بقلم: سري القدوة
حكومة الاحتلال تنتهج سياسة رامية إلى تعميق نظام الفصل العنصري الاستيطاني (الأبرتهايد) وقد اكدت ذلك كافة التقرير الدولية وخصوصا التقرير الذي صادر عن منظمة "آمنيستي" وتقرير "هيومن رايتس ووتش" ومنظمة "بتسيلم" والتي تؤكد بمجملها أن إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال تطبق نظام الفصل العنصري وتتبنى قوانين عنصرية ضد الشعب الفلسطيني وتمارس اعمال اجرامية وفقا للقانون الدولي.
وباتت السياسية الامريكية التي تعمل من خلالها على اتباع سياسة المعايير المزدوجة والكيل بمكيالين مع كل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني يفضح تخاذل الادارة الامريكية ويكشف نواياها في عدم تعاطيها مع حقوق الشعب الفلسطيني، في الوقت الذي تقف فيه لتدعم دولة الاحتلال امام العالم وتدافع عن النفوذ الاسرائيلي ومصالح دولة الاحتلال القائمة فى الشرق الاوسط الجديد، وترفض الولايات المتحدة حتى الآن ممارسة ضغوط على الحكومة الإسرائيلية، خشية تفكك مصالحها في المنطقة بينما عملت فقط على تقديم بعض التسهيلات المالية والاقتصادية وأطلقت حوارات حول ذلك لكنها ليست سياسية ولم تلزم دولة الاحتلال بأي موقف سياسي.
وفي ظل تلك الممارسات تواصل دولة الاحتلال الاسرائيلي تعنتها ورفضها إطلاق مفاوضات ووقف عدوانها وتصر على ممارسة سياسة الفصل العنصري ومشاريع تهويد الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان في قلب المدن الفلسطينية وإمام هذه المواقف نستغرب عدم تدخل الادارة الامريكية كونها لم تحرك ساكنا تجاه ما قطعه الرئيس جو بايدن من وعود بإطلاق عملية السلام ووقف الاستيطان.
حان الوقت لتطبيق الوعود الامريكية وترجمة كل ما تقوله بخصوص القضية الفلسطينية إلى خطوات عملية والعمل ضمن خريطة طريق واضحة ومرسومة ووقف هذا الغول الاستيطاني الموحش الذي قطع الاراضي الفلسطينية ويقضى على اي فرص مستقبلية لإحياء عملية الاسطيان فالسلام لا يمكن ان يتحقق والاستيطان ينهش الاراضي الفلسطينية والتهويد يستمر في القدس المحتلة ويجب العمل على الاسراع بفتح القنصلية الأميركية في القدس وإعادة التمثيل الفلسطيني في مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
ولا يمكن ان يكتفى الموقف الامريكي بإطلاق تصريحات داعمة لحل الدوليتين دون اتخاذ مواقف جدية تعيد احياء عملية المفاوضات وتضع حدا للاحتلال الاسرائيلي خصوصاً في ظل تصعيد دولة الاحتلال لعمليات تعميق وتوسيع الاستيطان، وتنفيذ مزيد من المشروعات الاستعمارية التوسعية، بما في ذلك عمليات أسرلة وتهويد القدس، والتطهير العرقي والتهجير القسري ومحاولة إلغاء الفلسطيني في القدس.
ونستغرب استمرار الإدارة الأميركية في الاكتفاء بتصريحات ومواقف إعلامية، من دون اتخاذ خطوات عملية تجاه ترجمة هذه المواقف السياسية على الأرض وما من شك إن مواقف الإدارة الأميركية بشأن القضية الفلسطينية تحمل تطورا مهما ومن الممكن البناء عليها مستقبلا ولكن لا يمكن استمرار الرهان عليها دون ان يتم اتخاذ خطوات عملية وملموسة لفتح أفق لعملية السلام والمساعدة في انهاء الاحتلال وتعزيز قيام الدولة الفلسطينية وإنهاء وضع الاحتلال القائم للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967 والاعتراف بعضويتها في الامم المتحدة كدولة تتمتع بالعضوية الكاملة في كافة المؤسسات الدولية.
إرادة الحق والعزيمة والإصرار التي تميز بها دوما الشعب العربي الفلسطيني خلال سنوات كفاحه الطويلة ستنتصر على إرهاب الاحتلال وسياساته وإجراءاته الاستعمارية الاستيطانية وستفشل خططه ومشاريعه التي تحاول مصادرة الحقوق الفلسطينية وحرمانه من حقه في العيش بحرية وكرامة في كنف دولته الحرة ذات السيادة وفي القلب منها العاصمة الأبدية مدينة القدس.
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية