بيت لحم / PNN / اظهرت مواقف الحكومة الاسرائيلية حقيقة كونها حكومة تتجه نحو اليمين المتطرف من خلال اصرارها على تنظيم مسيرة الاعلام الاسرائيلية .
واظهرت المواقف الصادرة عن الحكومة الإسرائيلية الحالية انها أصبحت أكثر وأكثر تطرفا في طريقة تعاملها مع الوضع الفلسطيني حيث اشارت مواقفها من مسيرة الأعلام هذا العام ستكون فرصة لقادة و وزراة الحكومة لإظهار قوتها تجاه السكان الفلسطينيين للظهور بمظهر الحريص على دولة اسرائيل وسيادتها في اطار تنافسها مع المعارضة برئاسة بنيامين نتنياهو الذي يسعى للعودة لرئاسة الحكومة
الحكومة التي يتراسها نفتالي بانيت وتتشكل من خليط من الاحزاب المختلفة تناست شروط الائتلاف وتتصرف كانها حكومة يمين كما انها تتجاهل كافة الجهود والوساطات لضمان عدم حدوث اي تصعيد وتدهور بالوضع الامني والسياسي نتيجة مسيرة الاعلام الاسرائيلية في القدس والمقررة الاحد المقبل حيث تجاهلت الحكومة مطالب امريكية و وساطات عربية ودولية لتغيير مسارها لتجنب اي تصعيد محتمل والتي كان اخرها طلب مسؤولين امريكيين اسرائيل باعادة النظر بمسار المسيرة وفق ما نقلته صحيفة يديعوت احرنوت الإسرائيلية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، اليوم الجمعة، ان إسرائيل رفضت طلب الولايات المتحدة تغيير مسار مسيرة الأعلام المقررة بعد غد الأحد.
وقالت القناة 13 العبرية إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رفضت طلباً تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية لها، بشأن تغيير مسار مسيرة الأعلام المقررة بعد غد الأحد في مؤشر واضح على سعي هذه الحكومة للتصعيد وانصياعها لليمين المتطرف مما دفع الامريكيين السفارة الأمريكية في إسرائيل الى اتخاذ قرار بمنع مسؤولي الحكومة الأمريكية والدبلوماسيين وعائلاتهم من زيارة البلدة القديمة بالقدس ابتداءً من مساء يوم الخميس وحتى يوم الاثنين القادم، بسبب إقامة "مسيرة الأعلام" يوم الأحد القادم.
الجهود لمنع التصعيد نتيجة مسيرة الاعلام لم تقتصر على الطلب الامريكي حيث قالت صحيفة يسرائيل هيوم انه و في أعقاب التهديدات التي أطلقها حزب الله، ومنظمات فلسطينية، تجري الآن عدة دول بينها مصر والامم المتحدة وقطر اتصالات مع اسرائيل لمنع التصعيد.
الاتجاه نحو تصعيد الاوضاع واصرار الحكومة التي يرأسها نفتالي بانيت يثبته ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت التي قالت في تقرير لها الخميس ان قادة مؤسسة الأمن يستعدون لمسيرة الأعلام يوم الأحد المقبل بتأهب عالي لاحتمال التصعيد.
وقالت الصحيفة ان جميع الهيئات الامنية الاسرائيلية وعلى راسها الشاباك والجيش والشرطة أوصت بأن تجري المسيرة كما هو مخطط حاليا وعدم الاستجابة لاي وساطات لتغيير مسارها والذي يتضمن المرور بباب العمود، وحذروا أن التراجع عنها سيفسر على أنه ضعف إسرائيلي.
وبحسب الصحيفة قال مسؤول أمني رفيع خلال مناقشات انه إذا قادت حماس ردا يفجر الوضع، فيجب أن يكون الرد "حاداً" - كما بدا رئيس الوزراء بينيت حازمًا في تلك المناقشات وقال: لا مجال لتغيير مسار المسيرة ويجب الحفاظ على السيادة الاسرائيلية.
