مسافر يطا|PNN- أجرى جيش الاحتلال الإسرائيلي، يومي الجمعة والسبت الماضيين، واليوم الأحد، إحصاء في منطقة مَسافر يطّا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة، ما زاد مخاوف السكّان الفلسطينيين، وبخاصّة أن منطقتهم مهدّدة بالتهجير والترحيل من قِبل سلطات الاحتلال، بالإضافة إلى أن هذه الخطوة تأتي في وقت دمّر مستوطنون غرفا وخياما زراعية.
وفي الرابع من الشهر الماضي، رفضت المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس المحتلة، التماسا مقدما من أهالي 12 تجمعا سكنيا في مسافر يطا، ضد قرار الاحتلال إعلانها مناطق "إطلاق نار"، ما يعني هدمها وتهجير ما يقارب 4 آلاف فلسطينيّ.
ونقلت وكالة "الأناضول" للأنباء عن رئيس مجلس محلي مَسافر يطّا، خالد يونس، القول إنّ جيش الاحتلال نفذ مساء الجمعة ونهاري السبت والأحد، مداهمات لتجمعات فلسطينية مهددة بالترحيل وقام بإحصاء السكان.
وأضاف أن جنود الاحتلال سألوا عن سكان تلك البيوت، وصوّروا بطاقات هوياتهم، بذريعة معرفة سكان هذه التجمعات.
وأوضح أن الإحصاء شمل تجمعات: "المجاز، والتبّان، والفَخيت، وجِنبا، وصفَيْ التحتا، وخلّة الضبع"، وجميعها ضمن منطقة مستهدفة بالترحيل، بعد رفض المحكمة العليا الإسرائيلية، التماس السكان ضد تصنيفها منطقة إطلاق نار تابعة لجيش الاحتلال.
في السياق، نشرت منظمة "بتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، مقطع فيديو لجنود بجيش الاحتلال يقومون بتصوير هويات السكان وإحصائهم.
وقالت عبر حسابها في موقع "تويتر" إن "تعداد السكان" يأتي "في ما يبدو كتحضير لتهجير نحو 1000 من السكان الفلسطينيين في مسافر يطا".
وذكرت أن عناصر جيش الاحتلال "تجولوا بين منازل السكان وصوروا بطاقات هوياتهم واستفسروا حول من يسكن في كل منزل"، لافتة إلى أن إسرائيل تطبق منذ سنين طوال، سياسة "تهدف لدفع سكان هذه التجمعات إلى مغادرة منازلهم بغية الاستيلاء على أراضيها".
ووفق الأمم المتحدة، فإن "نحو 1,200 شخص، من بينهم 580 طفلًا، عرضة لخطر الإخلاء والتهجير الوشيك في تلك التجمعات.
وفي السياق، هدم مستوطنون، الأحد، غرفا زراعية وخياما يستخدمها مزارعون فلسطينيون خلال موسم فلاحتهم لأراضيهم.
وقال منسق لجان الحماية المحلية، فؤاد العمور، إن المستوطنين قاموا "بتدمير غرف وخيام زراعية لعائلة الشواهين التي بنوها خلال الأشهر المنصرمة".
كما أخطرت قوات الاحتلال، الأحد، بوقف العمل والباء لمنزل في منطقة ارفاعية شرق يطا جنوب الخليل.
وقال منسق للجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل، راتب الجبور، إن "قوات الاحتلال أخطرت المواطن محمود محمد العمور في منطقة ارفاعية بوقف العمل والبناء بمنزله ومخازن على مساحة أكثر من 180 متر مربع، بحجة البناء بدون ترخيص في المنطقة المصنفة (ج)".
وتعرّضت تلك التجمعات في أكثر من مرة لعمليات هدم وتهجير من قِبل الاحتلال، ففي عام 1966 هاجمت قوات الاحتلال جنوب الضفة الغربية، وبلدة السموع، وقرى مسافر يطا، وهدمت جزءا كبيرا من تلك التجمعات ومنها قرية "جنبا".
وفي العام 1981 أصدر الاحتلال أمرا عسكريا بإغلاق تلك المناطق، وإعلانها منطقة إطلاق نار، وشرع في تنفيذ سلسلة من الاعتداءات على الأهالي، كان أعنفها في 17 رمضان 1985 عندما قام بهدم عدد كبير من منازل المواطنين في تلك التجمعات، وفي صبيحة عيد الفطر من العام ذاته، أعاد الاحتلال هجومه على جنبا، وبئر الغوانمة، والمركز، والفخيت، وهدَم ما تبقى منها للمرة الثانية.
وتكرر الأمر عام 1999، عندما شن الاحتلال حملة تهجير قسري لأهالي تلك التجمعات، وأغلق المنطقة بالكامل ونقل بقوة السلاح الأهالي وقطعان الماشية خاصتهم بحافلات، وأبعدهم عن قراهم، إلى منطقة نائية تقع بين قرية "الكرمل والتوانة"، وهدم تلك التجمعات للمرة الثالثة.