القدس/PNN/لا تنفك سياسة سلطات الاحتلال الإسرائيلي في تهويد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة على مبدأ التقسيم الزماني والمكاني من خلال إقامة وتنفيذ مخططات استيطانية بمليارات الشواقل فضلاً عن الاقتحامات المتكررة، إذ تسعى تلك السلطات إلى إقامة حزام استيطاني حول الأقصى تحديدًا من الجهة الشرقية والجنوبية، في محاولة لتطويقه من جميع الجهات وصولاً للسيطرة عليه.
مراقبين مقدسيين، حذروا، من محاولة "إسرائيل" تمرير هذا المشروع المخطط له سلفًا من الحاخامات المتطرفين الذين يسعون لتحقيق وجود يهودي دائم ومباشر في القدس، كون التداعيات على تمريره ستكون كبيرة قد تصل لاندلاع حرب حقيقية في القدس والأراضي الفلسطينية.
خطر كبير
ويعتقد رئيس مركز القدس الدولي، حسن خاطر، أن محاولة سلطات الاحتلال الإسرائيلي بناء حزام استيطاني بمحيط المسجد الأقصى، يأتي في إطار سياسة التهويد "الإسرائيلية" من أجل السيطرة على المدينة المقدسة والأقصى والبلدة القديمة.
وقال خاطر، في تصريح له على لمصادر محلية إن "السلطات الإسرائيلية تهدف من وراء بناء حزام استيطاني جديد من أجل إقامة الحدائق التوراتية ذات الطابع التاريخي والديني عبر اقتطاع مساحات من الأراضي، عزل المسجد الأقصى من الجهة الشرقية والجنوبية".
وأضاف رئيس المركز، أن سلطات الاحتلال تباشر بتجريف المناطق المحيطة من الأقصى لا سيما القريبة من المقبرة اليوسفية، كما تشرف منظمة "العاد" الاستيطانية على بناء مدينة "داود" جنوب المسجد وهي معزولة عن المقدسيين، مؤكدًا أن إقامة مثل هذه المشاريع ستشكل خطرًا جديدًا يضاف إلى الاخطار الموجودة على الأقصى.
وشدّد خاطر، على أن تمرير المشاريع الاستيطانية سيكون لها تداعيات تصل لحرب حقيقية في المدينة المقدسة والأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أن قوات الاحتلال صادرت أكثر من 89 مركزًا وعقارًا فلسطينيًا في البلدة القديمة، وتابع: إن "تطبيع الدول العربية مع تل ابيب خلال السنوات الأخيرة الماضية شجع الاحتلال في المضي على سياسات التهويد والجرائم التي يرتكبها بحق المقدسات والأهالي وممتلكاتهم".
وبيّن خاطر، أن المطلوب أكثر من أي وقت مضى موقف جاد من علماء المسلمين اتجاه ما يحصل من اعتداءات "إسرائيلية" في القدس والمشاركة في معركة الأقصى والقدس قبل فوات الأوان.
تفريغ المقدسيين
من جهته، قال رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي في شرقي القدس المحتلة بسام بحر، في تصريح صحفي، أمس، إن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى إقامة حزام استيطاني حول المسجد الأقصى المبارك، وتفريغه من المقدسيين لتنفيذ مخططها في السيطرة عليه".
وبحسب بحر، فإن سلطات الاحتلال لديه مخططات يعتزم تنفيذها بشأن المسجد الأقصى، عبر اقتطاع مساحة خمس دونمات من الجزء الشرقي للمسجد بمنطقة باب الرحمة ومحيطها، والاستيلاء عليه لتخصيصه لأداء طقوس المستوطنين التلمودية.
وأكد أن الهجمة "الإسرائيلية" على المدينة المقدسة لم تتوقف، لكنها تصاعدت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، نتيجة غياب محاسبة الاحتلال على جرائمه.
وشدّد بحر، على أن الرادع الوحيد للاحتلال هو الشعب الفلسطيني بكافة أمكان تواجده والمقاومة بمختلف أشكالها، وتابع بالقول: إن "المقدسيين استطاعوا أن يفشلوا كل محاولات الاحتلال في التقسيم المكاني والزماني في ساحات المسجد الأٌقصى، وسينجحون هذه المرة في إفشال كل مخططات".
ودعا إلى ضرورة التواجد الفلسطيني المستمر والرباط داخل المسجد الأقصى وخاصة في الجزء الشرقي منه، دفاعًا عنه من اقتحامات المستوطنين واعتداءات قوات الاحتلال.