رام الله/PNN/دشنت جامعة القدس، اليوم الأحد، "بوابة شيرين أبو عاقلة" في معهد الإعلام العصري التابع لها، تخليدا لذكراها، كما أطلقت منحة سنوية كاملة باسم الشهيدة، لإحدى الطالبات في تخصص الصحافة والإعلام.
جاء تدشين البوابة وإطلاق المنحة في حفل أقيم بمبنى تابع لمعهد الإعلام العصري، برام الله، بحضور عائلة الشهيدة وزملائها طاقم مكتب قناة الجزيرة في فلسطين، ومحافظ رام الله والبيرة ليلى غنام، والمتحدث الرسمي باسم الحكومة إبراهيم ملحم، ومدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك، وعضو لجنة المتابعة العربية في الـ48 طلب الصانع، ونقيب الصحفيين ناصر أبو بكر.
وأكد رئيس الجامعة عماد أبو كشك ضرورة العمل المشترك محليا ومع كل الأحرار في العالم، لمحاسبة الاحتلال على جريمة اغتيال أبو عاقلة، أمام محكمة الجنايات الدولية، باعتبارها "جريمة مكتملة الأركان بشهادة خبراء القانون الدولي، وكل جرائمه بحق شعبنا أمام المحافل الدولية".
وقال أبو كشك إن أبو عاقلة "ساهمت بتشكيل وعي الشباب الذي يشكل أكثر من 75% من الشعب الفلسطيني، وباتت جزءا من هويته".
وأضاف: نلتقي اليوم لتدشين بوابة شهيدة الكلمة والحقيقة، التي استشهدت وهي تؤدي واجبها المهني، والتي أحبها كل أبناء شعبنا ومتابعو فضائية الجزيرة في كافة أنحاء العالم العربي وكل أحرار العالم".
ووصف أبو كشك اغتيال شيرين بأنه "عملية اغتيال مفضوحة أمام أعين العالم أجمع في بث حي مباشر وهي تؤدي واجبها، وجريمة مروعة تتطلب إدانة دولية واسعة ومحاسبة جنائية دولية للاحتلال الإسرائيلي الهمجي المجرم".
ودعا أبو كشك المجتمع الدولي للكف عن الكيل بمكيالين تجاه جرائم التطهير العرقي والإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني أمام صمت المجتمع الدولي وتواطؤ الإدارات الأميركية المتعاقبة، بينما يتبنى خطاب القانون الدولي والأعراف الدولية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة في نزاعات أخرى.
من جهتها، حيت غنام "أولئك الواقفين خلف الكاميرات لتوثيق جرائم الاحتلال، وخاصة المصور مجدي بنورة الذي وثق جريمة اغتيال شيرين رغم الألم".
وقالت: المجتمع الدولي يتغنى بحرية الصحافة، لكنه يصبح تعبيرا فارغ المضمون حين يتعلق الأمر بالفلسطينيين.
ودعت غنام إلى إبقاء قضية أبو عاقلة قضية حية، من أجل محاسبة الاحتلال على هذه الجريمة، وغيرها من الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني.
بدوره، قال الدويك إن قرار جيش الاحتلال عدم فتح تحقيق بجريمة اغتيال أبو عاقلة يحمل عدة رسائل، منها الاعتراف الضمني بالجريمة، حيث لم تنف الحدث وإنما نفت القصد الجنائي، والخشية من أن يكشف التحقيق عن أن الجريمة هي سياسة مصادق عليها من أعلى المستويات.
وأشاد الدويك بجهود نقابة الصحفيين، داعيا إلى تشكيل "لجنة عدالة" لتنسيق الجهود وتفعيل كل المسارات القانونية لمحاسبة القتلة ووقف هذه الجرائم.
من جهته، قال أبو بكر إن نقابة الصحفيين بدأت، منذ الساعات الأولى لاغتيال أبو عاقلة، بإجراءات قانونية لملاحقة قاتليها، بالتعاون مع النيابة العامة.
وكشف أبو بكر عن مؤتمر صحفي في لندن، من المقرر أن تعقده النقابة مع واحد من أشهر مكاتب المحاماة في العالم، سيعلن فيه عن تسليم ملف اغتيال أبو عاقلة، رسميا، لمحكمة الجنايات الدولية.
وقال: ندرس جميع الخيارات القانونية الأخرى لمحاسبة مرتكبي هذه الجريمة.
ولفت أبو بكر إلى أن النقابة أطلقت "مؤسسة شيرين أبو عاقلة الدولية لحماية الصحفيين، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للصحفيين".
ووصف المتحدث الرسمي باسم الحكومة شيرين أبو عاقلة بأنها "واحدة من الصحفيات اللواتي حفرن أسماءهن بعرقهن، وسجلن حضورا وافرا بمهنية عالية".
واستذكر مسيرة الراحلة وما كانت تتمتع به من مهنية عالية وحس وطني رفيع، حيث "كانت في رسائلها (الإخبارية) تسعى لإدانة القاتل قبل أن تمجد الضحية، وباستشهادها وجنازتها ترافعت عن كل ضحايا الاحتلال في فلسطين".
وأضاف: كانت شيرين صحفية وإنسانة استثنائية، لهذا جاء وداعها استثنائيا، وهي بإغفاءتها الأخيرة أحيت أمة، وأصبح الكون سرادق عزاء كبير برحيلها، وتحمل الناس لسع السياط ولم يسقط التابوت".
وأعرب مراسل الجزيرة سمير أبو شمالة، باسم زملائه وطاقم الجزيرة، عن تقديره لمبادرة جامعة القدس بإطلاق اسم شيرين على بوابة معهد الإعلام التابع للجامعة، أسوة بالعديد من المبادرات لتخليد ذكراها وحفظ إرثها ومواصلة رسالتها.
وقال إن الاحتلال باستهدافه الصحفيين، يسعى لطمس كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم.
من جهته، دعا أنطون أبو عاقلة، شقيق الشهيدة شيرين أبو عاقلة، "زملاءها الصحفيين لمواصلة العمل الشريف والمؤثر الذي دفعت شيرين حياتها ثمنا له".
وأضاف: باغتيالها أرادوا طمس الحقيقة، فقد كانت كلماتها أقوى من أسلحتهم، وتشييعها وضع أساسا جديدا للنضال الفلسطيني، معربا عن تقديره لمبادرة جامعة القدس، وكل المبادرات التي كرمت شقيقته، مؤكدا أن العائلة "ستسعى بكل طاقتها لمحاسبة المجرمين".