بيت لحم/PNN- فقدت نتفليكس مجددًا مشتركين في الربع الثاني من العام الجاري، لكن بعدد أقل من المتوقع.
وتعول المجموعة العملاقة في مجال البث التدفقي على انتعاشٍ هذا الصيف يمنح الأمل للمستثمرين الذين يخشون سقوطًا حرًا للشبكة.
وأعلنت الشبكة أنها خسرت 970 ألف مشترك بين نهاية آذار/مارس ونهاية حزيران/يونيو، بدلًا من مليوني مشترك كانت تتوقع أن تفقدهم خلال هذه الفترة.
وأقر المؤسس المشارك لنتفليكس، ريد هاستينغز، بأنه "من غير السهل التحدث عن نجاح عندما نكون فقدنا مليون" مشترك.
وأضاف خلال مؤتمر عبر الهاتف "لكننا مستعدون جيدًا للعام المقبل".
وكانت نتفليكس التي تضم حاليًا 220,67 مليون مشترك في خدماتها المدفوعة في جميع أنحاء العالم، أعلنت عن نتائج مخيبة للأمل في الربع الأول تمثلت بفقدانها مشتركين للمرة الأولى منذ عقد.
وفي إشارة إلى أن النتائج التي نشرتها نتفليكس أمس الثلاثاء طمأنت السوق، ارتفع سعر سهمها بأكثر من 7% في التعاملات الإلكترونية بعد إغلاق بورصة نيويورك.
وأعلنت المجموعة التي تتخذ مقرًا لها في كاليفورنيا، أن إيراداتها بلغت 7,97 مليارات دولار للفترة من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو، وهي نتيجة أقل من التوقعات عزتها الشركة خصوصًا إلى سعر الصرف غير المواتي لها.
من ناحية أخرى، حققت نتفليكس أرباحًا صافية بلغت 1,44 مليار دولار، في نتيجة فاقت توقعاتها.
واعتبر المحلل روب إندرله أن هذا الأداء "يظهر أن نتفليكس لن توقف أنشطتها قريبًا"، مضيفًا "لقد كسبوا الوقت الذي يحتاجونه لوقف نزيف" المشتركين.
وتتوقع نتفليكس استعادة مليون مشترك في الربع الثالث من هذا العام، وبالتالي الوصول إلى 221,67 مليون مشترك يدفع بدلًا، ومع ذلك، لا يزال هذا الرقم أقل من ذلك المسجل نهاية عام 2021.
موقع ريادي مهدد
ولتحقيق ذلك، تعول المنصة على نجاح الموسم الرابع من سلسلة الخيال العلمي ومغامرات المراهقين "سترينغر ثينغز" التي اختُتمت أخيرًا، وكذلك على فيلم ”ذي غراي مان“ المعتزم طرحه قريبًا، من توقيع الأخوين روسو مخرجي فيلم "أفنجرز: إندغايم"، والذي يمكن أن يتحول إلى علامة تجارية مربحة في حال تحقيقه نجاحًا جماهيريًا.
وأشار مدير شركة "غلوبال داتا"، نيل سوندرز، إلى أنه "مع 1,3 مليار ساعة بث حققها الموسم الرابع من سترينغر ثينغز، فإن قدرة نتفليكس على إنتاج محتوى ناجح ليست موضع تساؤل".
وأضاف أن "نموذج نتفليكس ليس قادرًا حتمًا على تحقيق النمو في اقتصاد متغير ومجتمع استهلاكي".
وبعد سنوات من النمو المتسارع، وبعد استفادتها بقوة من فترات الحجر المنزلي خلال جائحة كوفيد-19، تشهد نتفليكس مسارًا تصحيحيًا تضخمه المنافسة التي أشبعت السوق في السنوات الأخيرة.
ويضاف إلى فقدان المشتركين، السياق الاقتصادي غير المواتي، من الحرب في أوكرانيا إلى التضخم مرورًا بالدولار القوي.
وعلق المحلل في "إي ماركتر"، روس بينيس، قائلًا: "تظل نتفليكس رائدة في مجال الفيديو بالبث التدفقي، لكن إذا لم تجد المزيد من الامتيازات التي يتردد صداها على نطاق واسع، فسوف تكافح في نهاية المطاف للبقاء في الصدارة".
شد الحزام
وفي الربع الأول، فقدت الخدمة 200 ألف مشترك في جميع أنحاء العالم مقارنة بنهاية عام 2021. وتسبب ذلك في انخفاض سعر أسهمها في البورصة بنسبة 25 %.
ثم أعلن رؤساء المنصة في نيسان/أبريل عزمهم تقديم صيغة اشتراك أرخص ولكن مع إعلانات، بعد سنوات من رفض هذا الحل.
وقال روس بينيس: "نظرًا للطلب القوي من العلامات التجارية، يُتوقع أن يزيد هذا المنتج من عائدات الشركة عن كل مستخدم، ولكن لا يوجد دليل على أن هذا الأمر سيبطئ إلغاء الاشتراكات أو يجذب عددًا كافيًا من المستهلكين الجدد".
وفي الأسبوع الماضي، أوضحت الشركة أن الاشتراك الجديد سيضاف إلى الخيارات الثلاثة المتاحة أساسًا ("أساسي" و"قياسي“ و"مميز")، وأرخصها يكلف عشرة دولارات شهريًا في الولايات المتحدة.
وتهدف نتفليكس إلى إطلاق الصيغة أوائل عام 2023.
وفي نيسان/أبريل، أشارت نتفليكس إلى أنها بصدد تشديد الخناق على مشاركة المعرفات وكلمات السر، وهي ممارسة تسمح لكثيرين بالوصول إلى محتوى النظام الأساسي من دون الدفع.
وأكد مدير العمليات، غريغ بيترز، أن هذا النظام "سيبدأ تطبيقه العام المقبل كما هو مخطط له".
وأدى التباطؤ في نمو المنصة إلى الاستغناء عن أكثر من 400 موظف خلال الربع الماضي، خصوصًا في الولايات المتحدة، لكن المجموعة لا تزال تواصل الاستثمار في إنتاج المحتوى، فقد أعلنت عن استحواذها على استوديو الرسوم المتحركة الأسترالي ”أنيمال لوجيك“ الذي يعمل فيه نحو 800 موظف.
المصدر: أ ف ب