الداخل المحتل/PNN- ادعى رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، اليوم الخميس، أنه لا يعلم بشكل واضح سبب الحادث المأساوي في جبل الجرمق، عندما لقي 45 شخصا حتفهم خلال احتفال ديني يهودي، في 30 نيسان/أبريل من العام الماضي، وكان يتولى حينها منصب رئيس الحكومة طوال 12 سنة متتالية.
وجاءت أقوال نتنياهو خلال إفادته أمام لجنة التحقيق الرسمية في الحادث المأساوي
. وقالت رئيسة لجنة التحقيق، القاضية دفورا برلينر، لنتنياهو إن "الكارثة كانت متوقعة منذ سنوات طويلة ولم يُعنى بذلك، وأنا أتحدث عن توجهات وُجهت إليك"، وأضافت "أنني أبحث عن شيء محدد كان بإمكانه منع الكارثة".
وأجاب نتنياهو أنه "بإمكانكم أن تقولوا ماذا كان بالإمكان فعله، ولا يزال من غير الواضح لي ماذا أدى إلى الكارثة. وأعلم فقط أن مسؤوليتي هي اتخاذ القرارات المطلوبة بموجب الأمور التي تُقدم إليّ".
إلا أن برلينر أكدت لنتنياهو أن المفتش العام السابق للشرطة، روني ألشيخ، حذر من مخاطر الأمان في موقع الاحتفال الديني في الجرمق، من خلال وثيقة قدمها إلى مكتب رئيس الحكومة، في العام 2016. وادعى نتنياهو أنه لم يطلع على هذه الوثيقة، وسأل: "لمن قُدمت في مكتب رئيس الحكومة؟".
وأضاف نتنياهو "أنني أقول الحقيقة، ولا أريد أن أنفي، لم أتناول موضوع الأمان. وتطرقت إلى الموضوع من الناحية الوبائية. ولو لم يكن هناك فيروس كورونا لما تدخلت في الموضوع".
وسألت برلينر نتنياهو حول وجوده في رئاسة الحكومة 12 عاما من دون معالجة المخاطر في الجرمق. وأجاب نتنياهو "أنني لا أوافق على هذه الفرضية". وادعى أنه "رئيس الحكومة الوحيد الذي اعتنى بالموضوع. وقمت بذلك لأنهك قدموا لي تقارير مراقب الدولة. والحكومات برئاستي هي الوحيدة التي فعلت شيئا في هذا الموضوع".
وأشارت برلينر إلى ملاحظات رئيس الحكومة على تقرير مراقبة الدولة، في العام 2011، حول وجود مخاطر شديدة بما يتعلق بالأمان في جبل الجرمق، لكن نتنياهو قال إن "هذه تسمى ملاحظات رئيس الحكومة، لكن يكتبها طاقم الموظفين الذي يرد على أسئلة. ولا توجد إمكانية فعلية أن يصل هذا إلى رئيس الحكومة. وهذا لم يتنامَ إلى علمي. وما تبلغت به هو تطبيق توصيات مراقب الدولة. ورئيس الحكومة لا يشارك في جميع المداولات لكن وضعوا ذلك أمامي كي يكون هناك مسؤول يعنى بأمور الأمان وغيرها".
وطلبت برلينر تعقيب نتنياهو على إفادة مساعد وزير الداخلية حينها، أرييه درعي، الذي قال فيها إنه مورست ضغوط على نتنياهو كي لا تكون قيود على الدخول إلى الجرمق. وقال نتنياهو إنه "لا أذكر وجوده في أي اجتماع. ربما هو يحصل على المعلومات من وسائل الإعلام. وكنت موضوعيا جدا، وأدرت الأمور بأعصاب باردة وليس استنادا إلى ضغوط".
وتأتي إفادة نتنياهو بعد استقالة قائد منطقة الشمال في الشرطة، شمعون لافي. وبرر لافي استقالته بتحمل المسؤولية عن الحادث المأساوي في الجرمق، لكن يرجح أنه أراد بذلك استباق عواقب رسالة تحذير ستصدر عن لجنة التحقيق.
ويأتي استدعاء نتنياهو للإدلاء بشهادته، بعد أن تحدث عدد من الشهود أمام لجنة التحقيق حول ضلوع نتنياهو بقرار عدم تقييد الدخول إلى مكان الاحتفال في الجرمق. وأدلى جميع السياسيين الذي كانوا ضالعين في اتخاذ القرار قبل الحادث، وبضمنهم وزراء وأعضاء كنيست، بشهاداتهم أمام لجنة التحقيق.