بقلم : سري القدوة
آن الأوان لإنشاء دولة فلسطين المستقلة وتحديد طبيعتها والموعد الذي يفترض أن تقوم فيه، ويجب ان تنجح الجهود الدولية والعربية المستمرة منذ سنوات لإنهاء الصراع القائم في المنطقة ولا بد من التوقف الفوري عن اقامة المستوطنات الغير شرعية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والإفراج عن الأسرى وإعادة المبعدين الفلسطينيين، وعودة قوات الاحتلال إلى حدود 28 سبتمبر/أيلول 2000، وتنفيذ عملية انتشار إسرائيلية ثالثة في الضفة لإعادة الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين تمهيدا لتحديد ملامح المرحلة المقبلة ومن أهمها الاعتراف بحدود الدولة الفلسطينية ومدى الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية ومصير القدس واللاجئين الفلسطينيين.
ممارسات الاحتلال في القدس وسياسة تهويد المدينة المقدسة لا يمكن ان تصنع سلاما فالقدس بتاريخها وحضارتها تخضع للاحتلال الاسرائيلي ولا سلام دون القدس العاصمة الابدية للدولة الفلسطينية والسلام الحقيقي هو سلام الشجعان ولغة السلام هي منح الشعب الفلسطيني حقه لإقامة دولته وتقرير مصيره على أراضيه وضمان حق عودة اللاجئين بعيداً عن إرهاب حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
ويبقى السبيل الوحيد لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو «حل الدولتين» الذي يضمن قيام دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة وقابلة للحياة، على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية ودائما كان موقف الاردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، له مداخلاته وتداعياته الايجابية على صعيد دعم القضية الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه العادلة والمشروعة والحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى المبارك.
الأردن مستمر في بذل كل الجهود لحماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والشعب الفلسطيني دائما يثمن موقف الاردن في دعم الحقوق الفلسطينية وقضايا النضال العادلة، ويبذل الأردن كل الجهود الممكنة من اجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه التاريخية وتقوم المملكة بجهود دبلوماسية كبيرة وتفعيل الاتصالات المستمرة وخاصة مع الجانب الأميركي والدول العربية وتعمل على أن تتصدر القضية الفلسطينية جدول أعمال زيارة الرئيس جو بايدن للمنطقة في الشهر المقبل من اجل ضمان اطلاق عملية السلام وتحديد اولويات العمل السياسي من اجل العمل على انهاء الصراع العربي الاسرائيلي ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
وتبقى مصداقية الرئيس الامريكي جو بايدن وإدارته على المحك حيث يتطلب العمل المشترك من اجل اعادة احياء عملية السلام وانهاء الجمود السياسي الذي استمر لسنوات طويلة وكذلك العمل معا كشركاء في محاربة الإرهاب وخاصة في ظل استمرار حكومة التطرف الاسرائيلية ومواصلة القتل والمطاردة للفلسطينيين وملاحقتهم حيث تمارس حكومة الاحتلال الإرهاب المنظم بحق شعب أعزل لا يمتلك أدنى مقومات التوازن العسكري أو التكنولوجي في حرب غير متكافئة أصلاً معلنة من الطرف الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
استمرار حكومة الاحتلال بتنفيذ مخطط الحرب على الشعب الفلسطيني يدفع بالمنطقة إلى الدمار الحتمي ويعيق فرص التقدم باتجاه خلق جبهة سلام فلسطينية عربية قوية ومتينة تحفظ الأمن والهدوء بالمنطقة ولا يعزز أدنى شروط التفاوض حول الوضع النهائي وطبيعة المرحلة المقبلة ولذلك لا بد من تحديد اولويات التحرك العربي القادم لضمان انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية من خلال الدور التاريخي والمهم الذي تقوم به الدبلوماسية الاردنية وسعيها لإحياء عملية السلام ضمن رؤية عربية واضحة وبعيدا عن أي التفاف عن الحقوق الفلسطينية التاريخية والمشروعة والاستحقاقات التي يقرها المجتمع الدولي.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية