الداخل المحتل/PNN- أبلغت الإدارة الأميركية إسرائيل، في الأيام الماضية، أنها لن توافق على تنازلات أخرى في إطار المفاوضات غير المباشرة التي تجريها مع إيران حول الاتفاق النووي، وأنه لا يتوقع توقيع اتفاق نووي جديد في الوقت الراهن، حسبما نقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤولين إسرائيليين.
ووصف "واللا" هذه الاتصالات بأنها محاولة أميركية "لتهدئة" إسرائيل، لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا إن المستوى السياسي في إسرائيل "لم يهدأ".
وازداد قلق إسرائيل بشكل كبير من عودة أميركية محتملة إلى الاتفاق النووي، في أعقاب رد إيران على مسودة اتفاق قدمها الاتحاد الأوروبي، قبل نحو أسبوعين، وأدى ذلك إلى "احتكاك غير مألوف" خلال محادثات مغلقة وعلنية بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية، وفقا لـ"واللا".
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إنه خلال الأيام العشرة الماضية أجرى البيت الأبيض محادثات مع مسؤولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، وجاء فيها إنه خلافا للتقارير الإعلامية، لم توافق إدارة بايدن على تنازلات جديدة في إطارة مسودة الاتفاق الأوروبية.
وأشار مسؤولون إسرائيليون خلال إحاطة لصحافيين، يوم الخميس الماضي، إلى أن لبيد بعث رسالة إلى البيت الأبيض وقال فيها إن مسودة الاتفاق النووي التي قدمها الاتحاد الأوروبي إلى إيران لا تتلاءم مع الخطوط الحمراء التي تعهدت بها إدارة بايدن، وأن لبيد يعتقد أن على الولايات المتحدة مغادرة المفاوضات فورا.
وأضاف "واللا" أن التقارير التي نشرته وسائل إعلام دفعت مسؤولين في البيت الأبيض إلى القيام بجولة أخرى من محادثات التهدئة مع نظرائهم الإسرائيليين، خلال ليلة الخميس وأول من أمس الجمعة، وشددوا على عدم وجود أي تغيير في المواقف الأميركية وأن الإيرانيين هم الذين تراجعوا بتنازلهم عن مطلبهم بإخراج الحرس الثوري من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن محادثات مكثفة جرت مع البيت الأبيض مؤخرا، تحولت إلى نقاشات صعبة وثاقبة للغاية، وقالوا خلال الإحاطة الصحافية، الخميس الماضي، إنه كانت هناك ضرورة للتأكد من أن البيت الأبيض يدرك وجود مخاوف كبيرة جدا لدى إسرائيل بشأن اتفاق نووي جديد، حسبما ذكر "واللا".
وفي هذا السياق، يلتقي رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، إيال حولاتا، مع نظيره الأميركي، جيل سوليفان، في واشنطن بعد غد، الثلاثاء. ويتوقع أن يكون اللقاء صعبا. ونقل "واللا" عن مسؤول إسرائيلي قوله إنه "لسنا هادئين. على العكس، نحن قلقون جدا".
ولفت "واللا" إلى أن تخوفات لبيد من عودة أميركية إلى الاتفاق النووي في التوقيت الحالي، والإعلان عن ذلك قبل انتخابات الكنيست، التي ستجري مطلع تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، ستجعل رئيس المعارضة، بنيامين نتنياهو، يهاجم لبيد ووصفه بأنه فشل في منع التوصل لاتفاق.
رغم ذلك، شدد مسؤولون إسرائيليون أن لبيد لا يعتزم القيام بحملة ضد الرئيس الأميركي، جو بايدن، حول الاتفاق النووي، مثلما فعل نتنياهو ضد الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، عشية توقيع الاتفاق النووي في العام 2015.
ونقل "واللا" عن الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أدريان ووتسون، قولها إنه تجري محادثات دون توقف مع إسرائيل حول إيران وستستمر هذه المحادثات أثناء زيارة حولاتا إلى واشنطن، وكررت أنه "لا يوجد داعم أكبر لأمن إسرائيل من الرئيس بايدن".