باريس/PNN- اختتم وفد دولة فلسطين برئاسة وزير التربية والتعليم أ.د مروان عورتاني، وبمشاركة رئيس وفد فلسطين الدائم لدى "اليونسكو" السفير منير أنسطاس، وأمين عام اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم رئيس المجلس التنفيذي لمنظمة "الإيسيسكو" د. دوّاس دوّاس، وبحضور مديرة مكتب اليونسكو لدى فلسطين نهى بوازير، ومدير عام مركز إبداع المعلم، عضو اللجنة الاستشارية للقمة رفعت الصباح، مشاركته في أعمال القمة التحضيرية لقمة تحويل التعليم 2022، وذلك في مقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في العاصمة الفرنسية باريس.
وهدفت هذه القمة التحضير للقمة العالمية التي سُتعقد في نيويورك، التي جاءت بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة، بالتعاون مع "اليونسكو"، كما استهدفت توظيف المناقشات المتطورة حول تحويل التعليم، ووضع محتوى أولي للقمة المنعقدة في أيلول القادم، وتوليد زخم أكبر في الفترة التي تسبقها وإنشاء رؤية مشتركة وإجراءات مقترحة لها.
وفي كلمته الرئيسة بالقمة؛ تناول عورتاني المحاور الخمسة التي وضعتها الأمم المتحدة لأجندة تحويل التعليم والتي سيتم تناولها في القمة العالمية لتحويل التعليم، مبيناً أن جميع تلك المحاور هي مكونات أصيلة لأجندة الإصلاح البنيوي التي أطلقتها الوزارة منذ أكثر من عامين، وتشتمل المحاور الخمسة على الموضوعات الآتية؛ مركزية المهارات الحياتية والتنشئة السوية في مختلف المراحل العمرية، والالتزام بجعل المدارس والجامعات آمنة، والارتقاء بمكانة المعلم ومكانة مهنته السامية، والتحول الرقمي بمختلف مضامينه، أما المحور الخامس فهو التمويل الوطني المستدام للتعليم.
وقدم عورتاني عرضا تأشيرياً على الإنجازات التي حققتها فلسطين في كل محور ومنظورها المستقبلي لكل واحد من تلك المحاور، متطرقاً للمشاورات الوطنية التي أطلقتها الوزارة طبقا للمعايير التي حددتها الأمم المتحدة، من أجل بلورة ورقة فلسطين للقمة العالمية في أيلول. كما أقترح نقاطاً إضافية تجدر إضافتها لوثائق القمة وأهمها الدور الحيوي الذي ينبغي أن يتبوأه الطلبة والشباب أنفسهم في صياغة مفردات التحول ومواكبة تنفيذه والرقابة على مدى التزام الحكومات بها؛ مبدياً استعداده للمشاركة بالتجربة الفلسطينية الريادية في تطوير وإنفاذ أدوات منهجية فاعلة لتحقيق ذلك؛ أما الأمر الثاني؛ فيتعلق بأهمية قيام كل دولة بحشد شراكة وطنية جامعة تكون قادرة على إحداث الزخم والتوافق المجتمع اللازم لتسريع إحداث التحول المبتغى؛ وقد أشار الوزير إلى الدور المعطل والمعيق للاحتلال الإسرائيلي في تحقيق كل واحدة من المحاور الخمسة؛ فعلى سبيل المثال كيف يمكن للتحول الرقمي أن ينطلق في ظل القيود والكوابح التي يضعها الاحتلال سواء أمام انتشار الألياف الضوئية أو في الحصول على ترددات 3g في غزة و 4g أو 5 ج في الضفة؛ وكيف لنا أن نجعل مدارسنا فضاءات آمنة، والعديد منها يستهدف يومياً بالتنكيل والترويع والاعتداءات المسلحة بل بالهدم والاعتقال والقتل العمد. وقد طالب عورتاني بأن تتضمن الوثيقة إشارة واضحة للالتزامات كل الدول بعدم الاعتداء على مدارس أو طلبة دولة أخرى وجعل الإعلان العالمي حول المدارس الآمنة وثيقة ملزمة لكل الدول كأحد ملاحق الوثيقة التي ستصدر عن القمة العالمية. كما أشار عورتاني إلى التحديات التي تعيق التمويل الوطني للتعليم في الوقت الذي يسيطر فيه الاحتلال على مواردنا الطبيعية وعلى التجارة، ويقوم بالقرصنة الممنهجة لأموالنا، كما تقدم بمقترحات لإثراء الأجندة العالمية في ٣ مجالات أخرى وهي ضرورة توسعة أجندة التحول لتشمل إصلاح بنية النظام التعليمي وحوكمته ليكون قابلاً وقادراً على تحقيق الغايات السامية التي تحملها الأجندة؛ أما الثانية فهي الشروع بصياغة وثيقة إطار منهاج موحد لكل ساكني كوكبنا بما يخص العلوم البحتة والطبيعية وعلوم الأرض والبيئة والتكنولوجيا، تسمح بهامش ضروري للتوطين من جهة وتكون مدعومة بموارد معرفية مفتوحة من جهة أخرى؛ أما النقطة الثالثة فهي صياغة وثيقة إطار لمنهاج جديد يسمى "المواطنة الكواكبية"، ويغدو هذا المنهاج متطلباً للتخرج من المدرسة والجامعة على حد سواء.
فيما ناقش الوفد خلال أعمال القمة التحضيرية عدة بنود أهمها؛ حماية الحق الفلسطيني في التعليم، بالإضافة لمواجهة تهويد المناهج التعليمية الفلسطينية، والاتفاقية الدولية للاعتراف بمؤهلات التعليم العالي والثانوية العامة، وذلك ضمن أهداف منظمة "اليونسكو" التي اعتبرت هذه القمة فرصة لتجديد الالتزام السياسي الدولي بالتعليم، باعتباره منفعة عامة أساسية، وستعمل على حشد العمل والطموح والتضامن والحلول لتعويض خسائر التعلم المرتبطة بوباء كورونا، وإعادة تصور التعليم للمستقبل وإطلاق الجهود العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالتعليم بحلول عام 2030. بالإضافة لاستعراض الرؤية الفلسطينية حول المحاور الخمسة لقمة تحويل التعليم 2022 ذات الأولوية الوطنية الفلسطينية، والتي جاءت حصيلة المشاورات الوطنية التي أجرتها وزارة التربية بالتعاون مع مختلف الشركاء والخبراء والمختصين.
يذكر أن وفد دولة فلسطين كان قد عقد عدد من اللقاءات والاجتماعات على هامش القمة التحضيرية مع مساعد المدير العام لقطاع التعليم في "اليونسكو" ستيفاني جينيني، ومساعد المدير العام لأولويات أفريقيا والعلاقات الخارجية فيرمن ماتوكو، واجتماعاً مع البنك الدولي، ومع المجموعة العربية على مستوى السفراء لدى اليونسكو، والمديرين العامين لمنظمتي الإيسيسكو والالكسو ، وعدد من وزراء التربية، واجتماعات مع مؤسسات ومنظمات غير حكومية أخرى، كما تم استقبال الوفد على شرف استقبال رؤساء الوفود وسفراء الإيسيسكو والدول الأعضاء المشاركة.