رام الله/PNN- شهد شهر حزيران انخفاضاً في أعداد الانتهاكات المرتكبة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين، وبالرغم من هذا الانخفاض إلا أنه وللشهر الثاني على التوالي تشهد حالة الحريات الإعلامية تدهورا من حيث أنواع الاعتداءات على الصحفيين/ات وخطورتها، إذ أقدمت قوات الاحتلال على قتل الصحفية غفران وراسنة، وهي ثاني صحفية تُقتل خلال أقل من شهر بعد مقتل مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، ليرتفع عدد شهداء الصحافة الى 48 منذ سنة 2000.
ورصد مركز "مدى" خلال حزيران الماضي ما مجموعه 44 انتهاكاً ضد الحريات الإعلامية، مقارنة بما مجموعه 64 انتهاكا خلال شهر أيار الماضي. وتوزعت الانتهاكات على 26 ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي، في حين ارتكبت جهات فلسطينية 8 انتهاكات، وارتكبت وسائل التواصل الاجتماعي10 انتهاكات.
الانتهاكات الاسرائيلية:
انخفضت أعداد الانتهاكات الاسرائيلية المرتكبة ضد الحريات الإعلامية في فلسطين بنسبة 53%، حيث رصد مركز "مدى" ما مجموعه 26 انتهاكا مقارنة ب 49 ارتكبت خلال أيار الماضي. وبلغت نسبة الانتهاكات الاسرائيلية 59% من مجمل الانتهاكات المرتكبة خلال حزيران.
وكان أخطر الانتهاكات جريمة إعدام الصحفية غفران وراسنة أثناء توجهها لإذاعة دريم في الخليل في اليوم الأول لاستلام العمل.
وكما في أغلب الأشهر، احتلت الاعتداءات الجسدية نسبة كبيرة من أعداد الانتهاكات الاسرائيلية، إذ رصد مركز "مدى" 8 اعتداءات جسدية طالت كلا من مصور شبكة قدس معتصم سقف الحيط، مصور الوكالة الأوروبية عبد الحفيظ الهشلمون، كما اعتدى جنود الجيش جسديا برش غاز الفلفل بوجوه كلا من: مراسل شبكة قدس عبد الله بحش، مراسلة وكالة رويترز رنين صوافطة، ومصور وكالة رويترز عادل أبو نعمة، ومصور تلفزيون فلسطين أمير شاهين، مصور هيئة الجدار والاستيطان محمد حمدان، ومصور وكالة J-Media ليث جعار، ومنعتهم جميعا من التغطية.
واستهدفت قوات الاحتلال بالدفع والركل والشتم كلا من الصحفي مصعب شاور مراسل إذاعة الخليل وإذاعة السنابل، ساري جرادات مراسل شبكة قدس الإخبارية، مأمون وزوز ويعمل لدى عدة وكالات محلية ودولية، ويسري الجمل وموسى القواسمي مصوري رويترز، وعزمي بنات مراسل تلفزيون فلسطين لمنعهم من التغطية.
وتعرض الصحفي "بحش" للتهديد من قبل إحدى المجندات للرش بغاز الفلفل مجدداً إن استمر في تغطية الفعالية التي أقامها المواطنون على حاجز تياسير شرق طوباس ضد الاستيطان.
كما اعتقلت سلطات الاحتلال مراسل وكالة سند مصعب قفيشة وأفرجت عنه بعد أربعة أيام من الاعتقال.
يذكر أن سلطات الاحتلال الاسرائيلي جددت الاعتقال الإداري للصحفية بشرى الطويل مدة ثلاثة أشهر أخرى خلال شهر حزيران، وهي معتقلة منذ شهر آذار الماضي.
الانتهاكات الفلسطينية:
ارتفعت أعداد الانتهاكات الفلسطينية بشكل لافت خلال شهر حزيران الماضي مقارنة مع الشهر الذي سبقه. وبينما رصد مركز "مدى" اعتداءً فلسطينيا واحدا ضد الحريات الإعلامية خلال شهر أيار الماضي، ارتفع هذا العدد إلى ثماني اعتداءات خلال شهر حزيران بنسبة 18% من مجمل الانتهاكات المرتكبة.
إذ اعتدت قوات من الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأفراد من حركة الشبيبة الطلابية على مصور وكالة J-Media ليث جعار وحطمت كاميرته أثناء تغطية فعالية للكتلة الإسلامية أمام جامعة النجاح، ومنعته هو زميله محمود فوزي من التغطية. واختطفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مراسل ذات الوكالة الصحفي سامر خويرة واعتدت عليه بالضرب والشتم أثناء تواجده قرب مستشفى رفيديا، وهددته بالقتل.
واستدعى جهاز الأمن الوقائي في مدينة نابلس الصحفي سامي دار شامي وحقق معه وعذبه بطرق مختلفة، من بينها "الشبح" لساعة ونصف قبل أن يفرج عنه في ذات الليلة.