في ظل حالة عدم اليقين والترهل الحاصل في الوضع الفلسطيني الحالي ومراوحة المكان أو ربما الضمور في غالبية المسارات الخاصة بالقضية الفلسطينية نجد أنفسنا كفلسطينيين أمام كم هائل من التراكمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تجمعت على مدار سبعة عقود من الصراع العربي الإسرائيلي لم نصل خلالها مع الأسف لغاية الآن إلى تحقيق إنجازات ترقى لأدنى طموحاتنا في مسيرتنا نحو الحرية والاستقلال وإقامة مجتمع مدني متحضر قادر على مواجهة تحديات الحياة
اعتقد أننا اليوم كفلسطينيين ساعين نحو تحقيق حريتنا واقامة دولتنا المستقلة يتوجب علينا نتوقف بجدية عند الواقع الموضوعي الذي نحياه لاسيما في ظل وجود إمكانية حقيقية لتحقيق ابداع في أدوات الصراع وصياغة مفاهيم جديدة يمكن لها أن تشكل أرضية صلبة تتفق عليها كافة التشكيلات الفلسطينية في الداخل والخارج
ان التغيرات الدراماتيكية الكبيرة الحاصلة في العالم اليوم والتغيرات في موازين القوى والعلاقات بين الدول من جهة التحالفات وتبدل المصالح وبين النضوج الشعبوي ودور مؤسسات المجتمع المدني خاصة النقابي والإعلامي من جهة أخرى يمكن أن يوحي بإمكانية الاستفادة منه في اتجاه وضع القضية الفلسطينية في مكانة متقدمة يمكن أن تشكل انطلاقة جديدة في العمل السياسي الفلسطيني من خلال تفعيل دور فلسطيني الخارج الذين لا يزالون متمسكين بهويتهم الوطنية والقومية
وما لذلك من انعكاسات جيدة على الوضع القانوني والسياسي لقضيتنا الفلسطينية
بالإضافة إلى ذلك تشكل مسألة النضوج الداخلي على المستوى القيادي والشعبي على ابتداع ادوات مختلفة أو على الأقل موازية للتحديات
التي نواجهها وهذا يلقي بالمسؤولية على عاتقنا جميعا كأبناء لهذا الشعب العربي الفلسطيني من أدنى مستويات العمل الميداني إلى أعلى مستويات العمل السياسي،،في إطار من الوعي والوحدة بين كافة الأطراف الفلسطينية وذلك لخدمة مشروعنا الوطني
لايقل أهمية عما سبق فإن تفعيل دور المرأة الفلسطينية على المستوى الوطني يعتبر ركيزة أساسية ومحور لا يستهان به في عملية البناء المعرفي والثقافي سياسيا واقتصاديا ومشاركتها في العملية التنموية والنضالية
ان الظروف الخاصة بنا كشعب فلسطيني في محيطنا الإقليمي والدولي وبرغم كل ما نعانيه من تحديات اعتقد انه بتناول اليد خلق حالة إبداعية فريدة ومختلفة تحقق لنا ولأجيالنا القادمة حياة كريمة تحكمها قيم الحرية والعدالة والكرامة