غزة /PNN / في أعقاب التصعيد الأخير للعنف في قطاع غزة، زار ممثل الاتحاد الأوروبي، السيد سفين كون فون بورغسدورف، وممثلون آخرون عن الاتحاد الأوروبي اليوم مدرسة الشاطئ الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في مخيم الشاطئ للاجئين في غزة. وتزامنت هذه الزيارة مع توقيع اتفاقية تبرع الاتحاد الأوروبي السنوي لموازنة الأونروا البرامجية لعام 2022، والتي تؤكد على الالتزام الراسخ للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بالحقوق والتنمية البشرية للاجئي فلسطين الذين يعيشون في غزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية، والأردن ولبنان وسوريا وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
وأعرب المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني عن شكره لهذا التبرع بالقول: "إنني ممتن للغاية لأن الاتحاد الأوروبي لا يزال واحدا من مانحينا الأكثر موثوقية وشريكا استراتيجيا للوكالة في عام 2022. إن هذا التبرع الذي يأتي في الوقت المناسب يأتي والوكالة تواجه تحديات مالية هامة وعميقة لتنفيذ مهام ولايتها الممنوحة لها من قبل الجمعية العامة. سيساعدنا تمويل الاتحاد الأوروبي على استدامة الخدمات الأساسية، التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئي فلسطين الذين يواجهون صعوبات هائلة في مختلف أرجاء المنطقة".
وكان في استقبال الوفد الزائر لغزة مدير شؤون الأونروا في غزة توماس وايت وفرق الأونروا. وخلال التصعيد الأخير، قتل 48 فلسطينيا، من بينهم 17 طفلا. ونزوح نحو 450 فلسطينيا نزوحا داخليا، لجأ بعضهم إلى مدارس الأونروا. وخلال حالة الطوارئ، عمل موظفو الأونروا في غزة على مدار الساعة لضمان استمرار تقديم الخدمات لأكثر من 1,4 مليون لاجئ من فلسطين يقيمون في القطاع المحاصر.
بدوره، قال ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدوف: "لا يزال الناس في غزة يعانون بشكل كبير من المصاعب الناجمة عن 15 عاما من الإغلاق والقيود الاقتصادية. وقد تفاقم هذا بسبب الجولات المتكررة من الهجمات العنيفة حيث فقد العديد من الفلسطينيين الأبرياء حياتهم وعانوا من الإصابات. لقد جئت إلى هنا اليوم، مع ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لإظهار تضامننا مع ضحايا الجولة الأخيرة من الصراع العسكري ولتقديم دعم ملموس للاجئي فلسطين، ولا سيما الشباب والأطفال، من خلال شراكتنا الراسخة مع الأونروا. وفي الوقت الذي نشجع فيه جميع الأطراف على التقيد التام بوقف إطلاق النار، فإننا ندعو إلى تحقيق شفاف ومستقل في القتل غير القانوني للمدنيين، بمن فيهم العديد من الأطفال والنساء. بدون تغيير جذري في الوضع السياسي والأمني والاقتصادي في غزة، بما في ذلك إنهاء الإغلاق وتحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، سيكون المدنيون في غزة هم من يدفع ثمن غياب الإرادة السياسية من جانب إسرائيل باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال والمسؤولين الفلسطينيين لتحقيق حل سلمي يسمح بإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وقابلة للحياة وديمقراطية تشكل غزة جزءا لا يتجزأ منها".
وبموجب هذه الاتفاقية الموقعة حديثا، سيقدم الاتحاد الأوروبي مساهمة بقيمة 97 مليون يورو لدعم أعمال التنمية البشرية للأونروا في عام 2022، ويشمل ذلك أكثر من نصف مليون فتاة وصبي يذهبون إلى مدارس الأونروا وحوالي مليوني لاجئ يسعون للحصول على الرعاية الصحية في عيادات الأونروا. وتشمل هذه المساهمة أيضا زيادة قدرها 15 مليون يورو من مرفق الغذاء والصمود للتخفيف من تأثير الأزمة الأوكرانية على أسعار المواد الغذائية والأمن الغذائي للاجئين الأشد عرضة للمخاطر.
وعلى مدى أكثر من 50 عاما، أثبت الاتحاد الأوروبي نفسه كشريك استراتيجي رئيسي للوكالة، حيث يدعم الأونروا في جهودها الرامية إلى مساعدة لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم على الرغم من ظروفهم الصعبة. وقد تطورت الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأونروا مع مرور الوقت، حيث أصبح الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أكبر مانح متعدد الأطراف للمساعدة الدولية للاجئي فلسطين. وفي العام الماضي، وقع الاتحاد الأوروبي إعلانا مشتركا لدعم الأونروا للفترة 2021-2024.
وكوكالة، تتطلع الأونروا باستمرار إلى التكيف والتطور لتتناسب مع الأزمة التي طال أمدها والتي لم يتم حلها، وذلك بتوسيع الموارد لخدمة أشد الاحتياجات كل عام. ومنذ عام 2015، خفضت الأونروا التكاليف التشغيلية بمقدار 600 مليون دولار، مع الإبقاء على تقديم خدمات صحية وتعليمية عالية الجودة للاجئي فلسطين.