نابلس/PNN/تلال وجبال ومساحات خلابة على مداد البصر، تلك هي قرية جالود جنوب نابلس التي ينهشها الاستيطان وحول الاحتلال مئات الدونمات من أراضيها لمستوطنات سياحية.
في الجزء الجنوبي من القرية، وعلى تلة ترتفع 850 متراً عن سطح البحر، تجثم مستوطنة "احيا" في منطقة تعرف بالرؤوس الطوال.
وتعمل الجمعيات الاستيطانية على تسويق إعلانات سياحية لجذب المستوطنين، والترويج لمشاهد مصورة لمنتجعات أقيمت على أراضي المواطنين المسلوبة.
ومؤخراً صادر الاحتلال 150 دونماً جنوب قرية جالود لتوسيع مستوطنة "أحيا" ووضع كرفانات تمهيداً لإقامة مناطق استيطانية جديدة.
وبات المستوطنون على بعد عشرات الأمتار من منازل المواطنين، وخاصة عائلة عباد المكونة من 11 أسرة يعانون بشكل كبير من الاستيطان واعتداءات المستوطنين.
*حرق وتنكيل*
وقال رئيس مجلس قروي جالود عبد الله حج محمد، إن القرية تشهد اعتداءات يومية من المستوطنين وعمليات استيلاء على الأراضي، وحرق المزروعات والسيارات والاعتداء على المنازل والمدرسة في المنطقة الجنوبية من البلدة.
وأشار حج محمد إلى أن المستوطنين أحرقوا مؤخراً السهل الشرقي في الخلة الوسطى واعتدوا على الفلاحين في المنطقة.
وشدد رئيس المجلس القروي على أهمية شق طرق لأراضي المواطنين المهددة بالاستيطان، وتزويدها بالمياه لتمكين أصحابها من الوصول إليها والصمود فيها.
وتبلغ مساحة قرية جالود الكلية 20 ألف دونم، صادر الاحتلال أكثر من 85 في المائة منها على فترات متفاوتة.
وتعد من أكثر القرى المتضررة من الزحف الاستيطاني في الضفة الغربية تقريباً، على الرغم من أن أراضيها تتميز عن القرى والمناطق الأخرى بأنها مسجلة وموثقة بالسجلات (الطابو) أيام الحكمين العثماني والإنكليزي بأسماء أصحابها.
ويعمل الاحتلال للسيطرة على قمم الجبال الممتدة من جنوب نابلس وصولاً إلى مشارف مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، نظراً للموقع الاستراتيجي المهم لتلك المنطقة، بهدف فصل شمال الضفة الغربية عن وسطها، وتحويلها إلى "كانتونات" منعزلة، في وقت ترتبط المستوطنات والبؤر الاستيطانية بشبكة من الطرقات على حساب الأراضي الفلسطينية.