيد فتحي جنازرة، وخالد حمد الله مناصرة، ومازن حسين.
اما المبعدون الى خارج الوطن حيث وزع ثلاثة منهم الى اسبانيا، و3 الى ايطاليا، و2 الى اليونان واخرين الى ايرلندا وواحد لكل من البرتغال وبلجيكا وقبرص وهم ابراهيم سالم العبيات، ابراهيم موسى العبيات، خليل محمد نواورة، وجهاد يوسف جعارة، ورامي كامل الكامل وممدوح احسان الورديان، واحمد عليان حمامرة، وخالد محمد ابو نجمة، ومحمد سعيد سالم، ومحمد فوزي مهنا، وعنان محمد طبنجا، وعزيز خليل العبيات، اضافة الى الشهيد عبد الله داوود الذي ابعد اولا الى قبرص ومن ثم ذهب الى موريتانيا والجزائر.
ملابسات التفاوض
ولا يمكن ان يتذكر اي احد سواءا كان داخل الكنيسة او خارجها، وسواءا كان مسؤولا او مواطنا عاديا احداث الحصار الرهيب بحسب ما يصفه العديد من المتابعين دون ان يتذكر ملابسات المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي التي قادها في بداية الامر القيادي المعروف صلاح التعمري والذي رحل قبل اقل من شهر عن الحياة والذي كان في حينه يشغل نائبا في المجلس التشريعي ووزيرا للاستيطان بشان انهاء الحصار حيث كانت هذه المفاوضات صعبة للغاية ولربما يجمع العديد من المراقبين ان التعمري قد قادها بنجاح وكان بالفعل ندا للإسرائيليين حيث بلغ عدد اعضاء الوفد الاسرائيلي احد عشر وجميعهم من العسكريين والامنيين،
وقال صلاح التعمري في حينه”كان اعضاء الوفد الاسرائيلي احد عشر جالسين امامنا على طاولة المفاوضات في بيت لحم ومن جميع المستويات ولديهم قناعة بان الوفد المحلي الفلسطيني ليس سهلا وتجاربه اعطته الخبرة الكافية في التفاوض ونتائجه، كانوا مبهورين بالوفد وطروحاته ومقدرته على التفاوض،
كنا كوفد اكثر من ند للإسرائيليين، وقد قال لي رئيس الوفد الاسرائيلي لقد اهنتنا مرتين، فقلت نحن مضطرون للتفكير عنكم وعنا، وفدنا كان منسجما برؤية متقاربة وموقف منضبط في الثوابت”.
واشار التعمري الذي كان اسيرا في معسكر انصار بلبنان بعد اجتياحه من قبل الاسرائيليين مع الاف المقاتلين الفلسطينيين حيث كان يفاوض الاسرائيليين في مطالب الاسرى الى الثوابت وهي لا ابعاد خارج الوطن للمحاصرين و لا تسليم قائمة باسماء المحاصرين الا في التوقيت الذي نختاره نحن، وان اطلاق النار على المحاصرين يوقف التفاوض”. ولكن المفاجاة للتعمري ولاعضاء الوفد الفلسطيني كانت كما يقول دخول “رام الله على الخط اي فتح خط اخر للتفاوض من دون علم الوفد الاول الذي يراسه حتى رئيس الوفد الاسرائيلي لم يعلم عن دخول رام الله على الخط الا في الجلسة التي اخبرنا فيها ممثل المفاوضات الاسرائيلية في التفاوض بان دورنا قد انتهى وقد قال ايضا بانه هو الاخر قد تم تجاوزه وبالتالي قدم استقالته”.