كولومبو/PNN- أعلن رانيل ويكريميسنغه القائم بأعمال رئيس سريلانكا حالة الطوارئ في البلاد، بحسب ما أفاد إشعار حكومي نشر في وقت متأخر أمس الأحد.
يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه إدارة ويكريميسنغه إلى تهدئة الاضطرابات الاجتماعية ومعالجة أزمة اقتصادية تعصف بالدولة الجزيرة.
وجاء في الإشعار أن "الأمر يقتضي القيام بذلك لصالح الأمن العام وحماية النظام العام والحفاظ على الإمدادات والخدمات الضرورية لحياة المجتمع".
وفي اليوم المئة من الحركة الاحتجاجية في سريلانكا، بات خليفة الرئيس غوتابايا راجاباكسا الذي أعلن استقالته، الخميس، بعدما فرّ من بلده الغارق بإحدى أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخه، في دائرة اهتمام المتظاهرين.
وكان راجاباكسا قد فرّ من القصر الرئاسي بعدما اقتحمه متظاهرون، الأسبوع الماضي، ثمّ أعلن تنحّيه الخميس.
ومنذ ثلاثة أشهر، تشهد الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، أعمال عنف ونقصًا حادًا في الوقود، وانقطاعًا للكهرباء ومعدلات تضخم قياسية. ويتهم المتظاهرون المسؤولين بتدمير البلاد.
ووحّدت الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود والكهرباء، الغالبية العرقية السنهالية البوذية وأقليات التاميل والمسلمين، والمجموعات العرقية التي يصعب التوفيق بينها، في كراهية راجاباكسا ومحيطه.
وبدأت حملة ”النضال“ المطالبة برحيل راجاباكسا، في التاسع من نيسان/أبريل. ونصب عشرات آلاف المتظاهرين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء البلاد، خيمًا أمام مقر الرئاسة في العاصمة كولومبو.
وكان من المفترض أن تستمر الحركة لمدة يومين، لكن المنظمين الذين فوجئوا باستجابة الحشود التي فاقت التوقعات، قرروا إبقاء الاعتصام إلى أجل غير مسمى.
وقالت المُدرّسة نيلو (26 عامًا) المتحدّرة من بلدة على الساحل الجنوبي لسريلانكا، لوكالة فرانس برس: ”عندما سمعت الأخبار وشاهدت ما يحصل هنا، قررت أن عليّ المجيء ومساعدة المتظاهرين“.
وأقامت نيلو، الشهر الماضي، في المخيم الذي أُقيم في كولومبو، وهي الآن من المتطوّعين العاملين على تقديم الطعام للمتظاهرين مساءً.
وأضافت نيلو التي فضّلت عدم كشف اسمها الكامل: "نحن بحاجة إلى تغيير ونحن التغيير".
وتابعت:"نريد أن يُمثّل رئيسنا البلد برمّته، لا أن يكون شخصًا ينهب من الشعب".
وبموجب دستور سريلانكا، تمّ تنصيب رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه، الخميس، رئيسًا بالإنابة للبلاد بعد استقالة راجاباكسا رسميًا.
وسيلتئم البرلمان، الأربعاء؛ لانتخاب خلف لراجاباكسا من بين النواب. وسيتولى الرئيس الجديد منصبه حتى تشرين الثاني/نوفمبر 2024.
لكن المتظاهرين يحتقرون الرئيس بالإنابة؛ باعتباره حليفًا للإخوة راجاباكسا الأربعة الذين تحكّموا بسريلانكا لسنوات، واقتحموا مكتبه الأربعاء، قبل الخروج منه ومن المباني العامة التي سبق أن اقتحموها.