رام الله/PNN/نظمت عوائل الشهداء المحتجزة جثامينهم والحملة الشعبية لاستعادة جثامين الشهداء الفلسطينيين من ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام، مساء اليوم السبت، وقفة جماهيرية في مدينة رام الله مطالبين باستعادة الجثامين.
وشارك المئات من أبناء شعبنا الفلسطيني بالوقفة على دوار المنارة وسط مدينة رام الله، وسط هتافات مطالبة بالتحرك لاستعادة جثامين الشهداء.
وأكد المشاركون على ضرورة إنهاء هذا الملف بتحرير جثامينهم، والتأكيد على دور المقاومة في تحريرهم وتحرير الأسرى جميعا.
وأتبع الوقفة مسيرة حاشدة جابت شوارع مدينة رام الله، تخللها هتافات داعمة للمقاومة ولقائد كتائب القسام محمد الضيف، ورافضة لنهج المفاوضات والاستسلام، إلى جانب تمجيد الشهداء ونضالات شعبنا المقاوم.
وقالت فاطمة منصور، عمة الشهيد المحتجز جثمانه محمود احميدان من بدّو شمال غرب القدس، إن هذه الحملة ليست بالجديدة، لكنها حملة قديمة متجددة باستراتيجيات قانونية وإعلامية وسياسية جديدة.
وأشارت منصور إلى أن عوائل الشهداء اليوم تقاتل بكل ما أوتيت من قوة وعلى كافة المستويات من أجل استعادة جثامين أبنائهم الشهداء وإيوائهم ودفنهم في مقابر عوائلهم في قبور معلومة لأهاليهم.
وأوضحت أنه عوائل الشهداء أدركوا أنهم أمام صمت رسمي ومؤسساتي وأهلي رهيب، واستنتجوا أن خير من يقود هذه الحملة هم عوائل الشهداء أنفسهم، في ظل هذا الصمت المطبق والتقصير الرسمي الفلسطيني من أجل استعادة جثامين أبنائهم.
وبيّنت منصور أن هذه القضية تتطلب من الكل الفلسطيني أن يتحرك بشكل فعلي وقوي؛ من أجل تفعيل هذه القضية في كافة المحافل الدولية والمحلية، وأن يأخذ كل شخص دوره في هذه القضية دون تقصير.
ونوهت إلى أن الحملة أطلقت حملات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، وانطلقت من وسم "بدنا ولادنا"، حيث أن هذه العائلات والأمهات تتمنى أن ترى أبناءها وتضمهم وتعرف أماكن دفن جثامينهم.
ومنذ تشرين أول عام 2015، يحتجز الاحتلال الإسرائيلي جثامين 105 شهداء في الثلاجات، إلى جانب 256 شهيدًا في مقابر الأرقام، من بينهم 9 أطفال و3 شهيدات و8 أسرى أمضوا سنوات مختلفة في سجون الاحتلال، أقدمهم الشهيد أنيس دولة المحتجز جثمانه منذ عام 1980.
ويرفض الاحتلال إعطاء معلومات عن أماكن احتجاز أغلب الجثامين، ويستغلها لسرقة أعضائها واستخدامها في معالجة مرضى إسرائيليين.
وأقر الاحتلال الإسرائيلي في ديسمبر 2021، سياسة عدم تسليم جثامين منفذي العمليات الفدائية بغض النظر عن نتائج العملية أو عن الانتماء الفصائلي للشهيد.
واحتجاز جثامين الشهداء هي سياسة لقهر العائلات الفلسطينية إذ تسحب قوات الاحتلال جثامين الشهداء أو الأسرى الذين يستشهدون داخل السجون وتحتفظ بهم داخل الثلاجات أو فيما يعرف بـ"مقابر الأرقام"، وترفض تسليمهم لذويهم لتشييعهم ودفنهم.
وجدد الكل الفلسطيني وفي مقدمتهم عوائل الشهداء، قبل نحو اسبوعين، إطلاق حملة وطنية تحت عنوان "بدنا أولادنا"؛ للمطالبة بالإفراج عن جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال.