بقلم: سري القدوة
تلعب دول الاتحاد الاوروبي الدور الاكبر والاشمل في دعم عملية السلام وإعادة اطلاق مسيرة المفاوضات وإيجاد افاق سياسية جديدة في المنطقة العربية وخاصة بعد الجمود الكبير وتجمد أي تحرك يؤدى الى فرص لتقدم عملية التسوية العادلة وإنهاء الاحتلال الغاشم للأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف عمليات الاستيطان ومصادرة الاراضي والتهويد للقدس والمقدسات الاسلامية والمسحية واستمرار العدوان بحق ابناء الشعب الفلسطيني في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية المحتلة ومحاصرة قطاع غزة وإغلاق المعابر الخاصة بنقل البضائع للقطاع المحاصر.
تكمن أهمية عقد مؤتمر دولي للسلام في التنفيذ العملي لقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالأراضي المحتلة ووضع حد لجرائم حكومة الاحتلال التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني ولوقف الاستيطان الذي يبتلع الأراضي الفلسطينية وأن من شأن نجاح الدعوة لعقد مؤتمر السلام الدولي ايجاد الحلول العملية لإنهاء الاحتلال وتغير معالم المنطقة إلى الأبد كون ان الحل العملي يتلخص في العمل على عقد المؤتمر بمشاركة جميع الاطراف المعنية لإنجاز حل الدولتين وإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
في ظل ذلك تبقى الرسالة الفلسطينية للسلام مهمة في ظل تحديد افاق التعاون الاوروبي والعمل بمساهمة ومشاركة الدول العربية لتفعيل اسس التعاون العربي المشترك وضمان التحرك من اجل حث دول الاتحاد الاوروبي للمضي قدما من اجل توجيه الدعوة الي عقد مؤتمر السلام الدولي والذي سوف يدفع المنطقة إلى تغير جوهري ويؤدي إلى نتائج إيجابية وينهى الصراع القائم إذا ما صدقت نوايا الاحتلال وتوقفت حكومة الاحتلال عن تنفيذ مخالفاتها للقوانين الدولية ورفع يدها عن الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويجب الانطلاق من قبل المجتمع الدولي لمساعدة الأطراف المعنية للتفاوض على اتفاق سلام يغير المنطقة إلى الأبد واتخاذ خطوات عملية نحو البدء بالإعداد للمؤتمر.
وفي هذه السياق تتلخص طبيعة الرسالة والموقف الفلسطيني بالموافقة على الإجماع الدولي ودوما كانت فلسطين تطالب بتحقيق العدالة الدولية ووقف الاحتلال وهذا ما يمكن تطبيقه عمليا على أرض الواقع، واتخاذ خطوات عملية لتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي والاعتراف بالدولة الفلسطينية كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة وضرورة وضع حد لسياسة الاحتلال الظالمة والتي تنتهك بشكل جسيم القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
لا بد من إعادة تفعيل اللجنة الرباعية الدولية بجدية وتعزيز دورها خلال الفترة المقبلة لإطلاق مفاوضات جادة مع حكومة الاحتلال وضرورة أن تعتمد المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الدولية المعتمدة والتأكيد على عقد مؤتمر السلام الدولي للمضي قدما في تحقيق السلام الشامل والعادل ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
لا بد من استثمار الجهود الدولية المبذولة حاليا باتجاه الحل الشامل والدائم الذي يضمن انهاء الاحتلال الإسرائيلي المفروض على الشعب والأرض الفلسطينية والانتقال إلى الحل السياسي القائم على قرارات الشرعية الدولية، ولم تعد القضية الفلسطينية في محل يقبل الانتظار أو المراوغة والمرحلة الحالية هي مرحلة حاسمة ومهمة، واليوم عادت القضية الفلسطينية لتحتل المرتبة الاولى على مستوى الاهتمام الدولي وخاصة الاوروبي وهي قضية سياسية وليست قضية إنسانية ولا بد من المجتمع الدولي إنهاء الصراع العربي الفلسطيني الإسرائيلي باعتباره الخيار الأمثل لمنع تجدد التصعيد والتوتر في المنطقة والعالم.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية