غزة- يرى الكثيرون ان موقف حركة المقاومة الاسلامية حماس في غزة خلال العدوان الاسرائيلي المستمر منذ يوم امس الجمعة يحمل متغييرات عديدة كونها لم تدخل حتى الان المواجهة المستمرة بين حركة الجهاد الاسلامي واسرائيل على الرغم من صدور تصريحات من من الجناح العسكري للحركة انها ستقوم بمحاسبة اسرائيل والانخراط في المواجهة الدائرة والتي ادت حتى الان الى استشهاد 12 مواطنا فلسطينيا بينهم اطفال ونساء.
ويرى محللون ان حركة حماس اصبحت تدرك اعباء الحكم وتحملها ولذلك هي لا تريد ان تاخذ القطاع الذي يعاني مواطنوه اوضاعا اقتصادية غاية في الصعوبة في ظل حصار مستمر منذ عشرين عاما واثقل هموم المواطنين الغزيين وحول حياتهم الى جحيم دون اسباب مقنعة للمجتمع الفلسطيني بشكل عام وللمجتمع الفلسطيني في قطاع غزة بشكل خاص لذلك لم تدخل الحركة المواجهة ولا يبدو انها تنوي دخولها حتى الان رغم اشتداد القصف الاسرائيلي وارتفاع اعداد الشهداء والجرحى في اليوم الثاني للمواجهة.
البعض يرى في موقف حركة حماس موقفا مسؤولا ومتقدما يشهد تغيرات عديدة اهمها انها كانت الرمح في اي مواجهة عسكرية في السنوات الاخيرة بحكم انها التي تسيطر على قطاع غزة وتملك القوة الاكبر والاكثر عددا وتسليحا بين فصائل المقاومة حيث انها ما زالت تفتح المجال امام الوساطات وتحاول اقناع حركة الجهاد الاسلامي بالقبول بالوساطة المصرية القطرية لاخراج القطاع من اي محاولات اسرائيلية لتدميره وتدمير ما تم ترميمه في السنوات الاخيرة لكنها في الوقت ذاته ما زالت تفتح الباب اما الفصائل الاصغير حجما كالجهاد الاسلامي وبعض الفصائل الاخرى مثل الجبهة الشعبية ولجان المقاومة الشعبية.
ويرى هذا الراي ان حركة حماس تدرك حجم الاعباء والضوطات الملقاة على عاتقها لا سيما انها تحاول التخفيف من اعباء الحكم عبر القبول بالتسهيلات الاسرائيلية لكنها في الوقت ذاته لا تريد الخروج او ان يتم اخراجها من محور ومعقل الفصائل المقاومة لذلك نشهد هذا الموقع المحير والمتحير المتغير للحركة في الميل للقبول بالتهدئة حتى الان.
كما ان هناك من يرى ويقول ان حركة حماس تدرك تمام ان اشتداد المعركة وحدوث دماء كبير وازدياد اعداد الشهداء سيكون ثقيلا لن تستطيع الحركة تحمله والاستمرار بالسكوت وبالتالي فهي تسعى للتوصل لاتفاق تهدئة او هدنة لان استمرار القصف الحالي وتوسع رقعته دون حماس سيكبدها خسائر عديدة اهمها رصيدها الجماهيري وهو ما لا تريده الحركة.
في المقابل هناك من يسعى للترويج لموقف حماس والاشارة الى انها تدرك اليوم انها الجهة المسؤولة عن قطاع غزة وتريد الظهور بمظهر المسؤول عن حياة المواطنين والحريصة عليهم وعلى ممتلكاتهم لذلك هي تسعى لوقف العدوان من خلال قبول الوساطات عدم الدخول بالحرب.
اما منتقدي الحكرة فقد يقولون ان حركة حماس لا تتخوف على المواطن الغزي بقدر ما تتخوف على علاقاتها السياسية والاقتصادية التي انجزتها منذ سنوات حيث انها ترتبط الان بعلاقات وطيدة وجيدة مع المصريين الذين لا يغلقون الابواب امام قياداتها بل على العكس فهناك علاقات افضل وهناك فرص لتطويرها كما ان حركة حماس لا تريد اليوم ان تفقد حاضنتها القطرية والتركية التي تسعى ايضا الى انهاء جولة القتال باسرع وقت وحال لم تستطع ذلك فان ذلك سيضعها امام فرص لخسارة هذه العلاقات مع هذه الدول التي تستثمر مع حماس سياسيا واقتصاديا وحال لم تستطع اثبات نفسها فانها يمكن ان تخسر هذه العلاقات وبالتالي فان الامر لا علاقة لها بحرصها على المواطن بقدر ما هو حرص على منجازات سياسية لها.
وسواء كان موقف حماس الحالي بالسعي لتجنب القتال نابع من محاولة ابعاد الجمهور الغزي عن ويلات الحرب وتجنيبه المزيد من هذه الويلات او سعيا للحفاظ على وجودها وسيطرتها وعلاقاتها التي انجزتها فان الجميع امام موقف جديد لحركة حماس هو عدم خوض الحروب بعدم مسؤولية مما يضع الحركة امام مرحلة جديدة في راي الكثيرين وهو الامر الذي يستدعي من حماس توضح موقفها وعدم الاستمرار بسياسة تعدد المواقف الامر الذي قد يساعدها مستقبلا على كسب مزيد من الداعمين لكنه قد يكون على حساب رصيدها الجماهيري وهو ما لا تريد خسارته ايضا.
والسؤال الاخر ايضا هل تسير حماس على خطى فتح ومنظمة التحرير التي ترعى هموم ومصالح المواطنين الفلسطينين منذ دخولها اتفاق اوسلو وهل هي سياسات تحميل المسؤولية لكبح جناح المقاومة الفلسطينية اسئلة كثيرة بحاجة لاجوبة يمكن ان تجيب عليها الحركة لا سيما حال استمرار المواجهة لفترة طويلة كما تهدد وتتحدث دولة الاحتلال . المقالات لا تعكس بالضرورة راي شبكة فلسطين الاخبارية PNN