وكنوع من ترجمة هذه المواقف السياسية التي تعكس حقيقة تطرف الحكومة الاسرائيلية وتحالفها مع المستوطنين واصرار على التنظيم للمسيرة اعلن المتحدث باسم شرطة الاحتلال ان مسيرة الأعلام ستقام كما هو الحال في كل عام منذ سنوات من مركز مدينة القدس إلى حائط البراق عبر أبواب البلدة القديمة وأزقتها
وقال سيعمل أكثر من 2000 شرطي قبل وخلال مسيرة الأعلام يرافقهم الالاف من الراد الجيش، للحفاظ على الهدوء قدر الإمكان، ومنع حوادث الاحتكاك والعنف
مشددا على الشرطة جاهزة ومستعدة لمسيرة الأعلام بكافة الوسائل التكنولوجية، بالإضافة إلى أفراد الشرطة العلنيين والسريين، وسوف تتعامل بشكل حازم وصارم لمواجهة أي محاولة لانتهاك النظام والقانون.
وعلى الطرف الاخر من القصة يؤكد الفلسطينيون على ان اصرار حكومة احتلال على تنظيم هذه المسيرة دليل واضح على سعيها للتصعيد وجر المنطقة لدوامة من العنف.
وفي هذا الاطار قال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، إنه جراء استمرار التحدي والاستفزاز الإسرائيليين، وإصراره على القيام بما يسمى "مسيرة الأعلام" يدعو الفلسطينيون والعرب ليتوحدوا، لمواجهة هذه الاعتداءات المتواصلة من قبل الاحتلال ومتطرفيه المزعزعة للاستقرار.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية أن ما تسمى "مسيرة الأعلام" في البلدة القديمة من مدينة القدس تؤكد إذعان الحكومة الإسرائيلية للمتطرفين لليهود، داعيا هذه الحكومة للتراجع عن مثل هذه الاستفزازات التي لا تقود سوى إلى التوتر والعنف.
وحمل المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الذي سيؤدي إلى تفجير الأوضاع ودعا المجتمع الدولي، والإدارة الأميركية على وجه التحديد باتخاذ موقف واضح وصريح من هذه الاستفزازات الإسرائيلية.
التوجه لامكانية تصعيد الاوضاع وانفجارها يعكسه تاكيد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة خلال مؤتمر صحفي عقد ليلة الخميس من ان كل الخيارات مفتوحة للتصدي لجرائم الاحتلال.
وحملت الفصائل في مؤتمرها حكومة اسرائيل تبعات ما سيجري بسبب تنفيذ هذه الاعتداءات وحذرت حكومة نفتالي بانيت من ارتكاب أي حماقة بالسماح عبر تنظيم مسيرة الأعلام مؤكدة أن هذا المُخطط سيكون بمثابة برميل بارود سينفجر ويُشعل المنطقة بأكملها.
اسرائيل التي تسير نحو التصعيد بقرار واضح من القادة السياسيين والامنيين فيها اعلنت الاستنفار في اوساط الشرطة والجيش من اجل مسيرة الاعلام الاسرائيلية يوم الاحد المقبل تقوم في الايام الاخيرة بملاحقة اي فلسطيني يقوم برفع فلسطين سواء في مدينة القدس او الضفة الغربية حيث شاهد الجميع كيف قام الجيش الاسرائيلي بالسماح للمستوطنين وافراد من الجيش بازالة الاعلام الفلسطينية في شارع بلدة حوارة قرب نابلس والاعتداء على الشبان الفلسطينيين الذين حاولوا منع الاسرائيليين من ازالة الاعلام من شارع في وسط بلدة فلسطينية في مؤشر لمستوى العنف والتطرف نحو اليمين الذي تمثله هذه الحكومة واستهدافها للرموز الفلسطينية السيادية والدينية وهو ما سيقود لا محالة لموجة من التصعيد اذا لم يتم تدارك القرارات اليمينية المتطرفة والسؤال الاهم حاليا ومع اقتراب زيارة الرئيس الامريكي جو بايدن الى المنطقة اذا ما كانت هذه الحكومة الاسرائيلية راغبة و قادرة على تغيير الوضع السياسي ام انها امتداد للحكومات اليمينية التي سبقتها وتراهن فقط على استمرار الاستيطان