بيت لحم/PNN- في خطوة نالت إشادة كبيرة، أعلن تطبيق "تيك توك" أنه سيضيف خاصية جديدة تهدف لتقليل مدة الوقت الذي يقضيه المستخدمين.
وبينما تعمل المواقع والتطبيقات بشتى الطرق، لإبقاء المستخدم لأطول فترة ممكنة على صفحاتها، لأن زيادة مدة الاستخدام تعني زيادة المعلنين، أعلن "تيك توك" أنه سيحارب هذه الظاهرة.
وانتشر تطبيق "تيك توك" بشكل كبير في الأعوام الماضية، ويحفز شكل التطبيق وطريقة التصفح فيه لإبقاء المستخدم لساعات طويلة، مما زاحم أكبر التطبيقات مثل إنستغرام وسنابشات.
وأعلن تطبيق "تيك توك" عن إضافة ميزة جديدة تساعد المستخدمين على التقليل من الوقت الذي يمضونه يوميا في تصفح منصته.
وأوضح القائمون على التطبيق أن الميزة الجديدة التي ستتوفر خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ستساعد المستخدمين على التحكم بالوقت الذي يمضونه في تصفح التطبيق، عبر إرسال إشعارات وتحذيرات في حال قضوا وقتا طويلا في استعمال المنصة.
فإذا كنت لا ترغب في قضاء أكثر من 10 أو 20 أو 30 أو 40 أو 50 دقيقة على "تيك توك" في كل مرة، يمكنك أن تطلب من التطبيق إخبارك عندما تكون قد قضيت هذا الوقت.
علاوة على تثبيت "تيك توك" لوحة تحكم جديدة لوقت الشاشة، تتيح لك معرفة المدة التي تقضيها على التطبيق بالضبط كل أسبوع، حيث يمكنك من خلال لوحة التحكم الجديدة تقسيم الوقت الخاص بك نهارا وليلا، وهو أمر مفيد إذا كنت تبحث عن تقليل وقت الشاشة قبل النوم.
ويمكنك أن تطلب من "تيك توك" مراجعة لوحة التحكم الخاصة بك كل أسبوع، حتى لا تصبح مهمة روتينية أخرى يسهل نسيانها.
وعن إطلاق "تيك توك" تلك الميزة، يقول خبير وسائل التواصل الاجتماعي محمد الحارثي، إن تلك الخطوة جاءت استجابة للانتقادات التي تتعرض لها جميع وسائل التواصل الاجتماعي من قبل خبراء الصحة النفسية والعقلية حول العالم، ومجاراة لخطوات مماثلة اتخذتها شركات تكنولوجية أخرى على نفس المنوال مثل "إنستغرام" لجذب ثقة المستخدمين.
ويشرح خبير وسائل التواصل الاجتماعي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية": "الميزة جاءت استجابة لتحذير الخبراء من أن قضاء وقت أطول على وسائل التواصل الاجتماعي على الشاشات مرتبط بسلسلة من مشاكل الصحة النفسية".
الخبير يشير إلى تحليل أجرته مؤسسة "غلوبال ويب إندكس" البحثية في لندن، لبيانات من 45 من أكبر دول العالم في "أسواق الإنترنت" عام 2019، توصلت منه إلى أن الوقت الذي يقضيه المستخدمون على منصات التواصل الاجتماعي على مستوى العالم ارتفع بنحو 60 بالمئة في المتوسط على مدى السنوات السبع الأخيرة، حيث كرس كل شخص لمواقع التواصل الاجتماعي أو تطبيقاتها من 90 دقيقة يوميا عام 2012 إلى 143 دقيقة في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2019.
كان حسب الدراسة فإن الأشخاص الذين يقضون وقتا أطول في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هم أقل سعادة، وإن الاستخدام المفرط لهذه التقنية يمكن أن يورث مشاكل، قد تصل في بعض الحالات إلى الاكتئاب وعمل حوادث بل وحتى الموت.
وفي وقت سابق، كان تطبيق "إنستغرام" قد أطلق ميزة مماثلة، تدعى "خذ استراحة"، للهدف نفسه وهو حماية المستخدمين من الإفراط في استعمال الإنترنت ومساعدتهم على معرفة الوقت الذي يمضونه يوميا على تطبيقاتها.
ويرى الخبراء في شركة "تيك توك" أن الميزة الجديدة "ستكوّن وعيا أفضل عن العادات الرقمية الإيجابية"، وستساعد "في دعم الرفاهية الرقمية لمجتمعنا أثناء إنشائهم واكتشافهم على منصتنا".
وحسب مدونة أطلقها الموقع الرسمي لـ"تيك توك" على الإنترنت: "في تيك توك نعتقد بأن تجاربنا الرقمية يجب أن تجلب لنا الفرح والترفيه والتواصل والإثراء.. إن وجود علاقة إيجابية مع الأجهزة والتطبيقات الرقمية لا يقتصر فقط على قياس وقت الشاشة، بل يتعلق أيضًا بالشعور بالتحكم في كيفية استخدامنا للتكنولوجيا، والتأكد من أن الوقت الذي نقضيه على الإنترنت يسهم بشكل إيجابي في إحساسنا بالرفاهية".
ويتوقع خبير وسائل التواصل الاجتماعي في حديثه لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تلك الخطوة "المهمة" ستزيد من ثقة المستخدمين في التطبيق، وربما ترفع من تصنيفاته وسط التطبيقات الأخرى المتنافسة على الجمهور.