الداخل المحتل/PNN- قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، اليوم السبت، إن العملية العسكرية التي شنها الجيش الإسرائيلي على غزة وأطلق عليها اسم "الفجر الصادق"، أظهرت أنه حتى أصغر وكلاء إيران يمثلون تهديداً، ويجب أن تأخذ أي صفقة نووية مقبلة مصالح إسرائيل بعين الاعتبار.
وذكرت الصحيفة في تقرير لها أن العودة إلى الصفقة الإيرانية التي تم التفاوض عليها في عام 2015 بدت مستحيلة قبل بضعة أسابيع فقط.
لكن بعد عام من الادعاءات بضرورة توصل الإيرانيين إلى نوع من الاتفاق أو إغلاق نافذة الفرصة، تزعم تقارير جديدة الأسبوع الماضي أنه تم التوصل إلى نص نهائي للصفقة.
وأكدت الصحيفة أن إسرائيل لا تزال تشكك بشأن التوصل لصفقة إيرانية نهائية، مشيرة إلى أنها تأمل أن يتضمن كل ما يتعلق بالمحادثات النهائية وأي اتفاق يمكن التوصل إليه إجراءات تضمن استقرار وأمن إسرائيل والمنطقة.
وأوضحت الصحيفة أن "إسرائيل تعتمد على تحالف وثيق مع الولايات المتحدة وعلى علاقات جيدة مع إدارة الرئيس جو بايدن لمواجهة إيران".
وتابعت: ”تدعم إسرائيل محاولات الإدارة الأمريكية لتوفير الأمن للمنطقة، فيما تتوقع ألا تكون إيران قادرة على تطوير أسلحة نووية في المستقبل“.
وأوضح الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية، جوزيب بوريل، هذا الأسبوع أن "ما يمكن التفاوض عليه قد تم التفاوض عليه، وهناك نص نهائي، ومع ذلك يكمن وراء كل قضية فنية وكل فقرة قرار سياسي يحتاج إلى أخذه في العواصم".
ووفق الصحيفة، "يبدو أن النظام الإيراني في الوقت الحالي يوقف تطوير مشروعه النووي، بينما يواصل محاولة انتزاع المزيد من التنازلات من الغرب".
وتحدثت الصحيفة عن الامتيازات التي يمكن أن تعطى لإيران، مشيرة إلى أنها "مقلقة"، بالإضافة إلى الطبيعة العامة للصفقة.
وأضافت: "تريد إيران إزالة الحرس الثوري الإسلامي، الذي يمول ويسلح الجماعات في جميع أنحاء المنطقة، من قوائم العقوبات الأمريكية، كما تريد الحصول على حرية إطلاق برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار".
وقالت الصحيفة إن "الأمر الأكثر إثارة للقلق حقيقة أن إيران طورت أجهزة طرد مركزي وخصبت كميات كبيرة من اليورانيوم إلى مستويات عالية، حيث قامت بتخصيب اليورانيوم إلى ما هو أبعد من الاتفاقات المبرمة في عام 2015".
ورأت الصحيفة أن المشكلة الرئيسية هي أنه في كل يوم تقوم إيران بتخصيب اليورانيوم تقترب من أن تكون قادرة في يوم من الأيام على صنع قنبلة نووية.
وألمح المسؤولون الإيرانيون مؤخراً إلى أن لديهم بالفعل كل المكونات والمواد اللازمة لصنع قنبلة، لكنهم قرروا حتى الآن عدم القيام بذلك.
واعتبرت الصحيفة أن هذا الأمر يشكل إشكالية؛ لأنه يعني أنه حتى لو تم الاتفاق على صفقة جديدة أو عودة إلى الصفقة القديمة، يمكن لإيران دائماً ابتزاز الغرب باستخدام بطاقة اليورانيوم المخصب.
من ناحية أخرى، لطالما كانت الصفقة الشاملة مصدر قلق؛ لأنه بعد عدد معين من السنوات تراجعت العديد من الضمانات المصممة لمنع إيران من تطوير سلاح نووي.
وواصلت الصحيفة: "أي اتفاق قد يتم توقيعه الآن يبدو أنه سيضطر في النهاية إلى مواجهة إيران النووية".
وتفضل الولايات المتحدة عدم الاضطرار إلى مواجهة إيران في هذا الوقت، أو التعامل مع أزمة جديدة بين إيران وإسرائيل، وفق ما ذكرته الصحيفة.
وشددت الصحيفة على أن المعارك الأخيرة في غزة ضد حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين كانت تهدف إلى استباق قدرة الوكيل الإيراني على تهديد إسرائيل.